الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعة الغضب لاتشمل اليزيديات

زينب علي

2015 / 4 / 12
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة



(الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

انا, انت, وكل شخص منا نعشق ان نكون احرار. حتى وان كانت الحرية بمفهومنا محدودة ومطوقة بعاداتنا الموروثة, فنحن نعشقها. تثار اعصابنا عند لاعتداء على محيطنا او مايخصنا. ندافع بشراسة عن خصوصياتنا وحرياتنا الشخصية والعامة.
انا وانت وكل شخص نعشق كرامتنا ومفهوم شرفنا. نصبح وحوش نفترس اعداءنا عند المساس باحدهما ولو بكلمة. تقام قيامة على من يتفوه بكلمة تسيء لمفهوم الكرامة والشرف لدينا. تثار حروب وتسيل دماء, وتكون اللغة مشبعة بالويل والوعيد.
لازال ذلك الرجل الذي تخلى عن (عكاله) وهو يمشي في الشارع يمر بذاكرتي المتاكلة. وكنت اسمع الكبار يقولون ان فلانا تخلى عن (عكاله) لانهم اغتصبوا ابنته. ولا اعرف مالذي يعنيه ان يتخلى عن هذا الطوق الاسود لمثل هذه الحادثه, ولكنني فهمت من كلامهم ان امرا سيئا قد مس شرفه جعله يخلع ذلك الطوق. اظنه نوع من ردة الفعل لالم شديد قد اصاب دواخله, كرامته وشرفه.
ولانني لا اربط الشرف بجسد امراة, فالشرف بالنسبة لي هو الاخلاق, حسن التصرف, الامانه, الصدق, وغيرها من الفضائل الكريمة والسامية, فانا بكلامي هذا لا اتفق بان المعنيات بمقالتي قد فقدن شرفهن, ابدا. بل ازداد نقائهن وسموهن, وتكللت وجوههن بهالة بيضاء تعكس قوة صفائهن.
انما كلامي موجه لمدعي الشرف ووقعه عليهم. بالامس كانت تطل علينا الحناجر المزمجرة وقد تقطعت حبالها جراء الصراخ وترديد كلمة (حرائرنا). كانوا ينطقونها بشكل مرعب ومخيف. يخيل الي حين اسمعهم انهم يحملون سيوفا ويطوفون بين الرجال ضربا ويقطعون رقاب من اغتصب حرائرهم. ولا اعرف من هم الحرائر المقصودات. تحريت قليلا فعلمت انهن بعض النساء المتهمات بايواء بعض المسلحين الذي هم نفسهم من اغتصب النساء البريئات (اليزيديات). ا وان هناك نساء كن قد تم سجنهن لقضايا واسباب اجرامية اخرى.
الغريب بالامر ان اتباع هؤلاء المزمجرين الغاضبين المرعبين المطالبين بشرف الحرار هم نفسهم من اغتصبوا اخواتهم في البلد, وهم من ادخلوا الغريب لدارهم ليغتصب اختهم اليزيدية. اختفت تلك الاصوات الغاضبة ولم اسمع لها صوتا تجاه الحرائر الحقيقيات. لم يغضبوا حين دخل الاجنبي واخذ ابنة بلدهم وهي تصرخ متوسلة بان يطلق سراحها. ولم يغضبوا حين راوا النساء" بنات بلدهم" الحرائر الحقيقيات, يتم اغتصابهن مرارا وتكرار وعلنا. لم يصرخوا ويزمجروا لشرفهن وكرامتهن حين راوا الفديو الشهير الذي يظهر السعودي وهو يضحك ويتبجح مفتخرا بقبيح اعماله قائلا" ابيعك يزيديتي". يزيديته, هي تلك المراة النقية الحرة الحقيقية التي لم تهز شوارب الشيخ الذي كان يقف هناك,, حيث منصة جمعة الغضب مطالبا بشرف الحرائر. الشرف والكرامة والحرائر التي سئمت اذاننا سماعها على منارهم.
من المؤلم ان نرى بنات جنسنا كنساء وبنات بلدنا اليزيديات يتعرضن لاسوا مايمكن ان يحصل لبشر. ضعي نفسك مكانهن, او نفسك مكانهن, حين تؤخذ اختك رغما عنها . تصرخ وتستغيث وليس بيدك حيلة لانقاذها. تغتصب امام عينك عدة مرات ومن ثم تباع في اسواق الرق والنخاسة لاجل الجنس . يشتريها الاجانب لاشباع نزواتهم الجنسية لتباع بعدها عدة مرات. كيف سيكون حالك؟
ننام, نشرب, ناكل, نضحك, نتناقش, نمشي, وتمر الايام ونحن نمضي معها ونتناسى بان هناك نساء يعانين الموت المرير والبطيء كل يوم. كم هو سعيد من يموت,لان من يموت يذهب للراحة الابدية, اما من تسبى بايد وحوش لاترحم, يتناوبون على اغتصابها بكل لحظة, تضرب , تهان, تتعرض للجوع والعطش وقد اكل بعضهن من علف الحيوانات لشدة جوعهن, واجبرن على شرب الفضلات, يتعرضن للصعقات الكهربائية وللتعذيب الجسدي بتفنن. انهن بين ايدي وحوش سادية تعشق وتتلذذ بالتعذيب, فانها قد سكنت العذاب الابدي بلا رجعة.
مايؤلم اكثر, ان كل ما تعرضن له هؤلاء الحرائر النبيلات, من قتل عوائلهن, اخوانهن, ابنائهن, وازواجهن. اغتصابهن و وتحويل حياتهن كعبيد للجنس والاهانة, لم يحرك شيء عند الكثير. تقف الحكومة صماء بكماء تجاههن. وكانهن شيء غير ذي اهمية. خمسة الاف امراة لاتمثل شيء يهز ضمير هذه الامة البالية. فقط اهاليهم من يحملون همومهم فرادى. يعانون الام جراحهم, سبي نساءهم, و قتل رجالهم, يصرخون, يستغيثون, يطالبون, ولكنهم مهملون. لااحد يسمعهم
والكل تخلى عنهم وحجب سمعه وبصره عنهم. ببساطة لانهم يزيدين... ولما نأسى على اناس لاينتمون لديننا؟
ابناء ديانتنا فقط من تزمجر حناجرنا لاجلهم. وحرائرنا فقط من نصنع جمعة الغضب لاجلهن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور


.. المحامية سيرين البعلبكي




.. مشاركة المرأة في القيادة ـ النساء في البلديات محور ورشة عمل


.. ورئيسة اللجنة العلمية بالاتحاد العام للأطباء البيطريين التون




.. أغنية المرأة العربية