الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 5

علي طالب الملا

2015 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


كل هذه القوانين والإجراءات تمت هدفها الجوهري لمنع النفوذ الإيراني، ومنع سيطرة العمائم الإيرانية والموجهة من داخل إيران لضرب استقرار العراق؛ وهذه الخلفية التاريخية. لقد اربكت هذه الإجراءات والقوانين التي سنّتها الحكومة العراقية كثيرا من الذين توقعوا ان يحصلوا على موطى قدم في دولة حديثة البناء وقليلة الخبرة ، أحسوا مبكرا بأن سياسة الحكومة آنذاك خطر على وجودهم، وأن مستقبل التشيع بشكل عام في خطر، كما ازداد قلق المراجع الإيرانيين بسبب خشيتهم من تأثير هذه الإجراءات الحكومية على مواردهم المالية في العراق (وهي ضخمة)، مما يعرض موقعهم الديني والإجتماعي المرموق بين شيعة العراق للزوال.لقد شكّل تأسيس الدولة العراقية مشكلة للمراجع وتقييدا لنفوذهم في العراق لذا وقفوا ضده وحاربوه بكل السبل. وعندها بدأت إيران بإيجاد بديل عن النجف وكربلاء داخل بلادها وكان هذا أوان ظهور مدينة قم كمركز ديني جديد للشيعة في عشرينيات القرن المنصرم، لتكون تحت سيطرتها التامة.كان هناك دافع آخر (اقتصادي) لدى الحكومة الإيرانية لتهيئة بديل عن كربلاء و النجف، وهو إيقاف الهبات المالية (الخمس) وغيرها من الذهاب للعراق، وتحويلها إلى قم ، وبذلك تضاربت مصالح علماء الشيعة في العراق وإيران بعد اختلاف المركزين (قم – النجف وكربلاء) تعد قوة العراق "سواء كانت اقتصادية أو سياسية" أمراً مزعجاً لإيران دائما؛ لأنها تعيق تحقيق حلم إيران بالسيطرة على العراق أو إضعافه على الأقل، ولتحقيق هذا تستخدم إيران ورقة التشيع، فلو ترك شيعة العراق لوحدهم وهذا من ضروب الخيال لكان العراق بالف خير وكان الأمر لا يعد عن اهل البلد ودرجة التفاهم موجودة وغير قابلة للتغيير ، لكن بين العراق وإيران تاريخ مر، يجب أن يعرفه كل دارس لتاريخ وواقع العراق اليوم ، تشكلت الحكومة العراقية الملكية سنة 1921م رفضت إيران الإعتراف
- عام 1924م ربطت إيران إعترافها بالعراق بثلاثة أمور:
1- اعفاء مواطنيها من الخدمة العسكرية (لأن العراق فرض عليهم الخدمة إذا بقوا فيه).
2- أن يتولى القنصل الإيراني إدارة شؤون الإيرانيين في العراق وأملاكهم.
3- أن يحاكم المتهمون الإيرانيون بقضايا جنائية أومدنية أمام محاكم خاصة، وليس أمام المحاكم العراقية.
وجراء الضغط الدولي على إيران للإعتراف بدولة العراق، قلّلت إيران من شروطها، وذلك سنة 1928م، بعد أن كانت رفضت الاعتراف بالعراق كدولة، لأن هدفها هو إضعاف العراق وحكومته بعد أن شعرت بأن سيطرة المراجع الذين يرتبطون بها بدأت تتقلص شيئا فشيئا. اما ردة فعلها حاولت إيران أن تزعزع العراق اقتصاديا من خلال تحريض القوى الاقتصادية والدينية الدائرة في الفلك الإيراني داخل العراق على مغادرة العراق مع سحب رؤوس أموالها الضخمة، لا سيما بعد ظهور قانون الجنسية الجديد الذي حجّم دور الإيرانيين، فتناقصت نسبة الإيرانيين في كربلاء حتى وصلت وفق التعداد السكاني سنة 1957م إلى 12% بسبب أوضاع المنطقة الشمالية غير المستقرة، ومحاولات تركيا فصل الموصل عن العراق، وظهور مطالب الاكراد بالانفصال وتكوين دولة مستقلة، وبسبب الجنوب العراقي غير المستقر لأكثر من 500 سنة مضت، وتدخلات المراجع الشيعة في شؤون العراق، كل هذه الأمور وغيرها دعت الحكومة العراقية إلى تشكيل جيش من الشعب العراقي لحفظ الأمن والاستقرار، والعمل على الاستقلال التام فقد أعلن عن تشكيل الجيش العراقي بتاريخ 6 كانون الثاني سنة 1921م وكان أول فوج تشكل هو فوج موسى الكاظم ومن الطبيعي أن تكون نواة الجيش من بقايا العسكر والضباط العثمانيين وغالبيتهم من السنة سواء كانوا عربا أو أتراكا.وتفجرت ازمة ثانية في إقناع الملك فيصل وحكومتة بعد قبول ابناء الطائفة الشيعيّة في الجيش العراقي بحجة تأثير المد الديني الإيراني والشكوك في امور اتضح فيما بعد عبارة عن اقاويل من ضابط متطرفين من بقايا الجيش العثماني من اجل ان يكون لهم مكان وحظوة عن الملك فيصل وكذلك تقريب ابناء المجتمع القريب من هؤلاء الضباط ،الحفرة الكبيرة التي وقع فيها الملك فيصل ، استغلتها ايران بقوة ووجهت اتباعها من مراجع وعملاء على القيام باحتجاج كبير في الجنوب والفرات ومدعاة هذا الاحتجاج يكمن بمقولة لا داعي لتأسيس الجيش، وأن ما ينفق على الجيش الأفضل إنفاقه على اعمار الجنوب ومناطق فقيرة ، كما وقف الشيعة منتقدين قانون التجنيد الالزامي ومتوافقين مع رغبة البريطانيين الذين تبين فيما بعد بأنهم كانوا وراء القلاقل التي تدفع لمنع التجنيد الالزامي، وهذا أمر معروف لدى الباحثين في الشان العراقي ،فقدت الثقة بين السنة والشيعة في دولة توقع لها العالم بان تكون منارا لدول المنطقة ، وأصبح أهل السنة لا يثقون بأي حاكم شيعي سبب رغبة الشيعة في العيش معارضين للحكم اذا كان بالطريقة التي يريدها الطرف الاخر وهي صعود مكون على حساب مكون ، والتأكيد المستمر من قبل السنة المتنفذين في الدولة بعدم صلاحيتهم لحكم أي بلد ، هذه ظاهرة أدركها كل العراقيين ولكنها ومع مرور الزمن غابت عن ذهنية الفرد العراقي البسيط الذي يحلم بالوحدة الوطنية اوتناسى العقلية التي تغلب جهة على جهة بوازع طائفي ... يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات