الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألم..

نصيرة أحمد

2015 / 4 / 15
الادب والفن


تحت الجسر الحديدي القديم ..ثمة انتظارٌ في الظهيرة الملقاة على أرض تختنق بالحصى الحارق .الشجرة الحزينة تبتسم بقلق لامعنى له .لست أنا من يقف بانتظار الالم المبهم وهو يهزّ جذعها المركون منذ الالفية الثانية والاوراق تكاد تصرخ بطعم لم يشهده تاريخ المدينة الخائفة..غدا سيكون اللقاء المرتبك .تحت الجسر الصامت وهو يأكل تاريخه قطعة قطعة والالم في الخاصرة يكاد يزحف نحو القلب الملقى على حافة النهر.من لي بعينيك تهتكان قلق السنين الماضيات ..من لي بصوتك يطلق صمتي ويحيلني نهرا عشوائيا يبتلعُ شواطىء المدينة التي اعتلتها زفرة السمك البري..وزهر أحمر تفتك به النوارس الكاذبات..كل شىء محض ألم تحت الضلع الساخن ..كل شىء محض كذب ..بين الفجر والفجر..يستعذبه الصدق الخفي تحت الضلع الساخن ..لم تقلها لي في الغرفة النائمة فجرا تحت الجبل الذي يضم رفاتي كل ليلة..والذباب الجبلي يرقبني ويرقب ساعة الصفر.لم تقلها لي وانا خلف الباب يعتصرني اليتم والالم وبكاء الليلة الماضية ورهاب السؤال المر الدائم .وبخني بشدة وأنا اصمت واحلم والم الخاصرة اليمنى يُجفلني قبل ان تأتي بالفجر تحت العريشة الخضراء .لماذا تصمت ..؟ لماذا تكتم نفسك عني وأنا لاأتوقع ماذا يحدث بين الفجر والفجر.؟من ينقذني من عينيك ..؟ كل شىء يمضي على وتيرة واحدة..والشجرة الحزينة تبتسم في وجهي..من أين أأتي بسكين يطعنكِ في الخاصرة وتهلكين.فلاتبتسمين في وجهي ثانية ..يقتلكِ الألم قبل الموت آلاف المرات تحت الجسر على الضفة الثانية من دجلة ..دجلة الذي جفّ حلقه فلايسدّ عطشه دمٌ أزهَر تحت الجسر.أتعلم كيف يئّن القلب بألم لايعرف كنهه ؟ خوفٌ يدور على المقاهي الخرس بطعم البنفسج الذي تاه ليلة السقوط المّر. كم سيطول هذا الصمت والتخفّي ..لم تقلها لي وأنا أشعر ببردٍ يتلذّذ باندحار القرار الصعب.لم يكن هو العشب ذاته على الضفة الثانية .وهي تبتسم لي. مَن لي بقلبي تسرقه وتُحيله دثارا للعبة الفجر.؟ لم يزلْ عطرك يملأ المكان الذي أدفن فيه رأسي وأشهق لصوتك يناديني .أمض معي وأنا يكبلني الحديد الاسود المترامي وأشواك الغاصب تدمي خطواتي منذ الالفية الثانية او الثالثة .عيونك ترقبني تقفز معي وأنا لاأكاد ارى من بكاء أدمى دمي بالامس أو أمس يعبث بي .من لي بخراب يستر هذا العري الشاحب ..؟ يأكل هذا الانتظار وهذه الساعات التي تكتنف اللّهاث ولاتسمح بالمثول .حكاية تحت الجسر أو تحت الجبل الهرم ..لم تقلها لي وأنا بين يديك يكبلني المطر البارد ويخيفني وهج الموت الذي يطارد الاغلفة السرية. لن تبتسمين ثانية .. تبعثر الدم البريّ حول عروقك التي تفتك بالتاريخ وتحيل الفجر صراعا مرا بين الاسى والذبول .كم يؤلمني هذا المساء..من لي بفجر أعرفه ويعرفني..لن يأتي ابدا فالقرار الصعب بدأ مفعوله يسري على وطني بلا أرادة مني..وأنت تدري انه يأكل السماوات ويدفن الاموات على الضفة الثانية بلا وجل .لن يأتي أبدا هذا الفجر .سيطول المساء سنينا تحصد كل النوارس المكبلة بخيوط الملك الجبار في السماء السابعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا