الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق الى أين؟ الحلقات الدراسية للجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي/ المملكة المتحدة

فيحاء السامرائي

2015 / 4 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


على جدار القاعة شعار، (العراق الى أين، في الذكرى الـ 12 لغزوه، رؤيتنا، التحدّيات، الحلول)..تمتد بين الكلمات دروب ثلاث متداخلة بألوان العلم العراقي، منعطفة ومعقوفة وملتوية في عقدة من الوسط، ربما لتوجز الوضع الملتوي والتحديات..ثمة نساء بوجوه متعبة من هموم البلد وما يجري فيه، تقبّل احدهما الأخرى سائلة " أشو ضعفانة، اشدسوين؟" تجيبها زميلتها " وأنت محلوّة؟"..رجال تخطوا عقوداً من أعمار معبأة بتغرب وجهود نضالية، ينتشر الشيب في شعرات قليلة متبقة فوق رؤوسهم، ناهيك عن أمراض وترهلات وكروش بفعل الزمن، يتكأ بعضهم على عصي حاملاً أكثر من نظّارة، وآخرون سيأخذهم النوم أثناء الندوة لعدم مقدرتهم على التركيز الطويل، " لعد يابه وين الشباب؟ " يتساءل أحدهم ساخراً، ترد عليه إمرأة: " ليش ما جبت أولادك؟"..هل خطابنا يتخالف مع خطاب أولادنا وبناتنا الذين تربوا في المجتمع الغربي؟ ماذا نستطيع فعله لزجهم في عمل ما يهدف لخدمة البلد؟ لماذا فشلنا في الاقتراب من طريقة تفكيرهم؟ وهل سنبقى دائرين في فلكنا وهم يبتعدون عنا حتى ننمحي وتنمحي ملامح نضالاتنا وحلقاتنا الدراسية؟ كل مرّة تدور تلك الأسئلة في أذهان الجميع، " الأمل بشباب الداخل" جملة يتصبر بها أحدهم..يسلّم الحضور على بعضهم ويتحادث مع بعضه البعض قبل أن يصمت الجميع مهابة للشهداء ويقف لسلامنا الجمهوري، " كلما أسمع نشيد موطني أتذكر بيت جارتنا أم رجاء وهناء وسناء وأولادها جمال وجلال وبهاء، " هذا مو لأبراهيم طوقان وكان يقصد بي الوطن العربي؟" يهمس أحدهم عند الجلوس في أذن زميله، "لا أحب نغمة رومانسية فيه تدعو للشفقة، بدلّوه، ماعدنا شعراء أو ملحنين؟".."خليه بابه، أخاف يصير بعدين لطمية"، يهمس من هو بجانبه مبتسماً..يوشوش أحدهم في أذن صديقه وهو يقلّب أوراقاً مكتوب فيها البرنامج وموجز ما ستتناوله الحلقات الدراسية: "ليش هنانه؟ ميروح حميدان للميدان؟ شراح نعلّم من هنا؟"..يجيبه صديقه بخفيض الصوت: وليش حلقات دراسة، منو هوّ الاستاذ ومنو التلاميذ؟..يجيبهم ثالث: " كل جهد بيه حركة، جهد مبارك ومحمود، بس أشوف أغلب الوجوه من "جماعة ربعنا "؟.
ثمة منصة يقف عليها شخص انجليزي أسمر طلبتْ منه إحدى السيدات أن يفتح الشبابيك للتهوية ظناً منها بأنه مدير القاعة، فيتضح فيما بعد أنه الدكتور (باترك روج) نائب السكرتير العام لنقابة المعلمين البريطانية، الذي يلقي كلمة مطوّلة حول دور النقابات وفي الخصوص نقابته، ودور التعليم في الارتقاء بالمجتمعات..ويأتي الاسهام بتلك الكلمة كنوع من المشاركة والتعاون في استضافتهم ورعايتهم لنشاط التيار.
يطل وجه رائد فهمي عليك من المنصة، لتمنحك ملامحه المنشرحة راحة وأملاً، وبلغة إنگليزية متمكنة، يدخل مشرطه التحليلي في بدن الوضع السياسي العراقي ويقطّع أوصاله المتقطعة أصلاً: محاصصة، طائفية، فساد، تهديدات داخلية واقليمية، داعش، نازحين، عشائرية، مذهبية، دين سياسي، أحزاب طائفية تكبّر الطائفة وتصغّر الوطن، ميليشيات، جيش قائم على أساس المحاصصة والولاءات الطائفية، لا إعمار، لا استقرار، لا أمن، لا قانون أحزاب، لا تطبيق للقوانين، لا دين بل مذهب وطائفة، لا تخطيط، لا ميزانية، لاعقلانية في الخطط الأقتصادية لا.......
هل نفتقد الى الآليات والرؤى الواضحة للتغيير؟ هل نطلب العون الدولي لمعالجة مشاكلنا المتفاقمة دون التدخل المباشر؟ وماذا عن الدور الجماهير وقوتها، الجماهير التي تتطلع للتغيير وتسألنا أين أنتم؟ هناك فراغ في الساحة هيا املؤه، هل نحن قادرون على ذلك؟
" صورة قاتمة..يعني ماكو أمل؟"
التحديات تتمثل في بناء الدولة ومحاربة الفساد بناء وإعادة اللحمة الوطنية للقضاء على داعش بالحل السياسي لا العسكري، التغيير الجوهري مطلوب وماجرى هو تغيير وليس غزواً أو احتلال.
أن نعمل مع المنظمات الجماهيرية من أجل تمرير قوانين تخدم المرحلة في البرلمان، فالناس ومنظمات المجتمع المدني هم القوة الدائمة والحليفة لنا، وعملنا ينصّب في إيجاد أرضية مشتركة لتحقيق المصالح العامة وتطوير العلاقات مع الأحزاب الأخرى والمصالحة الوطنية ، وننطلق من المجالات الثقافية والاعلامية والرياضية
ها نحن نعرف جيداً المشاكل ونشخّصها، لكن كيف نطبّق ونفعّل الحلول، تلك هي المشكلة.
خصم الحجي، هناك تردٍ وفشل عام في كل شيء..وهذا ما نعرفه أيضاً.
استراحة لتناول الغداء.." نحتاج لماء صودا للهضم، الغدا دسم كللللش" يتذمر أحدهم، "سندويشات؟؟".. " على گد الحال، يعقب زميل له مضيفاً، " لو من ذيچ الأحزاب چان صواني القوازي تملا الطاولات، يمعود غذاء الفكر أهم من البطن، قابل إحنه بمضيف مال عشاير؟"..
يأتي دور الحلقات الدراسية الآن، في القاعة الاولى: (دور البرلمان الرقابي والتشريعي، المعوقات والحلول) شروق العبايچي، هناك وضع متردٍ وفشل لوجود المحاصصة الطائفية والقومية والعرقية، التي تحاول إبعاد الكفاءات المؤثرة في العمل السلسيم والجاد..والحل هو، حضور قوي لنواب التحالف المدني الديمقراطي متحدين صعاباً جمّة من أجل الإرتقاء بالدور الرقابي والتشريعي.
في القاعة الثانية : فالح عبد الجباّر و(مفهوم الإنقسام المجتمعي على أسس الهويات الدينية والمذهبية- تصاعدها بعد 9 نيسان 2003)..الحل يكمن في تجاوز وتفكيك الطائفية بعد فهم بنيتها وعملها.
بعد استراحة وشرب شاي وقهوة..نهرع للحلقة الثانية- قاعة أولى: (النزعات الطائفية وانعكاساتها في عراق اليوم) /
ضياء الشكرچي الذي يوجز بأن الوضع سيء ومتردٍ.
قاعة ثانية: محور (دور النقابات العراقية في التعاضد الاجتماعي وبناء الديمقراطية)/ أحمد جسام صالح
في اليوم التالي:
الحلقة الاولى- القاعة الاولى: محور التعليم/ (واقع التعليم الحالي في العراق) / صباح جاسم..الخلاصة، واقع متردٍ ومزرٍ.
ومحور تربوي: (لماذا عجّل باحتلال العراق؟ التأثيرات النفسية على واقع العملية التربوية)/ عبد الله الموسوي
القاعة الثانية- (الاسس المطلوبة لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية)/ سعد العبيدي
الحلقة الثانية- قاعة أولى: محور المرأة/ (واقع المرأة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق- قوة التقاليد العشائرية والقوانين الضامنة لحقوقها من تجربة شخصية)/ هيفاء الأمين
محور الاقليات القومية والدينية/ (واقع المكونات العراقية الأصلية بعد 12 عام من غزو العراق) / الأب نضير دكو
القاعة الثانية/ المحور الاقتصادي/ (إعادة هيكلة الاقتصاد العراقي- دور الدولة ومشاريع الخصخصة المطروحة)/ كامل العضاض
المحور الصحي/ (الواقع الصحي وسبل النهوض به)/ سلمان رؤوف
الخلاصة في اليوم التالي: وضع متردٍ وسيء، وسندويتشات أيضاً.
بماذا نبدأ؟ هل ستتوارى هذه الدراسات في كراس فحسب؟ كيف نصوغ برنامجاً فعّالاً، هل جاء وقت المتخصصين ليشرعوا بلا كلل في العمل؟ كم لجنة سياسية واقتصادية واجتماعية سوف نشكّل؟ هل ستتواصل الجهود ألكترونياً بشكل مبرمج ومنظم؟ كيف سيكون لدراستنا وبرنامجنا التأثير اللازم على أصحاب القرار؟ وماذا على الناس، كيف سيصلهم صوتنا فيدعمونا بعونهم وندعمهم بهمتنا؟ كيف سنرد على قول قائل بأننا " جالسين ببريطانيا، الدولة المعتدية ونحلّ مشاكل البلد من هناك، تعالوا بالعراق سوّوا مؤتمراتكم؟" .
وضعنا أيدينا على الجروح والقروح في بدن الواقع العراقي، فهل من علاج بمستوى الحماس الذي أشارت اليه الورقة التقديمية للحلقات التي تكفلت بـ (تقديم رؤية تنقذ ما يمكن إنقاذه)، ( من أجل مقاربة المشاكل والصعاب واقتراح الحلول المشفوعة بأليات التنفيذ) وستشكل هذه الحلقات (خارطة مشروع سياسي واقتصادي واجتماعي بديل يعزز مكانة الدولة المدنية الديمقراطية)..نأمل وننتظر.
نعرف دون شك بأنه ليس ثمة حلول سحرية سريعة وسهلة، بل توجد محاولات مخلصة ومنافذ سليمة وركائز متينة ننطلق منها لتصَدّرِ مكان متميز في رحلة التحديات المفتوحة للجميع والمليئة بالأهوال، وثمة مكان لوضع قدم نظيفة بين تراكمات قمامة متكاثرة..أما من لايعجبه هذا النشاط، فما جدوى انتقاده وهو يراقب وينتقد ويلوم ويتصيد أخطاء ويحبِط ويُحبط فحسب؟ من يحب العراق لأن خلاياه من تلك الأرض ولأنها تراثه ومسؤوليته، ليقم وينهض ويفعل شيئاً، فالبلد يغوص في مستنقع عميق.
مرحى لكل من خطط وساهم في ندوة الحلقات الدراسية، ومرحى لكل جهد حتى لو لم يكن بمستوى الطموح الواسع، ومن يعترض، فليطرح بدائل معقولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم