الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منزلنا الريفي (81)

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

2015 / 4 / 12
الادب والفن


رسالة مفتوحة إلى الساكنة الكرزازية في غضون الانتخابات المقبلة .


لا شيء سيشدني نحو الواقع، أو يفصلني عنه غير الكتابة، إنني أكتب لكي أرتبط بالواقع، غير أن كتابتي عن هذا الواقع ستفصلني عنه. كثيرة هي المقالات والقصص التي أثارت ردود أفعال سلبية من جراء تشخيصي للواقع المحلي، فقد اعتبرها البعض انتهاكا للطابوهات والحرمات، لكنني أرد بالقول : أن الكتابة راحلة وعاهرة وليست نقية وثابتة، فإذا لم تكن الكتابة قول ما لا يقال، فالواقع يقول ما يقال دون أن يقول حقيقة ما يقال، لذا تكون الكتابة هي قول ما لا يقال لقول ما يقال، إن اللغط الذي أثير بصدد المقبرة(1)، يمكنني أن أرد عليه بالقول أن هؤلاء اللاغطين لا تهمهم المقبرة، ويطيب لي أن أذكرهم أنني أول من كتب مقالة عن انتهاك حرمة مقبرة بنت عبو(2) من طرف الرعاة، ناهيك عن تآكلها من طرف الوادي دون أن يتكلم أحد من هؤلاء اللاغطين عن هذا الموضوع، وكتابتي تلك تشكل إحراجا لهم، وتفضح عهرهم وصمتهم واستكانتهم، إنهم يريدون أن يستمر الوضع كما هو، فمنذ ما يزيد عن مئة سنة والوادي يجرف المقبرة، ولا أحد كتب عريضة إلى السلطات، أو قام بوقفة احتجاجية، أو تحدث خطيب الجمعة عن هذا الموضوع، حتى المستشار مستكين إلى أقصى درجة، فمنذ فوزه (هذا فيه نظر) بالانتخابات سنوات 1997 و2002 و2007 لم يخدم إلا حاشيته وأعوانه، أما خدمة الصالح العام فهي آخر ما يفكر فيه هذا المستشار.
الدولة ممثلة في السلطات المحلية صادرت مؤخرا حق الأطفال الكرزازيين، وضمت الملعب إلى حضن المقبرة، واليوم تفكر السلطات في بناء مسجد كأنها فعلت كل شيء، الكرزازيون بنوا مسجدا قبل أن تفكر الدولة في ذلك، لذا فالمطلوب التفكير في المسائل الجوهرية كالنقل، فلابد من وجود حافلات بتسعيرة منخفضة، كما يجب تأسيس دار الشباب لتفريغ الطاقات والمواهب، وينبغي كذلك إصلاح الطرقات وفك العزلة عن المساكن النائية، ولا يفوتني أن أذكر أصحاب الحسنات الذين يتهافتون على بناء المساجد أن بناء مستوصف في قرية بنت عبو أفضل من ألف مسجد، فحتى لو لم يكن لدينا مسجد يمكن الصلاة الخلاء، بينما المرأة الحبلى أو المريض لا يمكن رعايته في الخلاء، لهذا أقول للسكان المحليين عوض أن تستلموا مئتي درهم، وتشترونها سمكا مقليا في السوق، يجب أن تحددوا وأن تضعوا المطالب والحاجيات الأساسية على المترشحين للانتخابات المقبلة، وإلا المقاطعة، فالدولة وضعت لتخدمكم لا لكي تخدموها أنتم بشقائكم وبؤسكم، ففي سنة 1992 تم نقل مقر الجماعة قسرا إلى أولاد يحيا لوطا استجابة لمصالح انتخابية، آن لكم في هذا الوقت أن تطالبوا بتأسيس ملحقة قرب مدرسة بنت عبو الابتدائية في إطار الشعار الذي ترفعه الدولة هو تقريب الإدارة من المواطن، فليس من المعقول قطع عشرة كيلومترات من أجل غرض إداري، فهذا يعتبر إنهاكا للجيوب وامتصاصا للدماء، لكن هذا راجع إلى سكوتكم وصمتكم وجبنكم، وما بقاء مستشار واحد كممثل لدوار بني كرزاز مدة 18 سنة سوى مثال ساطع على الوضعية المزرية التي يتخبط فيها الواقع الكرزازي .

1)راجع الجزء 55 من منزلنا الريفي .
2) تتموقع هذه المقبرة جنوب دوار بني كرزاز، وتعود إلى سيدة تدعى فاطنة بنت عبو، تقول الرواية الشفهية المحلية أن السيدة ركراكية تتحدر من منطقة حاحا (الصويرة)، وتضيف الرواية أنها كانت شريفة تتنقل عبر القبائل لنشر بركتها وعلمها حتى توفيت في قرية بني كرزاز، وحتى عهد قريب كان الأهالي كلما تأخرت الأمطار عن الهطول، إلا ويهبون نحوها طالبين بركتها وإصلاح أحوالهم وشفاء مرضاهم.

عبد الله عنتار /12 أبريل 2015/ بني كرزاز -بنسليمان- المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غادة عبد الرازق: الساحة الفنية المصرية لم تعد بنفس قوة الماض


.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية




.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف


.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف




.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال