الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زرقاء يمامتي غردت وقالت ؟!!

حسن عطا الرضيع
باحث في الشأن الاقتصادي وكاتب محتوى نقدي ساخر

(Hasan Atta Al Radee)

2015 / 4 / 12
الادارة و الاقتصاد



للاقتصاد الفلسطيني خصوصيات متعددة وذات طابع خاص تختلف عن معظم الاقتصاديات و لها علاقة بالتغيرات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة, وحجم تلك التغيرات وتحديداُ في قطاع غزة الذي خرج من العدوان الإسرائيلي الأخير المعروف بالجرف الصامد في 26 أغسطس للعام 2014 ولم يبدأ بأعمار ما دمرته آليات الاحتلال الإسرائيلي , كان ذلك كفيلاً بتفاقم وتردي الأوضاع المأساوية لأهالي قطاع غزة, تلك المأساة يمكن ملاحظتها للمارين بالشوارع والطرقات ولركاب التاكسيات وفي المناسبات أية كانت , ولمواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أيضاً قد حظيت بالكثير من التعليقات التي تعبر عن عمق الأزمة ومنها مثلاً قول البعض عصفورتي الأمينة غردت لي قبل قليل وقالت يوجد حل لمشكلة الأعمار والموظفين والبطالة ومشكلة الكهرباء والمياه والمعابر وتوفر كيس الاسمنت وأنبوبة غاز والبدء بمشاورات للمصالحة الحزبية بين حركتي فتح وحماس, والمصالحة المجتمعية, ومن يراقب تلك التعليقات رغم حالة الفكاهة إلا أنها تعبر عن أزمة حقيقية يعاني منها الغزيين وتعبر عن أمنيات وآمال للخروج من الأزمة ومن النفق المظلم منذ سنوات وعدم وجود أفق للحل , وفي ظل تردي الأوضاع وانزلاقها للأسوأ فإن قطاع غزة يحتاج لحكمة وبصيرة زرقاء اليمامة ذات الأفق الواسع والشمولي , حيث ستواجه تلك اليمامة الجميلة صعوبات كبيرة لتعقد الوضع الفلسطيني وخصوصية قطاع غزة , منطقة لا تتعدي مساحتها أل 362 كيلو متر مربع ويبلغ سكانها قرابة 1.8 مليون نسمة و معدل البطالة اقترب من 50% وعدد العاطلين عن العمل بلغ 200 ألف وثلثي السكان يعانون من الفقر والاعتماد على المساعدات والمنح الخارجية إضافة لاختلاف المواقف للأحزاب الفلسطينية وعدم وجود نية للحل وللخروج من الأزمة وتحقيق مطالب الأغلبية الباحثة عن رغيف خبر و 12 ساعة للكهرباء يومياً ولأنبوبة غاز ولفرصة عمل قصيرة مدتها شهر أو أثنين , وغيرها من الضروريات التي أصبحت تعاني منها جُل الأسر الفلسطينية في قطاع غزة , ولكن ماذا يحتاج الغزيين من زرقاء اليمامة هي الأسئلة التي تراودهم وتدور في حلقة واحدة مفادها المصالحة , إعادة أعمار قطاع غزة, حل المشكلة الاقتصادية والقضاء على البطالة والفقر والكساد , وإعلان الدولة المستقلة وحجم الموارد الاقتصادية الخاضعة لتلك الدولة , وكيفية الاستفادة من تلك الموارد بما يحقق دولة رفاه اقتصادي, رفع نمو وإنتاجية القطاع الزراعي والصناعي, ورغم التوقعات المتشائمة والتحذيرات المتعددة لزرقاء اليمامة فإنها رأت بضرورة إعادة النظر بالسياسة الاقتصادية المتبعة في الأراضي الفلسطينية وتحديداً في تدني وتراجع حصة الزراعة من الموازنة العامة الفلسطينية, وهذا يتناقض مع الأهمية والحاجة الملحة لهذا القطاع المهم والمنتج في ظل وجود الاحتلال حيث أن الزراعة ليست مصدر دخل للآلاف بل مصدر دخل ووطن وذات مدلولات اقتصادية واجتماعية وسياسية وذات أهمية وأثر كبير في حال إذا تم استثمارها بالشكل السليم, وهنا يجب التفكير بكيف استفادت إسرائيل وحققت المكاسب قبل إعلان الدولة عام 1948 , حيث استفادت إسرائيل والجماعات اليهودية المهاجرة في بدايات القرن العشرين من رفع شعار الحاخام كوك " العيش والعمل في الأرض المقدسة فريضة مقدسة وإلهية" ويقصد هنا الزراعة حيث قامت الهجرة اليهودية بالبداية بإنشاء الكيبوتسات والمجمعات الزراعية الكبيرة, حيث اعتبر هذا الحاخام الزراعة والعمل في فلسطين بأنها فريضة تعادل في قيمتها الفرائض الدينية الأخرى.
وبعد حديث زرقاء اليمامة تاهت ليلتي مع انتهاء كأس قهوتي وتسللت مرة أخرى من شرفة نومي زرقاء يمامتي لتخبرني بضرورة اهتمام السلطة الفلسطينية بالقطاع الزراعي , واعتبار الاستثمار في الزراعة في الوقت الراهن بأنه ضرورة وطنية وأخلاقية.
عن التوقعات الحذرة لزرقاء اليمامة أتحد ث !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وزرقاء العراق تغرد وتقول
زرقاء العراق ( 2015 / 4 / 11 - 23:06 )
الحريص على الفلسطينيين عليه ان يصارحهم بالحقائق
ميثاق حماس يريد محو اسرائيل من الوجود وهي دولة معترف بها , وهذا اول الكلام
عمال القطاع حرموا من دخول إسرائيل بسبب تبني نهج العنف وتحديداً العمليات الأنتحارية ضد المدنيين اليهود في الحافلات والمقاهي العامة الذي مارسه الفلسطينيين
كانت إسرائيل تستوعب نحو 120 ألف عامل من قطاع غزة , فدست المقاومة بينهم العديد ممن فجروا انفسهم بين المدنيين في اسرائيل فأستغنت عنهم اسرائيل واغلقت الحدود
كانت اسرائيل تستورد العديد من الصناعات الغزاوية من أثاث وخيرزان وثلاجات عرض وغيرها وهي التي كانت تشغل عشرات الألوف من الفنيين والصناع المهرة , وكانت في غزة المئات من مصانع الحياكة التي كانت تستوعب 50 ألف عامل فتم اغلاقها لأن المقاومة كانت تدك المعابر بالصواريخ والسيارات المفخخة
معبر رفح مغلق منذ قرابة العام، والعشرات من المرضى يموتون يومياً بسبب منعهم من السفر إلى مصر للعلاج لأن هناك من قرر ذبح الجنود المصريين عند افطارهم في رمضان
ولمن قرر اقتحام سجون مصر وتحرير المسجونين
من دمّر الأقتصاد الفلسطيني يا ترى؟؟

اخر الافلام

.. برنامج الإصلاح الاقتصادي في تركيا يواجه مشاكل وغضب


.. صباح العربية | ورق عنب مطلي بالذهب يثير جدلاً واسعاً في الكو




.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 07 مايو 2024


.. مصادر العربية: احتراق أكبر بئر لإنتاج النفط في حقل زرقة شرقي




.. نشرة الرابعة | -النقد الدولي-: هجمات الحوثيين تسببت في انخفا