الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة العقار بالمغرب ومخاطرالفقاعة

محمد البكوري

2015 / 4 / 14
الادارة و الاقتصاد


وفق الفهم الاقتصادي ،فالمقصود بالفقاعة، تلك الحالة التي ترتفع فيها اسعار سلع و بضائع و خيرات معينة دون و جود مبررات موضوعية تفسر السرعة التي تتم بها وكذا المستويات غير المبررة ، لتتهاوى وبشكل سريع بعدها الاسعار على اثر انفجار هذه الفقاعة . و يشكل مفهوم "المضاربة" ،احدى اكثر المفاهيم المجسدة لنشاة الفقاعات . هذه الاخيرة، يمكن ان تشمل مختلف المجالات الاقتصادية و المالية ،بدءا من المعاملات الخاصة بالبورصة ،مرورا بالانماط الاستثمارية المتنوعة ووصولا الى المنتجات المرتبطة بالانشطة الاقتصادية المتعددة من فلاحة و صناعة و سياحة و عقار... في هذا السياق، تنبثق مقاربة فائض الاستثمار Over Investment لصاحبها الاقتصادي الامريكي "ديفيد كوتز"، كاكثر المقاربات النظرية ، ارتباطا مباشرا بقطاعات الاقتصاد الحقيقي في ازمة العام2008 ،.حيث انها سعت اساسا الى تقديم تفسير معمق لابعاد هذه الازمة . ويمكن تلخيص المقاربة بشكل مبسط-وضحه "ديفيد كوتز" بمقال له تحت عنوان "فائض الاستثمارو الازمة الاقتصادية لعام2008 " ، كما يلي:"فائض الاستثمار ،هو نزعة نحو الازمة ،مفادها انتاج كمية فائضة من راس المال ،قياسا على الطلب في الاقتصاد ككل ،مما يؤدي بالضرورة الى انخفاض معدل استخدام الطاقة الانتاجية Capacity Utilization،مما يخفض بدوره معدل الربح المتوقع ." ان الالية التي تدفع -كما يرى "مرزوق النصف " في دراسة له معنونة ب "الازمة في الاقتصاد الحقيقي... اربع مقاربات ماركسية لازمة العام 2008 الاقتصادية العالمية. "بمجلة عالم الفكر. العدد 4.المجلد42 .ابريل يونيو 2014 .ص10- الشركات نحو النزوع في اتجاه ازمة فائض الاستثمار على الرغم من عواقبها السيئة عليها ،هي الية الفقاعات ،و تحديدا الفقاعات الكبيرة في الاصول ،مثل فقاعة العقار التي تسببت في ازمة العام 2008."على هذا الاساس ، تشكل المخاطرة المرتبطة بانخفاض معدل الربح ،مخاطرة حقيقية جعلت الاقتصاد العالمي يعيش احلك ظروفه و اصعب مراحله ،و هي المخاطرة المتسمة بالسستمة المفرطة لنمط من الفجوات المستمرة على مستويات متعددة :الارباح، الاجور، الدخل ، الاستثمارات ذات التدفق الغير المؤمن ، المضاربة ،الاقتراض... مما يجعلها في نهاية المطاف مخاطرة ذات فقاعات متنوعة . بالنسبة لبلادنا ،هناك العديد من المؤشرات الدالة على ان هذه المخاطر المرتبطة بالية الفقاعة ،قد انفجرت وبقوة في وجه قطاع العقار ، وجعلته يعيش في ازمة خانقة، منذ مدة ليس باليسيرة، بعد ان عرف انتعاشة هائلة في وقت سابق . ومن ابرز هذه المؤشرات :التراجع الملحوظ في مبيعات مواد البناء و الوحدات السكنية و التدني المهول لاثمان العقار والانخفاض البين في اسعار قيم كل الشركات العقارية في بورصة الدارالبيضاء ...مما يؤشر وبوضوح عن انبثاق ملامح ركود عقاري ، قد يشكل مع مرور الوقت ،مخاطرة اقتصادية جسيمة ، تتطلب من جميع الفاعلين توفير الاليات الضرورية لحسن تدبيرها ،وفق نمط من الحكامة الجيدة ،يتوخى بالدرجة الاولى تطويق و احتواء مختلف الاثار السلبية، التي يمكن ان تخنق الاقتصاد المغربي برمته ، وتجعله اقتصادا "معتلا" قد يعاني -ان لم يتم ترسيخ اسس هذا النمط الايجابي من الحكامة-من ويلات ازمة اقتصادية "متوقعة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة


.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟




.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام


.. الجزائر في المرتبة الثالثة اقتصاديا بأفريقيا.. هل التصنيف يع




.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا