الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا و محاولات -تصفير- دور -الرأسمال الخليجي- في الشرق الاوسط و العالم

هشام عقراوي

2015 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يعلم الجميع أن نفوذ الدول الخليجية من السعودية و الى قطر في الشرق الاوسط و تدخلاتهم في رسم خارطة المنطقة لا يأتي من حنكة قادتها أو من نظام ديمقراطي يؤمنون به، بل يأتي من تجمع كبير للرأسمال و النفط في تلك الدول.
النظام العالمي الجديد و الظروف العالمية وما يسمى بالربيع العربي الذي بدأته أمريكا في الشرق الاوسط خلق ظروفا مناسبة جدا لهذة الدول كي تتدخل في تحديد و تغيير مسارات ما تسمى بالثورات العربية بطريقة أنعكست نتائجها بشكل سلبي على المصالح الامريكية.
الازمة المالية العالمية التي عانت منها أمريكا و أوربا بالدرجة الاولى قبل حوالي عشرة سنوات هي الاخرى ساعدت على أفساح المجال أمام الدول الخليجية الغنية رأسماليا كي تتعامل بشكل مباشر مع أمريكا و تتحول الى عامل أساسي تستعين بهم أمريكا من أجل تنفيذ المصالح و الخارطة الامريكية للمنطقة و ليس من أجل أن تنفرد دويلات مثل قطر و دبي و حتى السعودية في أجندات تعادي المصالح الامريكية في المنطقة.
سابقا كانت هناك الحرب الاسرائيلية العربية و من خلالها كانت أمريكا تسحب الرأسمال العربي الى أمريكا لشراء الاسلحة و كان البعض الاخر من الراسمال العربي ينسحب الى المعسكر الشرقي الشيوعي.
وبعدها أتت الحرب العراقية الايرانية و العراقية الكويتية و الامريكية الخليجية ضد العراق. و نتيجة لتلك الحروب كانت خزينة الدول الخليجية لا تلحق كي يتجمع فيها المال بل كان الرأسمال الخليجي يذهب لشراء الاسلحة و شراء القوة الامريكية كي تتدخل ضد أيران و العراق و باقي الدول.
و لكن بعد سقوط النظام العراقي الصدامي أنتهت الكثير من الحروب و على رأسها الحرب العربية الاسرائيلية و بدأ الرأسمال العربي الخليجي يتركز في البنوك المحلية و الامريكية و الاروبية و تحولت الى قوة أقتصادية سياسية لا يستهان بها حيث كان بأمكان الدول الخليجية حتى خلق أزمات مالية عالمية.
و أتى الربيع العربي كي يثبت لأمريكا بأن الدول الخليجية أيضا لديهم أجندتهم السياسية في الشرق الاوسط و أنهم لم يعودوا عرب 1967 و عرب 2003 بل أنهم يريدون تغيير خارطة المنطقة.
التدخل الخليجي في مصر و تونس و اليمن و سوريا و ليبيا لم يكن لصالح أمريكا و تحولت الدول الخليجية الى مأوى للداعشيين و للقاعدة و البعثيين الصداميين و استهداف المصالح الامريكية و أثبتت تلك الاحداث لامريكا خطورة الدور الذي تلعبة الدول العربية الخليجية على المستوى العالمي ليس فقط أقتصاديا بل في أنعاش الارهاب العالمي كنتيجة لسياستهم.
فكان القرار الامريكي ليس بمعادات الدول الخليجية مباشرة بل الى الرجوع الى سياسة الحرب كطريق لتصفير الرأسمال الخليجي و بالتالي أضعاف تلك الدول سياسيا و جعلها تنصاع الى السياسة الامريكية و لا تخرج عن الارادة الامريكية بشكل تام.
الحوثيون كانوا قوة وطائفة منسية في اليمن لا حول لهم و لاقوة تحولوا خلال سنة واحد و ابان السياسة الخليجية و القطرية السعودية في سوريا الى جيش جرار تهيب السعودية و باقي الدول الخليجية و من خلالها أتى الطلب السعودي بأعلان الحرب في اليمن و بها ستقوم بتسديد الالاف من فاتورات الحرب هذا أذا لم تصل الحرب الى داخل السعودية نفسها.
و هناك زعزعة اخرى على الابواب بين باقي الدولة الخليجية و أيران و العراق وبواسطتها ستضطر الدول الخليجية الى التركيز على أوضاعهم وشراء المزيد من الاسلحة و حتى الاستعانة بالقوة الامريكية من أجل "حماية" دولهم و كراسيهم.
و لا استغراب في تحسن الاقتصاد الامريكي منذ أن بدأ ما يسمى بالربيع العربي الذي بدأه أوباما كسياسة مدروسة حيث لا تطير طائرة أمريكية و لا يتحرك جندي أمريكي من دون أن تضمن أمريكا مصاريفهم من خزينة الدول الخليجية.
أمريكا تحاول الان و استطاعت الى حد كبير في خلق عدو اخر للدول الخليجية بدلا من أسرائيل و تستطيع من خلال ذلك العدو تصفير خزائن الدول الخليجية و لربما حتى الاطاحة ببعض الكراسي لانهم خرجوا عن الطاعة الامريكية العمياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة