الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساسة الفنادق ومشايخها !!

عبد الرزاق السويراوي

2015 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الحياة ملئى بالمفارقات , ولفرط كثرتها , أحياناً نحسب أنّ الحياة بحلوها ومرّها هي مفارقة كبرى , ندخلها ونخرج منها بغير إرادتنا , فهل هناك مفارقة أكبر من أنْ تعيش وتموت دون إختيارك ؟ .
بعض المفارقات , يتعدى حدود المألوف , فيكسر نواميس المعادلات القائمة على الإسس الإنسانية والعقلانية المتعارفة , فيختلط حابل الحقائق بنابل الزيف .
وقد يتفنّن الإنسان / المجتمع , بنحت بعض المصطلحات على بعض الظواهر التي تتخذ لها أشكالاً معينة , فيتساوق التوصيف الإصطلاحي مع مضامين ظاهرة بعينها ..
في أكثر من وسيلة إعلامية , سمعت عبارة , " ساسة الفنادق " أو " مشايخ الفنادق " ويُقصد بها مجموعة من الساسة العراقيين ذوي التوجهات المعروفة بإفتعالها الدائم للأزمات السياسية وسعيها المحموم من أجل إفشال العملية السياسية , بأيّ وسيلة كانت , متذرعين بأنّ حراكهم المأزوم أصلاً , يأتي للدفاع عن شرائح معينة يتهددها , حسب زعمهم , التهميش والإقصاء من لدن المكوّن الآخر !!. والمفارقة في ذلك , أن هؤلاء , وأعني بهم ساسة الفنادق ومشايخها , الذين يقبعون في فنادق من الدرجة الإولى , ربما من عشرين نجمة , وفي أماكن بعيدة جداً عن أهليهم الذين يزعمون أنهم يدافعون عن حقوقهم !! فهم يتناوبون السكن , في فنادق أربيل وعمان وقطر وتركيا وغيرها , في وقت يرزح أهلهم تحت ظلم العصابات الداعشية المجرمة , أو ينزح بعضهم مضطراً خارج مدنه , تاركاً بيته ومقتنياته وذكرياته وكل شيء , بينما يتنعم ساسة الفنادق ومشايخها , بالحياة الرغيدة ووفرة الدولار وكل وسائل الراحة التي ربما لا تخطر ببالنا , هم وعوائلهم .. ومن هناك , يصدّرون نباحَهم الذي يقبضون ثمنه من أسيادهم , إضافة الى ما يتقاضونه من رواتب وإمتيازات من مؤسسات الدولة . بمعنى أنهم كيفما إلتفتوا , فالمغريات متوفرة وتحت تصرفهم .. المفارقة الكبرى , ومع الأسف الشديد , أنّ بعض الناس , يصدّق دجل هؤلاء , بحسن نية أو لجهل مفرط بتشخيص النافع من الضار , ما جعل العملية السياسية , وفي مقدمتها الأوضاع الأمنية , تعيش حالات متتالية من الأزمات والّلاإستقرار, وهذا هو أحد الأهداف التي تشتغل عليها أجندة دول الجوار والإقليم , بغية التمهيد للأهداف الكبرى والمتمثلة في تمزيق وحدة العراق بما يؤهّل لحرب طائفية لا سامح الله . غير أنّ معطيات الواقع , وخاصة بعد معارك التحرير التي خاضها الحشد الشعبي والقوات الأمنية الى جانب الضمائر الحية من أهل العشائر الأبية ,بدأتْ تردّ سهامَ هذه الكلاب النابحة الى نحورها , وباتت معظم دسائسهم ومخططاتهم الخبيثة مكشوفة وضعيفة أمام الإصرار والتحدي ..
فيا ساسة الفنادق , دونكم الفلوات واسعة سعة صبر العراقيين , فأنبحوا ما شاء لكم النباح من غرف فنادق المساومات الرخيصة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار