الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالتي للرئيس الفنزويلي المحترم : هوغو تشافيز

احمد مصارع

2005 / 9 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


رسالتي للرئيس الفنزويلي المحترم : هوغو تشافيز .
فلتحيا , وليحيا شعب فنزويلا ..
الى الكولونيل هوغوتشافيز ...
ليس عندي رغبة أكيدة بان تنتهي نهاية جنرالات اليونان ؟
انتم اليوم تتولون رئاسة حزب عريق , كان قد أسسه , مجموعة من الجنرالات ومن النخب الممتازة المنحازة , لمبدأ استقلال الشعوب , وباللاتينية ( بتس شي سبت) وهم بمعنى أو بآخر لم يكونوا فيما بعد معارضين لسياسة الجنرال دي غول , في الجزائر العميقة , عمق فنزويلا , وهم اللذين لعبوا دورا بارزا , في استقلال الشعوب , بل وفي انحسار الاستعمار القديم عن البلدان المستعمرة , ورغم احترام القائد التاريخي دي غول لهم , فقد اضطر الى إقالتهم , ليعودوا الى بلادهم الغنية بكل مصادر الحياة الرفاهية , وليؤسسوا الحزب الذي تتولى قيادته , ولا يخامرني أدنى الشك بإنسانية قادته , واستعدادهم للتضحية بالغالي والنفيس من أجل سعادة البشرية , فهم أممين حقيقيين, بل ومدافعين أجلاء عن الإنسانية الدولية , حتى أن الجنرال دي غول فضل أن يمضي آخر أيام عمره معهم في أمريكا اللاتينية , بعد استقالته اثر الثورة الطلابية 1968, وهذا يعني أن حزبكم هو حزب دي غولي وطني جمهوري شعبي وديموقراطي , أصلا , يساند حق الشعوب في تقرير مصيرها , وحين يميل لليسار الديمقراطي الحر , فهذا لايعني أن يضع نفسه قائدا للأممية الماركسية , ولا لليسار الجديد في العالم , وبخاصة بعد التجربة الثورية لما بعد تروتسكسي وغيفارا , والتي دخلت ضمن اليوتوبيا الثورية , وبخاصة بعد تحالف الخاص والعام ضدها , ولاأظنكم ستنسخون التجارب الفاشلة , لعظماء المحاربين من أجل الإنسانية , والغد الأفضل , وفي ظل إشاراتكم المتلاحقة بوعي الدروس , من الإخفاق , وحساب لكل ماهو ضروري عند احتساب المواجهة مع ديناصور العصر الحديث , راعي الحرية والديمقراطية , ولو بصفة إمبراطورية ؟!.
أمريكا اليوم ليست أمريكا , كما كانت بالأمس , وضدها تتوحد كل اليوتوبيا , بل وتكاد تصنع وطنياتها الخاصة انطلاقا من العداوة معها , وهي اليوم إمبراطورية للمال والعلم والتكنولوجيا , بل وحتى حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية , وباختصار أمريكا لم تعد تقليدية , وهي وان لم تكن كالمتحول الزحاري , ولكنها اللاعب الأول في جميع الميادين , وهذا تحصيل حاصل , ومن الضروري مراعاة ذلك , لأنها قادرة بقوتها الخارقة للعادة على إظهار الكولونيل هوغو تشافيز رجعيا , بل ومعاديا للحياة الإنسانية , وهذا لايعني أبدا , ولابأي حال عبأي صورة من الصور التقليدية , بأنها مركز لقيادة حركة العودة للوراء , وضد التاريخ , نتيجة لإسهاماتها الموقرة في كثير من الميادين , في تحرر البشرية جمعاء , بل ومن أجل الحرية الدائمة حتى لوكان مثل هذا التقرير يجلب تهمة فظيعة من مثل الممالأة لللامبريالية , وهو باطل مجانب تماما للحق الإنساني , من أجل حياة عقلانية بل وأفضل وبعيدا عن التطرف ولو من أجل الحق .
لقد ضاعت جهود عمال العالم سدى , وهم يضحون بأرواحهم , من عوالم اشتراكية شيوعية وماركسية , وحتى من أجل التحرر الإنساني الصرف , ويعاني اليسار الماركسي اليوم بكافة أشكاله اليوم أزمة , بل وأزمة شاملة , وحتى في ظل القراءة اللينينية من وجود إمبريالية , فمن غير المعقول آن يكون يسار العالم المتعولم , على يمين أمريكا اليوم , وقد نتهم في يوم من الأيام , وفي لحظة ما بتبادل المواقع , بل وتظهرون على يمين من تحاربون , فقيادة عمال وفلاحي فنزويلا , لا ينبغي أن يكون باتجاه دفع فاتورة الرفاهة ولو لعقد من الزمن , نحو الدمار الإنساني الشامل , ومن وضع فنزويلا في فوهة المدفع , ولااتمنى حدوث ذلك .
ما لذي يعنيه حكمكم لفنزويلا لأكثر من عقد من الزمن , سوى نهايتكم الحتمية , حتى لو بارككم الشرق الوسط النفطي بأسره بل حتى من دول الأبدية الطاغية على شعوبها المغلوبة على أمرها .
هوغو تشافيز : ما لذي يعنيه في بلادكم الجمهورية الفدرالية والدستورية بل الديمقراطية , وأنتم تنقلون بشكل متزمت بل و( دوغماتيك ) وبدون جدة أو حداثة دروسا سبق إثبات فشلها المطلق , وسأترك المعلومات التي تبين انتماءكم لبلد نفطي وغازي من 25 مليون نترفه , وفي 26 دولة , بل وأربع فيدراليات , وعاصمتكم كاراكاس مزدحمة بناطحات السحاب , وكاثوليتكم الغالبة , من أقوى أمم العالم اللاتين , ولن أعلن عن لغتكم العالمية العريقة الأسبانية , ولن أخفي عن القارئ الكريم , المعادن والثروات من الحديد والنحاس , والتوتياء , والأهم الماس , وأن بلادكم ذات دستور منذ العام 1961 .

من العام انتخبتم 1992 لفنزويلا رئيسا , وفي قيادة العشرات من الأحزاب اليسارية المتحالفة معكم , بهدف قيادة المسيرة الديمقراطية السلمية , ولمحاربة الفساد , والليبرالية الجديدة , وغير ذلك الكثير , ولكن ماذا عن ضرورة الميثاق الكبير للجمهورية , وضرورة بذل الجهد الكبير المقنع , من أجل الحصول على القوة الشرعية , ولن ننسى أبد تعهدك بالحفاظ على الديمقراطية الاجتماعية واقتصاد السوق ؟!.
هل تريدون إعادة الفشل اليساري الكبير , بالاندغام مابين عبادة الفرد واليسار الجديد , إنها مراهنة خاسرة , حتى لو باركها الصليب , وهو موقف رجعي حقيقي , يمزج الواقع بالخيال , والعمل بالأمنيات , وعلى الأقل لأن في بلادكم فنزويلا , دستور ديمقراطي , بل وميثاق أبطال من أجل حياة أفضل , ولذا ليس من حقكم أبدا :
أن تترأس فنزويلا , وبوصفكم ( كولونيل وحتى ماريشال ) , وللأبد , وحتى يوم القيامة 2012 , وكأنكم تعيدون سيرة السلف الفاشل , الذي أضاع جهود ودماء عمال روسيا , والصين وجعلها هباء منثورا , وفي شعارات خلبية , لاتقل عن الشيكات الصادرة بدون رصيد , ومن هنا فمن أقل وا جباتكم الانسحاب من الحياة السياسية , وترك المجال لمن يدعي نصرة الماركسية , وأين في الدساتير الديمقراطية , وحين يسود الاعتقاد في فنزويلا , بأنك الموحد والمحرر , والكولونيل العظيم , فاقرأ على روحك السلام , ولتضف اسمك الى قائمة المقبورين , ومنهم جوزيف ستالين , ماو تسي تونغ , والكثير من طغاة الشرق , ولاأظنك فكرت بمثل هذه النهاية السخيفة , ومن الخطل البالغ تصور أن لافرق بين الأمس واليوم والغد ...
وللمقالة بقية ..
احمد مصارع
الرقه - 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل الفلج.. مغامرة مثيرة لمصعب الكيومي - نقطة


.. رائحة غريبة تسبب مرضًا شديدًا على متن رحلة جوية




.. روسيا تتوقع «اتفاقية تعاون شامل» جديدة مع إيران «قريباً جداً


.. -الشباب والهجرة والبطالة- تهيمن على انتخابات موريتانيا | #مر




.. فرنسا.. إنها الحرب الأهلية!