الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماقبل الدولة الحديثة

حسين نور عبدالله

2015 / 4 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مرت القارة الاوروبية على منعرجات تاريخية متعددة أوصلتها الى الأزدهار والحداثة التي تنعم بها اليوم .
فأوروبا التي شهدت تقلبات فكرية ونزعات متعددة بين العقل والروح ,وبين الفكر والمعتقد ,وبين القس والعالم , وبين العقلاني والتجريبي في مجال الفكر , وبين البروتستانت والكاثوليك في مجال العقيدة , وبين الديموقراطية والثيوقراطية في مواجهة غير مباشرة بين فكر أفلاطون السياسي المتمثلة بحكومة الأفراد المؤهلين ذوي صفات معينة كمل حصل في فترة القرون الوسطى حينما سادت الكنيسة وبين فكر أرسطو المتمثل بحكومة الافضل بعد منح فرصة المنافسة بالتساوي للكل وهي الديموقراطية .
ومن ثم أتت النزعة الانسانية المؤمنة بالعبقرية وعلى قدسية الانسان بقيادة جان لوك ومنتسيكو اللذين أكدا على أهمية الفرد قبل أن يعيد كارل ماركس الفرد الى الجموع في العصر الرومنسي الفلسفي الذى أصطبغ بلون القوميات والتعصبات والحنين الى الماضي ما أنتج حروبا متعددة حيث كل أقلية تتعصب لذاتها وتحن لماضيها فكانت الحربين الأولى والثانية نتيجة حتمية لهذا الأحتقان في العقل الجمعي الأوروبي الذي لم يستجب لمحاولة كيركجارد لاعادة الأهمية للفرد واضعا لبنة بناء سيستند اليها جان بول سارتر لاحقا لبناء هرم الوجودية الفلسفية .
تغيرات عدة شهدها العقل الجمعي الأوروبي أنتجت حروبا كانت الخسائر فيها فادحة حتى وصلت أوروبا الى مرحلة الدولة الحديثة .
وعلى هذاالنحوسارت اليابان حيث محت من عقلها الجمعي كل ما هو رجعي ( انتماء قبلي-طائفية دينية-انتماء عرقي ) ووضعت بدلا منها أسسا انسانية مع الحفاظ على ما يصلح من العادات والتقاليد فقزت بذلك قفزة استثنائية وبوقت قصير من مرحلة ما قبل الدولة الحديثة الى الدولة الحديثة .

فيما عالمنا العربي الذي يراوح مكانه منذ زمن , مازال يعاني من ويلات عقله الجمعي الذي لم يتقدم منذ الاف السنين , فالمناطق التي كانت تحت وطأة القبيلة مازال العقل الجمعي فيها يؤمن بالانتماء الى القبيلة ويؤمن بالقوة كوسيلة تغيير للواقع فلا منطق يجدي معهم ولا برهان يقنعهم!,فيما الدول التي كانت تحت وطأة الأستعمار مازالت تتخبط في مرحلة ما قبل الدولة حيث ترى الأنتماءات تبنى على أسس مصلحية سواء كانت مصلحة فردية أو جماعية .
ولهذا كان الفشل حليف الثورات العربية كونها لم تسبق بثورة في العقل الجمعي , فالثورة الفرنسية سبقت بثورة فكرية بقيادة مونتسيكو وفولتير واحتاجت مدة ليست بالقصيرة لكي تثمر ويقطف الشعب ثمارها.
وقبل الثورة على الثيوقراطية في أوروبا رأينا ثورة فكرية قادها المفكرين آن ذاك في شتى المجالات فتمت هرطقة الكثير بل وصل الحد الى احراق المفكر الايطالي جيردانو برونو .
وكون التاريخ وجد للاستفادة منه يجب احداث ثورة فكرية في العقل الجمعي العربي الرجعي بمختلف توجهاته ومن ثم انتظار النتائج .
لا تراهنوا على حزب ما , لا تراهنوا على دولة ما , لا تراهنوا على الاسلام , بل راهنوا على عقل الانسان ان تغير سيتغير الواقع ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم