الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية البريطانيين . . من حقنا أن نتساءل

علي آل شفاف

2005 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لا أعتقد أن هناك عراقي شريف يرغب في أن تسود الفوضى الأمنية أو السياسية في البصرة, أو في باقي محافظات العراق. إننا في الوقت الذي نحث فيه أبناءنا وإخواننا من العراقيين للتهدئة والحلول السلمية والتفاوض لحل جميع الإشكالات. بل وبعضنا يهاجم بشدة من يلجأ منهم إلى العمل المسلح والعنف . . كان من الأولى بنا أن نطالب القوات الأجنبية بمثل هذا الأمر, إذ عليهم احترام الأنظمة والقوانين المعمول بها في هذا البلد. لا أن نداهنهم ونفتعل لهم الأعذار, على حساب سيادتنا وكرامتنا, التي كانت على المحك يوم الاثنين الفائت.

ومن العجيب حقا أن ينبري بعض الأخوة ـ وبتسرع واضح ـ وقبل أن تتضح التفاصيل, ليلقي باللوم على الشرطة العراقية, ويتهمها بالعمالة لهذه الجهة أو تلك, مانحا العصمة للبريطانيين وكأن الباطل لا يأتيهم من بين أيديهم ولا من خلفهم.
ما أبخس أنفسنا عندنا!! . . وما أغلى الغرباء في عيوننا!!

إن من حقنا التساؤل:

• أولا ـ وقبل كل شئ ـ هل أن مساهمة البريطانيين في إسقاط صدام, تعطيهم الحق في إهانة العراق والعراقيين, ومؤسسات السلطة المنتخبة؟
• وهل أن كون الشرطة مخترقة ـ صح هذا أم لم يصح ـ يسمح لهم أن يعتدوا على أفرادها, وهم باللباس الرسمي الذي يمثل سيادة العراق؟
• وماذا يفعل هذان الشخصان في منطقة سكنية ـ صرف ـ كالجمعيات (حي الخليج)؟
• وما معنى مرورهما متخفيين ومسلحين, في نفس المنطقة التي اعتقل فيها ـ قبل يوم واحد ـ مسؤول كبير في التيار الصدري؟
• ولماذا لم يقفا لنقطة التفتيش العراقية, بالرغم من حصانتهما التي تمنع من حجزهما؟
• ولماذا أطلقا النار على أفرادها؟
• ولماذا كانا يتخفيان بملابس عراقية تقليدية (دشداشة بيضاء) ـ وليست مدنية اعتيادية ـ بالإضافة إلى الشعر المستعار (كما نسبته صحيفة الحياة بتاريخ 20.09.2005 إلى مسؤول في الداخلية)؟
• ولماذا كانا يحملان أجهزة اتصال عسكرية ومتفجرات وأسلحة غير شخصية؟
• ولماذا لم يكشفا عن هويتهما في مركز الشرطة إلا بصعوبة بالغة وتحت التهديد؟
• ثم لماذا لم تأتي القوات البريطانية ببطاقة تعريف هذين الشخصين (أي بهويتيهما) كما ذكر رئيس مجلس المحافظة علما أنه ليس من التيار الصدري؟
• ثم لماذا سارعت القوات البريطانية بتطويق مركز الشرطة واستفزاز منتسبيه؟
• ولماذا لم تحمل الحكومة البريطانية الحكومة العراقية مسؤولية الحفاظ عليهما, كما هي العادة في مثل هذه الحالات, لتترك السلطة العراقية أمام مسؤولياتها القانونية؟
• ولماذا تسرعت القوات البريطانية لتطلقهما بهذه الطريقة الوحشية واللاقانونية وتطلق معهما عشرات المحتجزين وكأنهم يريدون منع افتضاح أمر ما؟
• ومن يتحمل دماء الأبرياء الذين سقطوا ضحية هذا العمل العدواني؟
• ولماذا تخبطت الحكومة البريطانية في تصريحاتها حول الحادث. فنفته في البداية, وادعت أن إطلاق سراح الجنديين ربما تم عن طريق المفاوضات. ثم عادت لتؤكده (حسب رويترز في نفس يوم الإثنين)؟
• وأخيرا, لماذا هذا الاستخفاف بالسلطات العراقية, وبالشعب العراقي؟ وهل يتناسب هذا مع الغاية من وجود هذه القوات في العراق؟

كل هذه التساؤلات وغيرها الكثير يفتح الباب واسعا لجميع التكهنات. وربما لإعادة الكثير من الحسابات . . أترك الباب مفتوحا للإجابة!!
إن الشئ المؤكد هو أن ما جرى في البصرة لم يكن أمرا عاديا. إلا إذا شمعنا أدمغتنا. وكما قيل "يكاد المريب أن يقول خذوني". إن ما جرى هو "غلطة شاطر".
وحتى لو أبعدنا فكرة المؤامرة ـ مع أني لا أجد مبررا لذلك ـ فإن سلوك القوات البريطانية ينطوي على إهانة بالغة للشعب العراقي, واستخفاف بشرطته ومؤسساته الرسمية, وتعد واضح على سيادة العراق ـ القانونية على الأقل!! وهذا ما أكده بعض مسؤولي الدولة العراقية أيضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام