الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البناء التحتي للديمقراطية

سامي كاظم فرج

2015 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


للديمقراطية البناء التحتي
سامي كاظم فرج
احد الزملاءحين كان يتحدث عن الندوة التي كان يديرها مختص بالشأن السياسي والتي كان محورها (الديمقراطية) كان منفعلا جدا.. زميلي هذا وكما هو معروف عنه يتميز بصوت عال دون انفعال الى حد تتوقع بأن احد الزملاء او الاصدقاء في المسرح الوطني سيتصل بك لغرض المشاركة بالموضوع الذي يتحدث عنه.. فكيف به اذا كان منفعلا فلا تستبعد وقتئذ ان يتصل بك احد الاصدقاء مبديا اعجابه بما يطرحه هذا الزميل ولكنه يبدي بعض الملاحظات على النقطة كذا.. والنقطة كذا وينصحه بأن يقلل من صوته لان ذلك يضر بصحته.. وحين تسأل هذا الصديق عن مكان وجوده في هذه اللحظة يخبرك بأنه في ساحة الاندلس..!!!
لم يكن انفعاله انفعالا مجردا بل كان مقترنا بردة الفعل التي تأسست على (ملحة) الاستاذ المحاضر في ان (العراق يعيش مرحلة الديمقراطية) حيث لم يكن خلافا في وجهات نظر بقدر ما كان نقل حي لما يتجسد في نفس الشارع العراقي.. يقول الزميل في معرض رده على الاستاذالمحاضر:
سائق السيارة يقول لك وانت تتحدث معه عن الديمقراطية (اريد شوارع من دون ازدحامات.. نظيفة من القمامة والحفر.. وما اريد ديمقراطية..!!) شرطي المرور حين تسأله عن الديمقراطية يجيبك (اريد التزام باللوائح المرورية وبخاصة من سيارات قوى الامن ومن مواكب المسؤولين التي تضرب الشارع وفق مزاجها.. وما اريد ديمقراطية..!!) اما العراقي وبشكل عام فأنه يصيح وبأعلى صوته بأنه يريد الكهرباء والحصة التموينية وتأمين الخدمات والقضاء وبشكل جاد على الفساد الاداري والمالي وتطهير دوائر الدولة من العناصر الدخيلة وغير الكفوءة ومعالجة آفة البطالة وما اريد الديمقراطية..!!)
احد الزملاء وبعد ان هدأ من روع زميلي راح يؤكد له بأن البعض ينظر للديمقراطية على انها (وصفة جاهزة) مشيرا الى ان الديمقراطية لا تأتي (بعلب مسلفنة) وانما هي عملية معقدة واعادة للبنية التربوية التحتية للمجتمع وقد ساق اليه مثلا ان احد الاشخاص وفي اثناء جلوسه امام مأدبة الغداء مع زوجته واولاده على الارض وكان بالقرب منهم (قط) وقد اختلف مع زوجته وانفعل وحينها امسك بـ (العتوي) من رقبته وضرب به زوجته.. فما الذي سيفهمه هكذا انسان من الديمقراطية..؟!! ويضيف بأن احد عمومته ابلغه قبل ايام بأن العمام البسوا (فلانا) العقال والكوفية وحين سأله وما الذي سيتغير في الامر..!؟
اجاب بأنه سيجلس من الان فصاعدا في الديوان..
- ولكنه منافق.. واية المنافق ثلاث اذا تحدث كذب.. واذا وعد اخلف.. واذا اؤتمن خان.. فما الذي ستستفيدون منه في الديوان..؟!
- ممكن نعلمه ونربيه..
- لكن عمره تجاوز الاربعين وهذا مستحيل..!!!
وهذا ينطبق (والكلام مايزال للزميل) على الديمقراطية ايضا.. فالدول التي وصلت حدا تحسد عليه في ممارسة الديمقراطية قد قطعت عقودا واشواطا واعطت تضحيات كثيرة لكي تصل الى هذا الحد.. ان شعوب هذه الدول استلهمت المبادىء الرفيعة للديمقراطية والتي اصبحت جزءا لا يتجزأ من سلوكها اليومي في البيت والشارع والدائرة.. فالوزير في هذه الدول حين يوجه اليه صحفي النقد حول تقصير او عدم كفاءة او ما الى ذلك فأن هذا الوزير سينظر الى الصحفي بعين الاحترام لانه اشر لديه حالة ربما لم يكن منتبها اليها.. ولا يفكر قطعا برفع دعوى قضائية ضده..!!!
المسؤول في هذه الدول لا يستغرب او يفاجىء حين يضرب بالبيض الفاسد او الطماطة ولكن يستقبل هذا العمل برحابة صدر و (بروح رياضية) ولكن في الدول التي مازالت فيها الديمقراطية بـ (الكماط) فأن البيض والطماطة تعتبر من اسلحة الدمار الشامل.. لان اللافتات والشعارات جوبهت (بتواثي) وسكاكين فكيف بأسلحة دمار شامل.؟!!
صرخ (الزميل) بأعلى صوته (يعني احنه لو جهالنه لو جهال جهالنه لو يلحكون على الديمقراطية لو ما يلحكون..!!)
وهنا رنت الهواتف ومن مناطق ربما تكون خارج بغداد حتما..!!!

سامي كاظم فرج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة متفاقمة للفلسطينيين وتعثر التهدئة بسبب مواقف نتنياهو 


.. مصرع المئات بعد فيضانات مدمرة في أفغانستان ?




.. مشاهد لنسف الجيش الإسرائيلي بقايا مطار ياسر عرفات الدولي شرق


.. حزب الله: هاجمنا 3 أهداف إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة وثك




.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل