الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزوة -عاصفة الحزم- : من اليمن -دولة لا تشبهنا- إلى لوعة على خشية خسارتها لصالح إيران (1)

محمّد نجيب قاسمي

2015 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


غزوة "عاصفة الحزم" : من اليمن "دولة لا تشبهنا" إلى لوعة على خشية خسارتها لصالح إيران (1)

في بلاد العرب اليوم أقاليم أساسية مستهدفة بحدة من المشروعين الصهيوني الأمريكي و الإيراني وهي العراق والشام واليمن ..وقد مثّل هذا الثالوث مخزونا حضاريا وتاريخيا هائلا لأمتنا العربية الإسلامية و شكل منذ القدم وما يزال سبب حنق الآخرين وسعيهم المحموم إلى طمسه وإزالته من الوجود ولعل تصريحات وزير الخارجية الأمريكية عند العدوان على العراق زمن جورج بوش الأب في التسعينات عندما قال مهددا طارق عزيز ومن ورائه صدام حسين وكل العراق والعرب " سنعيدكم إلى العصر الحجري " ما يكشف بوضوح عن ذلك .
نجح الصهاينة منذ عقود في الاستيلاء على فلسطين واستتب لهم الأمر رغم محاولات المقاومة الشرسة بسبب خضوع حكام العرب وخاصة الميسورين منهم ونجحت أمريكا في احتلال العراق بدعم كامل من أولئك الحكام الأثرياء وبعض الذين سال لعابهم من الفقراء في جزء من الكعكة المسمومة ولكن الاستفادة العظمى كانت لإيران التي تسلمت العراق في طبق من ذهب وأخذت ثأرها مضاعفا آلاف المرات من صدام حسين فأعدمه غوغائيوها ذات عيد أضحى وأحكمت الميليشيات التي كانت تتدرب فيها السيطرة على العراق ولم يتفطن الأغبياء إلى أنهم" شيعة روافض" إلا بعد فوات الأوان فملؤوا الدنيا عويلا وبكاء وصراخا فزعين من خروج التنين" الشيعي " من قمقمه ..
وكان لبنان حديقة خلفية لإسرائيل فيه تعربد طائرتها وتخرج دباباتها وألويتها المجوقلة وخيرة جنودها ممن يطلقون عليهم ب"الغولاني" في نزهة من حين لآخر لخطف الفلاحين والرعاة وتدمير المزروعات والممتلكات وهدم البنية التحتية من جسور وطرقات ولا من يوقف عربدتها سوى بعض المقاومين بعدد وعتاد محدودين تسندهم الحكومات العربية وجامعتها ببيان مساندة وتنديد واستنكار وشكوى إلى مجلس الأمن ثم تعود الأقلام التي حبّرت البيانات إلى مكاتبها سالمة غانمة ببعض وعود البقاء أطول في الحكم من السفارات الأمريكية المجاورة ...
ولمّا استثمرت إيران في لبنان بكل هدوء وعلى مدى سنوات عديدة فدعمت "حزب الله" وذاع صيته بتحرير الشريط الحدودي المحتل والانتصار في حرب إسرائيل عليه سنة 2006 استفاق العرب مجددا على أنهم "شيعة " وأن إيران تعبث بأمنهم القومي وشنوها حربا طائفية شعواء تأكل الأخضر واليابس لا على إيران بل على كل عربي" شيعي" ..
و في الوقت الذي كانت فيه أمريكا وحلفاؤها الكبار يستعدون لتوقيع اتفاقية تاريخية مع إيران "الشيعية" حول برنامجها النووي في ربيع2015 تمّ توجيه العرب إلى عقد تحالف غريب عجيب سموه "عاصفة الحزم" لتدمير مقدرات الشعب اليمني الفقير والانتشاء بالانتصار على الإخوة الحفاة العراة الجياع بدعوى أنهم "شيعة "والتلهي عن الانجاز العظيم الذي حققه "الفرس الروافض الأشد عداوة من اليهود " كما يقولون ...
وكان أن دعاني هذا التصرّف العجيب إلى التعبير عن موقفي ممّا يجري بنشر تعليقات قصيرة على صفحات موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك تفاعلا مع أصدقائي وممّا نشرت :
1 - ها هي دولة نجد والحجاز "المملكة العربية السعودية" التي لم نسمع يوما بأنها تشن الحروب ولا تشارك فيها حتى خلناها في وضع سويسرا المحايدة ، تعلن الحروب وتعقد التحالفات وتجيّش الجيوش وترفع درجات الحذر وتنشئ غرفة عمليات وتستنفر طائراتها لا لتقصف الكيان الصهيوني المجرم على مدى أكثر من ستين سنة ولا إيران التي لم تنطفئ نار كراهيتها للعرب منذ فتح فارس بل لتدك موانئ اليمن السعيد - موطن العرب الأصلي - ومطاراته و تتعقب الحفاة العراة في الجبال والكهوف ... وهذا ما يجعلنا نندهش كيف ل"خادم الحرمين الشريفين "أن يتحول إلى زعيم دولة معتدية ولو ألبسوا عدوانه الذهب....
2- "الدواعش" و" الحوثيون" طائفيون متعصّبون وقد نجحوا في تشويه صورة المسلمين والعبث بأوطانهم لصالح الصهاينة والفرس وكل أعداء العرب المسلمين
3- إن ّ سياسات الحكّام العرب الفاشلة هي التي مكّنت الصهاينة والإيرانيين والأمريكان والأتراك وغيرهم من التّدخّل في بلاد العرب والاستثمار فيها ..وعوض أن نواجه العدوّ مباشرة سواء كان إيرانيا أم تركيا أم صهيونيا أم غربيا فإننا نواجه بعضنا البعض بكل "حزم" .إنّ إيران تسعى كغيرها للسيطرة وتبني مشروعها على حسابنا ولكن نحن لا مشروع لنا ولذلك تفرّ قنا بين عميل لإيران وعميل لتركيا وعميل لإسرائيل وعميل لأمريكا ....
4- من "مبادرة السلام العربية " مع الكيان الصهيوني إلى "عاصفة الحزم " على اليمن العربي المسلم الفقير تطوّر عظيم في الموقف العربي الرسمي
وكان لهذه المنشورات القصيرة صداها لدى الكثير بين مؤيد ومعارض وبين ساخط و هادئ
ومع بعض الأصدقاء المعارضين الهادئين لوجهة نظري دخلت في حوار أنقله في هذا المقال في الجزء الثاني منه بعنوان "حوار حول حرب اليمن 2015" قريبا..
المكناسي 13/04/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخط الثالث
عزيز ( 2015 / 4 / 14 - 11:40 )
نعم وياللاسف الشديدالعرب اليوم اصبحوا بل وامسوا يا اما عميل لاميركا واسرائيل او عميل لايران وحزب الله اوعميل لتركيا

اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة