الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( فنان الشعب )..خليل شوقي.. مات أم ( قُتِلْ )؟!!

محمود حمد

2015 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ان من يعرف ( فنان الشعب ) خليل شوقي عن قرب يُدرك ..عمق التجربة الفنية النضالية (بمعناها العام ) لهذا الفنان المتماهي مع فنه ووطنه والمخلص لهما وللانسان..ويستلهم من روحه التي تفيض سخاءً في عطائها..ورؤيته التي تَستَصغِرُ ما يُكْبِرهُ ( الصغار ) ، ممن فَرَضَهُ نكد الدنيا عليه ( ومن نكد الدنيا ان يرى الحر ..عدواً له مامن صداقته بُدُّ ..كما يقول المتنبي ) ..خلال رحلته الفنية الابداعية..والفكرية التجديدية..والسياسية المنتمية للإنسان..وإخلاصه وإلتصاق روحه وفكره وسلوكه بالمسرح التقدمي..
اتذكر في عام 1978 كنا بضيافته وأسرته في منزله ..
منزله الذي كان مضافة للثقافة والفن والعراق..
وأُسرته التي هيأ لها ان تكون واحدة من الأُسر العراقية التنويرية والابداعية التي أغنت الثقافة من على " المسرح " بقِيَّم تجذرت في وعي الانسان غير الملوث بالصنمية..
مثل كثير من ( الأسر العراقية التنويرية ) التي نعتز بها..
والتي نحن أحوج مانكون لدورها التنموي اليوم ..لحماية العقل ، وتشذيب الذائقة ، وإطلاق الحلم الحضاري في العراق ..بعيداً عن طاعون التخلف الظلامي الذي بذرته انظمة الاستبداد عبر التاريخ..وأعادت إنتاجه الدكتاتورية ، وأججه الاحتلال ، ورَعَتْهُ دولة الطوائف والاقوام ( دولة المحاصصة الطائفية والإثنية)!
في تلك الليلة حيث كان ( دخان ) الملاحقات القمعية القاتل قد تمدد لفضاء المثقفين وحياتهم الشخصية..بعد ان كتم رئة الثقافة..كان جمع من المسرحيين والرسامين والكتاب يتحلقون حول فقيدنا ( فنان الشعب)..يتداولون مخاطر قرارات ( منع غير البعثيين من صعود المسرح !)..
يومها قال:
هذا هو القَتْلُ!!
ومن يُدرك حجم ونوع الطاقة الابداعية الكامنة في روح هذا الفنان الكبير..يستنتج..
ان كبت هذا الطاقة الابداعية في قرارة روحه..سيقتله!
..ومنذ ذلك الحين وأنا اشعر بالحزن كلما أرى المسرح العراقي مهجوراً من رواده ومبدعية ومَنْ أخلص اليه من مختلف الاجيال من الممثلين والمخرجين والكتاب والفنيين..
لان ذلك..هو القتل!
ولم يكن هدم أعمدة المسرح التقدمي سوى ( نذيراً ) بنشوء داعش وماقبله ومابعده ..
ولهذا..
ان لم نتدارك عوامل تفاقم الكارثة ونعيد ( المسرح الانساني الحر ) الى منصة الحياة ..ونعيد الاعتبار لجميع نسائه ورجاله في الوطن والمنافي..مثل وجوب فعل ذلك مع جميع المبدعين والمفكرين والاكاديميين.. لكي تنبت الثقافة الوطنية المتجددة من حقولها الفسيحة الخصبة غير الملوثة بـ( نصوص) الدمار الشامل!
فإن لم نفعل ذلك..
فإننا سنغرق في أتون الهمجية والقسوة..ونكون وباءً متفشياً ومستعصياً..ينبذها جميع محبي الحياة ومُقدِّسي العقل!
بعدما كنا ضحايا ذلك الوباء عند نشوئه!
لان الاوطان لايُنتِجهاإلاّ بُناة الحياة العقلاء المبدعين..وبغيابهم يتفشى التوحش..فـ( كلما غاب العقل استيقظت الوحوش )!
عزائنا لجميع المثقفين والفنانين العراقيين.. ولعزيزتنا الفنانة القديرة ام عمار ( مي شوقي) وأخواتها وأخوتها واصدقائهم ومحبيهم.. بفقدنا فناننا الكبير الذي ترك فراغاً ماشغله ولن يشغله من بعده إلا ذكراه المفعمة بالمحبة للجميع..وروح التمرد على الرؤوس الخشبية والنصوص الحجرية!
سيبقى ( ابو مي) فنان الشعب ( خليل شوقي) معلمنا ، واستاذنا ، ورفيقنا ، وخيمة جيلنا وقدوة الاجيال الجديدة..بذكراه التي لن تندثر.. مادام يصعد على خشبة المسرح العراقي صوت يدعو للحرية ، والتسامح ، والتساءل ، والود ، وقبول الآخر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا