الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلامات واللايكات ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 4 / 11
كتابات ساخرة



في الحقيقة تُراودني نفسي بأن أُعيد تشغيل حسابي على الفيسبوك ، والتوجه بطلبات صداقة لجميع أصدقاء بناتي وإبني ، زوجتي وصديقاتها ، أصدقاء أبناء عائلتي وأصدقاء أصدقائهم ، ليصبح عدد أصدقائي ألافا مؤلفة ... لكن لماذا ؟؟
لقد أصبحت مقاييس الشعبية الالكترونية ، هي المعيار والميزان للإنسان . وإذا كان المقياس سابقا وحسب المقولة الشعبية ، معك قرش بتسوى قرش ، أصبح المقياس ل – كم يساوي الإنسان ؟؟ بالقروش أولا وباللايكات ثانيا ... وقل لي كم لايكا معك ..أقُل لك "كم" تُساوي في سوق العالم الإفتراضي ...!!
وكم لاحظتُ ، وبمزيد من الحسرة ، بعض البوستات التي تضعها بناتي وصديقاتهن ، والتي عادة ما تكون "خبرا شخصيا " مثل ، أنا وفلانة في مطعم كذا ، أو مقهى كيت ، أنا في الطريق الى ... ، هسا صحيت من النوم ... بنشرب شاي .. وما أن ينزل هذا الخبر الطاريء على الفيس حتى تنهال اللايكات بالعشرات من الجميع ، مع بض التعليقات كصحتين ، ياي ... واااو .. بينما مقالي الذي أبذلُ فيه جهدا ذهنيا وجسديا لا يحصل إلا على ما يقل عن عدد اصابع اليد الواحدة من اللايكات .. فهل مقالاتي ما بتسوى ؟!
وهل يا تُرى ، إذا نشرت بعض مقالاتي على الفيسبوك ، سيتحسن وضع لايكاتي ويزداد رصيدي ؟!! لستُ مُتأكدا من ذلك ، ففي بعض الأحيان أكتبُ في مواضيع خلافية ، يتلقاها قسم من القراء بالترحيب ولا يستسيغها البعض ، بينما يعارضها آخرون بشدة .
وكيف أعرف بأن البعض يُعارضني بشدة ؟؟ لأنني أحصل على أدنى تقييم رقمي من البعض ، على سلم من 1 الى عشرة ، أحصل على علامة 1 ..وهي ادنى علامة أي صفر كبير !!
أما لماذا يعطيني البعض صفرا على مقال ما ، بينما يُعطيني أخرون العلامة القصوى 10 على نفس المقال؟؟!!
قد يقول قائل ،بأن علامة ممتاز من جهة وعلامة راسب جدا من جهة أُخرى ، هما تعبير عن موقف "صاحب العلامة " من موضوع المقال .. وهذا كلام سليم وصحيح على الأغلب .
فحينما يُوجهُ المقال نقدا للفكر الديني الاسلامي السلفي على سبيل المثال ، يحصل على تقدير راسب من القراء المحسوبين على السلفية الاسلامية ...
وحينما يقترح مقال أخر ، قراءة مُغايرة للنص الديني ، تثور ثائرة الذين لا يرون في الإسلام والمسلمين ،إلا الشر المُطلق ..
وكلا الفريقين لا يستعمل عقله في قراءة المقال ، لا ولا ذائقته الأدبية ، لا ينظر إلى متانة وسلاسة النص .. بل تتحكم به مشاعره ومواقفه المسبقة ..
وهذه هي الحال مع مقالاتي التي تنقل صورة واقعية موضوعية للأحداث داخل إسرائيل ..
فالذين يرون في إسرائيل شرا مُطلقا ، يجدون نقاطا تؤيد وجهة نظرهم ، لذا يُعطون المقال علامة ممتاز ، ولا يُعيرون إلتفاتا لبقع الضوء في اسرائيل التي يتحدث عنها المقال .. كحرية التعبير مثلا ..
أما الذين يعتبرون اسرائيل دولة مثالية من كل الجوانب ، فتثور ثائرتهم على المقال ويُعطونه علامة "صفر" لأنه لا يُمجد نتانياهو ومستوطنيه ، وكلا الطرفين تُحركهُ "مشاعر " الحب أو الكراهية ..
وهذا هو شأن جميع المقالات ، فكلٌ يقرأها بفهمه ، قناعاته ، مشاعره ومواقفه الايديولوجية ..
لكن ... من جهة أُخرى ، يبحثُ الكاتب عن "مُعجبين " ، ومن خلال كتابته يعتقد بأنه سيحقق هذا الإنجاز .. ويتضح بأن الكتابة وحدها لا تكفي لجمع "المُعجبين " ولايكاتهم ...!! على الكاتب أن يتقرب من قراءه و"يُصادقهم " على صفحات التواصل الإجتماعي وخصوصا الفيسبوك ، لكي "يدعموه " باللايكات والتقييم ب"ممتاز " على السُلم من واحد إلى عشرة ..!! وكما يقول المثل " حُكّلي بحُكِّلك " !! بادلني حَكّةً بحكة ، وخصوصا في منطقة الظهر التي لا يصلها الانسان بقواه الذاتية ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتب المحترم قاسم حسن محاجنة
مريم نجمه ( 2015 / 4 / 11 - 10:48 )
تحية وشكر للكاتب الزميل قاسم على موضوعه الجديد ( الضروري ) في عالمنا الجديد العالم الإفتراضي ..

شدني العنوان والموضوع الذي يراودني دوماً أن أطرحه لأنه فعلاً نعيش حالة وواقع المضحك المبكي -
تصديقا لكلامك الذي أوردته كمثال التقييم : أحدهم على الفيس بوك كتب بوست / أنا بردان ؟ فأخذ 900 إعجاب فوراً وقس على ذلك -
لقد وفيت شرحاً أستاذ , أوافقك على ما شرحت مئة بالمئة .. حقيقة وفعلاً نعيش في دوامة هل هو انحدار وتبسيط للثقافة أم تعميمها أفقياُ كمعلومات عامة شعبية أو إجتهادات وتعلم وانفتاح العالم وعرضه حصاد السنين العجاف بكل زؤانه وقمحه - في النهاية يبقى الحوار المتمدن هو الحوار الأساس والرقي والتثقيف العميق !؟
على كل حال هذا هو واقعنا الذي نعيشه في الضياع والخيال المهم أن لا تجرفه السلبيات ويبقى الإنسان الواعي هو الذي يسيطر على كل إكتشاف جديد

تقيل أصدق التحايا والتمنيات الطيبة


2 - الزميلة العزيزة مريم نجمة المحترمة
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 4 / 11 - 11:04 )
تحياتي الحارة
وبداية اود ان اعبر عن خالص شكري لك ، وتقديري لما تكتبين
ومن جهتي فكتاباتك تستحق العلامة القصوى .
لكن ، فإن الثقافة السائدة هذه الأيام هي ثقافة -قليلة الدسم - الفكري
وسائل التواصل هي مجرد وسيلة لتزجية الوقت من جانب وللفضائحية من جانب اخر
وهذا عند العرب طبعا .
لك فائق مودتي


3 - عند كل الملل والنحل
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 4 / 11 - 12:33 )
اخ قاسم حسن محاجنة بعد التحية
على كيفك على العرب في كل ملة هناك السطحيين والتوافه انا معك في كل ماكتبت فهناك شخص كتب على ا لفس بم
افطر كل صباح اما فنجان قهوة ا و ملعقة عسل فتهافتت عليه اللايكات والاعجابات على مايبدو ان الكثير سئم الجد والفكر فيميل للهو وللسخافات
اذا كنت من يبحث عن الاعجابات واللايكات فحذو حذو هذه ا لنماذج
ماتكتبه راقي بدون مجاملة وله ذواقون ولكن الكثير لايبدون ردة فعل فلا يليكون ولايضع ون اي علامة
فلاتبتأس واستمر على ما انت عليه


4 - الزميل انيس عموري من الفيسبوك
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 4 / 11 - 12:37 )
تحياتي وخالص مودتي
طبعا بعرف عن الصين ، والنكتة اليهودية تقول . توجه الطفل لأبيه متسائلا : هل انت متأكد بأن الله خلق كل شيء (كما تقول التوراة )؟؟قال الأب : نعم بالتأكيد..
أجاب الولد : كيف يكون ذلك وكل الأشياء حولنا مكتوب عليها صُنع في الصين ..!!
هههههههههه
لك شكري


5 - الزميل عبد الحكيم عثمان المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 4 / 11 - 14:05 )
تحيات وسلامات
وشكرا على -المواساة-
اكتب ساخرا كما تعلم
لكن هذه الظاهرة السلبية تنتشر في أوساط العرب اكثر من غيرهم
لك مودتي


6 - تعليق الى قاسم محاجنة
ايدن حسين ( 2015 / 4 / 11 - 18:10 )

تحية طيبة استاذ محاجنة
و ما يدهشني انا كثيرا .. ان بعض المقالات التي ليس فيها الا الكثير من الاسئلة .. و ليست فيها جواب واحد عن سؤال ما .. تاخذ 1500 لايك مثلا
و احترامي
..


7 - الزميل ايدن حسين
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 4 / 12 - 05:35 )
صباح الخير وشكرا لك
لذا يقول المثل : -الصديق وقت ..اللايك -
تحياتي


8 - لا تبتئس يا صديقي
عتريس المدح ( 2015 / 4 / 12 - 09:16 )
عزيزي قاسم لا تبتئس
اللايكات والاعجابات ومثيلاتها في الفيس بوك تأتي لفئة عمرية صغير السن بالكاد تتفتح على الحياة ومن الصعب عليها في سنهاهذا أن تدرك معنى الالتزام بالكلمة، فئة تبحث عن إظهار ذاتها
بينما ما يكتب من كلام ملتزم بقضايا عامة لاتهتم به سوى الفئات الاكبر سنا وهذه لا تهتم كثيرا باللايكات والاعجاب فهي لم تتعود إلى حد كبير على الفيس بوك وغيره و إن أرادت التقييم فهي ترى الامر باعطاء علامات ونسب مئوية
أنا نفسي لا أهتم كثيرا بالنسب المئوية والاعلاماتبقدر الاهتمام بموضوع التعليق
فلا تبتئس يا صديقي
وتحياتي


9 - عزيزي عتريس
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 4 / 12 - 10:11 )
تحياتي وصباح النور
ثقافة اللايك غزت وسائل الاعلام
لكنني اسخر منها اكثر مما انا حزين او -بائس-
ومع ذلك اشكرك جزيل الشكر على المواساة
ههههههههههههه


10 - هل ما تزال تبحث
عامر الحلو ( 2016 / 12 / 1 - 14:30 )
عنها ههههههههه أو خلاص جت فكرة بوقتها وراحت هههههه


11 - اهلا بالعزيز عامر الحلو
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 12 / 1 - 14:38 )
فلتبق حلوا في الجوهر والمنظر ..
ماذا أقول يا صديقي ؟ فاجأتني مفاجأة حلوة ولطيفة ..
وكما قال المتنبي
فليسعد النطق إن لم يسعد الحال ..
وفي هذه الأحوال فاللايكات هي الأجرة الوحيدة التي نتقاضاها نحن الكتاب في هذا الموقع ، وهي بمثابة كلمة شكر
يومك سعيد

اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان فضيل يتحدث عن جديد أعماله في صباح العر


.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال




.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا