الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب اللوزي

صمود محمد

2015 / 4 / 13
الادب والفن


فككتُ قلبي من قيودِك ، تحررتُ ، ابتعتُ ملابسَ جديدةً رائحة أنفاسِك لا تخالطُها، قصصت ُشعري حيث أنك لا تحبُه قصيرا ، جلستُ في أماكنَ لم نجلسْ فيها معًا ،ولم أطلبْ فنجانَ قهوةٍ سادة كما كنا نحبُها ، جلستُ مواجهةً للطاولةِ التي أمامي ولم أدر ْ ظهري _كنتَ دائمًا تبدّلُ أماكننَا بحجةِ غيرةِ شابٍّ شرقيّ _ ، سرتُ في شوارعَ لم نسرْها معًا ، لم نضعْ في دهاليزِها بصماتِ ضحكاتِنا، مغامزاتِنا الطفولية ،ومشكلاتِنا التي تنتهي غالبا بكلمة: (وأنا كمان بحبك ).

تفرستُ بالنظر عمدًا هذه المرة بالمارة وخنتك ، واستلذذتُ كثيراً بخيانتِك ولم أنظرْ لأي أحدٍ يملكُ عينيْنِ صغيرتيْنِ ، لأننّي لم أعدْ أعشقُ عينيْكَ اليابانيتيْنِ اللتيْنِ كنتُ أفتحمُها محاولةً رؤية البؤبؤ وهو يسكبُ عليَّ شوقًا ملتهبًا ، كنتَ تبتسمُ قائلاً : (مش حلوات ) ، ولم انجحْ يوماً أن أقنعَك أنهم بالنسبةِ لي الأجمل .

أعجبتني حقيبة بُنيّة فتذكرتُ فشلكَ الرومانسيّ مع هذا اللون ، لا أنكرُ أننّي تَبَسمّتُ وقتلتُ هذه الابتسامةِ بشرائي اللون الأخضر منه وكم أنتَ تبغضه !!

ركبتُ في سيارةِ أجرةٍ لأعودَ أدراجي بعد أنْ كوّنتَ لي عالماً خاليًا منك ،واكتشفتُ أنَّ العالمَ شيءٌ كبيرٌ حين كان من قبل شيئًا واحدًا هو أنتَ ، جلستُ بالكرسيّ الأماميّ وجاء صدى صوتِك قبل عامين تقريبا وهو يوبخَنِي لِمَا أجلسُ بالأمام والسيارة فارغة؟؟ فركبتُ بالخلفِ دوما ، وضعتُ حزامَ الأمان ، فتحتُ النافذة ، نظرتُ بالمرآةِ للكراسي الفارغةِ خلفي ، ابتسمت وصوت الراديو (أمل حياتي ، ياحب غالي ما ينتهيش ... ) ، مددت يدي وقلّبتُ المحطةَ ثم محطةً أخرى وأخرى وكأننّي أريدُ أنْ أرميَ بهذهِ الأغنية التي تراقصتْ على نغماتِها سنين عشقنِا إلى جهنم .

دخلتُ البيتَ إلى المطبخِ وقررتُ أننّي جائعةٌ، فأنا لستُ حزينةً لأمتنعَ عن الطعام هذا حالُ العشاقِ فقط وأنا لستُ بعاشقة!! هناك الكثيرُ من أكياسِ الطعامِ أخرجتُ منها خمسَ حباتٍ من البندورة ، وخمساً أخرى من الخيار ، وكثيراً من معجناتِ الجبنةِ البيضاءِ التي أحبُّها كثيرا _هل تذكر ؟؟ _ ، وبقي كيسًا واحدًا على (الشايش) فتحتهُ بِنَهَمٍ ، تباطئتْ يداي فجأة ، تلاشى نَهَمِي رويدًا رويدا ، كان بيني وبينه سنتميترات معدودة ، ولم أعلمْ أنّه سيفتحُ في قلبي شرخاً عمقَه كيلومتراتٍ غير معدودة ، إنه لوزٌ أخضر الذي أفضله جدا ، أكلتُ الحبةَ الأولى ، الثانية ، الثالثة .. ، أحقاً هذا لوز ؟؟ يختلفُ طعمُه عن كل عام ؟! لربما ليس موسمه ؟!! _بل موسمه لكن مواسمي أنا أختلفتْ .. طقوس تناوله اختلفتْ ،كنتُ أفضلَه مع قليلٍ من الملح ِوكثيرٍ من حبِك الذي كان يعانقَه ويختبأُ في ثناياه وأنتَ تقطفَه لي .
لأول مرة أعلمُ أنني ما أحببتُ اللوزَ يوما، بل أحببتُ شجرتَكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز