الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زهرة من حي الزهور في الموصل

احمد حسن العطية

2015 / 4 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


أجمل ما على الكوكب هي الزهور ، لا مثيل لرقتها وعذوبتها ، تتجلى حلاوة الأرض في صفائها ، الحب زهرة ، النبي زهرة ، صفاء الله في زهرة ، كلمة الله المؤثرة هي زهرة ، نتفق على أن الزهرة رقيقة وضعيفة وتتمزق عند الضغط عليها ولكن الزهرة العراقية قلبت قوانين الطبيعة وأثبتت أنها أقوى من الجبال ، وما تعرضت له نساء العراق منذ حقب طويلة ولحد الآن إلا دليل على نقاوة معدنها وشرف همتها فصارت تاجٌ لرأسِ كل عراقي يمتلك الغيرة والشرف .
استفزت الزهرة العراقية كلماتي لأنها تعرف ( إن شرف الإنسان كلمة ، شرف الله كلمة ، مفتاح الجنة كلمة ،الكلمة نور وبعض الكلمات قبور ، بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري ،الكلمة فرقان مابين نبي وبغي ، الكلمة زلزلة الظالم ، الكلمة مسؤولية ) *
عاتبتني خجولة إحدى السيدات الرائعات من سيدات العراق ومن الموصل تحديدا عن تركيزي في مقالاتي على موضوع سبي واغتصاب نساء الموصل بأيدي حثالات العصر داعش وقالت نحن لم نسبى ولم ولن يتجرأ أي داعشي أن يسلبنا شرفنا وان المسلمات والمسيحيات لم يتعرضن للسبي والاغتصاب وإن داعش سبى واغتصب النساء الايزيديات فقط ، فبكيت من أنوثتها وشرفها المتفجر رجولة فبصقت على كل سياسي الموصل بلا استثناء ، لان زهرتي أكثر رجولة من أشرفكم ( مع علمي انه لا شرف يعرفكم أو تعرفونه ) ، تحركت معاني الشرف بكل قوة عند زهرة حي الزهور ولم تتحرك عند أولاد القحبة من سياسي الاحتلال ونواتج قيئه .
اعلم سيدتي إن الايزيديات فقط هن الذي تم سبيهن ، واعلم إن الايزيديات يرمزن إلى شرف العراق المنتهك بيد حثالات الكوكب ، واعلم إن الله يصرخ في السماء لإنقاذ الشرف المنتهك ، واعلم إن دم بكارة الايزيدية العراقية وهي تغتصب اطهر وأقدس من كل ما خلق الله ( أنا متأكد إني سأشتم من التوافه من أمثال داعش وسيتم تكفيري بسبب هذه الكلمات ) ، واعلم إن عار العراق لن يمحى إلا بالدم ، ولا أتصور إن ثمة دم يساوي دماء عذراء تغتصب بيد أولاد الخنا .
تقول زهرتي إن الموصل حيث كانت مدينتها التي تشبهها بالعروس تتعانق أجراس الكنائس مع أصوات التكبيرات ، ولا تعلم إني قد كفرت بكل الجوامع والكنائس لأنها تحولت إلى منابر للقتل والدمار .
تقول زهرتي باكية إنها تركت أمها في الموصل ، تركت وجه الله في الموصل ، تركت كل عشق الأرض في الموصل ، تركت الحب الأول ، تركت روحها في الموصل ، وتذكرت مثلا فارسيا يقول ( ده سم بش كي نا بوم ، باوم به مري نا دوم ) والذي يعني ( الهي اكسر يدي ولا تكسر رجلي ، ومَوت أبي لا تموت أمي ) لان الإنسان لا يستطيع الحركة عند كسر رجله ، وان اليُتم الحقيقي يحدث عند موت الأم ولا يحدث عند موت الأب ، فعرفت إن زهرتي تيتمت وهي بعيدة عن أمها .
بكت زهرتي وهي تحاورني وأنا عاجز عن كفكفة دموعها ، وهي لا تعلم أن دمعة منها اطهر من كل ساسة العراق ، وان ملائكة السماء بكت لبكاء زهرتي .
يقول احد الشعراء :
أرى الدهر لا يرضى بنا حلفاءه ولسنا مطيقيه عدواً نُصاوله
فهل ثم من جيلٍ سيقُبل أو مضى يبادلنا أعمارنا ونبادله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله