الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بشائر صوت الكروان

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2015 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


سمعت صوت الكروان لأول مرة منذ اثنين وثلاثين عاما، وأنا نائمة علي الأرض في سجن الرئيس المؤمن (السادات) وصوته الجهوري يدوي في الاذاعات، ينعتنا بالكلاب والخونة للوطن.
لم أكن أصدق الاذاعات منذ طفولتي، أبي يقول: لا تصدقي إلا عقلك وان أجمع العالم علي الكذب، صوت الكروان فيه شجن يشبه السحر، يغير الدنيا، يسقط النظام، يسحق الحزن والظلام ويكسر السلاسل، ينطلق العقل حرا تسطع معرفة جديدة ولغة الكروان أفهمها وهو يغني: العالم يكذب يكذب.
أمام عيوننا اليوم يسقط عالم الكذب بنظامه الأمريكي الرأسمالي الصهيوني الارهابي، وتسقط معه القوي الارهابية الإسلامية التي دعمها بالمال والسلاح. ما يحدث في سيناء اليوم، حدث فيها منذ الاحتلال الأجنبي، منذ تشريع العنف واعتبار الحرب والعدوان غريزة طبيعية نتاج الهرمونات الذكورية، وليست نتاج النظام الطبقي الأبوي القائم علي الظلم والخداع، لا يمكن أن يسود الظلم الا بقوة الكذب، ولا يمكن أن تنجح الحرب بدون خطة للخداع.
سقطت في التاريخ جميع الامبراطوريات التي قامت بقوة السلاح، وسقطت كل جماعة دينية مسلحة بما فيها الاخوان المسلمين، وسوف يسقط أي نظام أو أي فرد مستبد خادع، مثل شعبي قديم "الكدب مالوش رجلين" بمعني أن الأكذوبة مهما نجحت وصدقها الجميع فسوف يأتي يوم تنكشف. أكذوبة النظام الرأسمالي الأبوي عاشت طويلا باعتباره النظام الأمثل لتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والسلام، حتي ظهرت الحقيقة مؤخرا واشتعلت الثورات في بلاد العالم (بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية) ضد الفقر والحرب والاستبداد المتخفي تحت اسم الانتخابات الحرة.
وتحت اسم معاهدة السلام (كارتر بيجن السادات) تم تخطيط الحروب العسكرية المتكررة للقضاء علي فلسطين جيشا وشعبا، وتقسيم البلاد العربية طائفيا والقضاء علي جيوشها، من أجل السيطرة الكاملة لاسرائيل العسكرية النووية والكيماوية.
منظمة الأمم المتحدة جزء من النظام الاستعماري العسكري، لم تنفذ اسرائيل قرارا واحدا من قرارات مجلس الأمن، مع ذلك لم يقدمها أحد لمحكمة العدل الدولية، دأبت اسرائيل علي تقوية ترسانتها الكيماوية والنووية دون أن يفتشها أحد ممن فتشوا العراق وسوريا.
جائزة نوبل للسلام (لعام 2013) نالتها الوكالة المكلفة بتدمير الأسلحة الكيماوية السورية، هذه الوكالة منذ تأسيسها (16 عاما) تسترت علي الترسانة الكيماوية في اسرائيل، حتي الطفلة الباكستانية البريئة، التي حاول نظام الطالبان قتلها، تم تعليمها الكذب للدعاية لجائزة نوبل. واليوم تتساقط امبراطورية الاستعمار (في وشنطن) زعيمة الكذب والخداع في العالم، نشهد تفككها وشللها وانهيارها من داخلها
يشبه انهيار برجها التجاري الأعظم في نيويورك يوم 9 سبتمبر 2001، وان حافظت علي بقائها (حتي اليوم) بالغزو العسكري الاستعماري لعدد من البلاد منها العراق وأفغانستان والصومال واليمن والسودان وليبيا، ونجحت في تفتيت شعوبها دينيا والقضاء علي جيوشها عسكريا، وقد أرادت توجيه ضربة عسكرية لسوريا، ثم قررت تأجيلها حتي تدمير سلاحها الكيماوي، وقد نجحت من قبل في تدعيم تنظيم القاعدة وحكم الطالبان في أفغانستان، ومنظمة حماس في فلسطين، وجماعة الاخوان المسلمين في مصر والعالم، كما زرعت البؤر الارهابية لتنظيم القاعدة داخل مصر وسيناء وعدد من البلاد العربية.
الارهاب الاستعماري العسكري (من أجل نهب موارد الشعوب) يحتاج دائما لاحياء الجماعات الأصولية لجميع الأديان، تحت اسم الديمقراطية والتعددية والحريات الدينية.
لا يمكن السيطرة علي الجسم دون السيطرة علي العقل والروح، ويرن في أذني صوت الرئيس المؤمن (السادات) يتغني بأخلاق القرية والديموقراطية والتعددية السوق الحرة والخصخصة، وأنا في الزنزانة داخل القبح والقذارة، وقيح الجروح والجوع، ومأمور السجن يكشر ويهدد، لكنه بعد اغتيال السادات واقتراب يوم الافراج أصبح يبتسم قليلا، ويسمح لنا برؤية جزء من الشمس الغاربة وراء الأسوار، ويأتيني صوت الكروان الشجي يغني عبر موجات الأثير: ماما زمانها جاية والثورة كمان جاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصدكم الكاروان القافلة في الفارسية؟!
HAMID KIRKUKI/ SAYADI ( 2015 / 4 / 11 - 19:31 )
قصدكم الكاروان القافلة في الفارسية ؟!
مع تحياتي وقبلاتي ياسيدة النور العلمانية في عصر الظلام الوهابيالشيعيالعصمانللي!


2 - كوارث مصر
على سالم ( 2015 / 4 / 12 - 00:54 )
يعتبر الرئيس المؤمن انور الساداتى كان قدمه خراب على مصر ,انه السبب الرئيسى فى توحش وتوغل التيار الاسلامى البربرى الهمجى فى مصر الان وذلك بعد ان عقد صفق قذره مع هؤلاء الاوغاد الاسلامجيه بموجبها يصبح هو رئيس مصر طوال الحياه الى يقبض روحه عزرائيل وتصبح الماده الثانيه فى قانون مصر الاغبر هو ان الشريعه الاسلاميه الهمجيه الدمويه مصدر التشريع وكانت صفقه كارثيه بكل المقاييس ,الساداتى ايضا كان رجل فاسد وغبى ومن بيئه منحطه ,فى اعتقادى انه اتخذ قرار بحبسكم لان تعميره الحشيش لم تكن جيده ,على حسب معلوماتى فأن هذا التيس كان يجلس فى خيمه مغلقه وتنطلق ابخره الحشيش الاصلى وتملئ الخيمه لكى يستنشقها هذا الحشاش الارعن , مصر موعوده دائما بهؤلاء الجرذان الخونه

اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ