الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليهود والعرب خارج فلسطين أصدقاء وداخل فلسطين أعداء

جهاد علاونه

2015 / 4 / 15
القضية الفلسطينية


هنالك ظاهرة وملاحظة غريبة عن العرب المسلمين الذين يعيشون في الأمريكيتين وفي أوروبا وفي أستراليا أي خارج معالم وحدود الوطن العربي الإسلامي, وأنا شخصيا أتعمد في كل مرة أذهب فيها للتسليم على أحد الأقارب القادمين من البلدان الخارجية أتعمد فعلا أن أسألهم عن اليهود وعن طبيعة العلاقة بينهم وبين اليهود, وبصراحة لم أجد حتى اليوم أحدا يذم اليهود أو يحتقرهم أو يكن لهم العداوة والبغضاء في الدول الخارجية كالأمريكيتين وأوروبا....إلخ, وكلما تعارفت على صديق عربي مسلم مقيم في تلك القارات خارج حدود الوطن العربي أتعمد أن أسأل هؤلاء الأصدقاء عن طبيعة علاقتهم باليهود والكل يقول: الحمدُ لله ليس بيننا وبينهم أي عداوة, وفي الحقيقة هنالك ملاحظة أو جملة واحدة يكررها العربُ المسلمون عن اليهود في الأمريكيتين وفي أوروبا وأستراليا, وهي أنهم يقولون بأن اليهود هم المتحكمون بالإعلام الأمريكي وبالاقتصاد الأمريكي, وأضحك جدا من هذه التهمة أو الجملة وأقول لهم دائما بأن اليهود أبرياء ولا يتحكمون في أمريكيا على العكس الأمريكان هم من يتحكم باليهود ويستغلونهم اقتصاديا وأمنيا.

وهذا ليس موضوعنا والموضوع الأهم هو أن المسلمين واليهود خارج حدود إسرائيل حبايب وأقارب وكما يقال(زي السمن على العسل) والعربُ المسلمون من شتى الأقطار العربية يعيشون بسلامٍ دائم مع اليهود ويحترمونهم ويتعاملون معهم خارج حدود الوطن العربي, ولكن بمجرد عودتهم إلى دولهم يسبون ويشتمون اليهود , وبمجرد عودتهم إلى إسرائيل أو الأردن يبدءون فورا برشق دوريات الشرطة بالحجارة وبالانتفاضة وبمعاداة اليهود, والغريب في الموضوع أنهم خارج تلك الحدود حبايب وأقارب.

نستنتج مما مضى أن الزعماء العربُ هم من يتحكم بالشعوب العربية ويوجهها من أجل تحريك العداوة وشحنها ضد اليهود المساكين الأبرياء , ولماذا مثلا لا تكون هنالك علاقة طيبة بين العرب وإسرائيل مثل تلك الموجودة خارج حدود الدول العربية؟ ولماذا لا يعيشون مع بعضهم البعض بسلامٍ دائم , ذكرني هذا بفيلم أمريكي نسيت أسمه شاهدته قبل عامين أو ثلاثة أعوام, عن شابين واحد مسلم والثاني يهودي كانا يتقاتلان في شوارع إسرائيل وحصل كلاهما على فيزا سفر إلى إسرائيل وبالصدفة عمل كلاهما في نفس المدينة وفي نفس الشارع واحد فتح محلا للحلاقة والآخر فتح مصلحة أخرى نسيتها بالضبط وعلى كل حال كانا مثالا يحتذا بهما بحسن الجوار وحسن المعاشرة وأظهرا لبعضهما البعض كثيرا من الود والاحترام ولم يتقاتل أي أحد منهم مع الآخر على عكس ما كانا عليه في إسرائيل, إن المشكلة واضحة جدا وهي أن العرب وإسرائيل أعداء في الداخل وأصدقاء في الخارج , ولماذا لا يبقيا أصدقاء في الداخل كما هما في الخارج, فالجندي الإسرائيلي الذي يقاتله الفلسطيني لو التقيا معا في أمريكيا فليس لأحد مانع بأن يتعامل تجاريا مع الآخر, إن النقمة هنا هي بسبب الأرض, هذه الأرض المقدسة أو رأس المال الرمزي الذي يتقاتل عليه المسلمون واليهود بسبب القدس والأقصى , فالمشكلة واضحة وهي أن العداء بينهما هو بسبب الأرض, ولهذا عندي اقتراح وهو أنه طالما أن العربَ المسلمين تواقون دوما للهجرة إلى أوروبا وأمريكيا واستراليا فلماذا مثلا لا تفتح لهما تلك الدول باب الهجرة ويرتحلوا من فلسطين ويسكنوا ويستقروا في أوروبا والأمريكيتين وكندا وأستراليا, وبالتالي نتخلص من مشكلة الحرب الطويلة بين العرب أو بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وهذا اقتراح مقبول وليس فيه عيب, وبالنسبة لزيارة الأقصى فمن الممكن أن يزوروه بالمناسبات الدينية أو من الممكن لهم أن يفهموا حقيقته وسبب بناءه كما أوضحت ذلك في عدة مقالات سابقة حول الموضوع, وفي الأردن طالما هنالك فقر وعدم رضا عن طبيعة الحياة فمن الممكن أن يرتحل هؤلاء عن بلدانهم إلى بلدان أخرى ليشعروا بالراحة وبالأمان, وبعبارة أخرى لماذا مثلا لا نترك هذه الأرض التي نحن عليها ونذهب لنعيش حياة كريمة في الدول التي تحترم حقوق الإنسان ونترك هذه الأرض لإسرائيل؟ الكل يبحث عن الهجرة, ولا يوجد مواطن عربي مسلم إلا ويحلم بالسفر للدول الراقية بالإنسان وبالصناعة, ولماذا نخفي الحقيقة!! فطالما أن الوضع هو هكذا فلماذا لا نترك هذه البلدان وخصوصا فلسطين, فلماذا لا يترك الفلسطينيون فلسطين ويذهبوا للعيش في الدول الراقية؟ حتى أنهم هنالك لا يعادون اليهود ولا يرشقونهم بالحجارة إلا إذا رجعوا إلى إسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اجمل فكرة هي الهجرة من هذا الكوكب
مروان سعيد ( 2015 / 4 / 15 - 22:56 )
تحية اخي جهاد علاونة وتحيتي للجميع
كلامك صحيح نسبيا المسلمين هم جماعة مضحوك عليهم ومغلوبين على امرهم هم الاعلون نظريا وكتابيا ولكن عمليا هم الاوطون ورح اقلك ليش
باميركا والغرب السيطرة لليهود صحيح لن ترى اليهودي ولكن راس مال الشركات الكبرى يهودية لذا بدونهم سنبقى بدون عمل يعني لقمة العيش لذا هناك سيتعايش الجميع لاانهم بحاجة لبعضهم ولاانهم تحت قانون رائع يعني الكف الواحد بكلفك اكثر من الف دولار
وبعدين اولا يجب على المسلمين التصالح مع نفسهم وان يحبوا بعض اولا وبعدين حيحبوا غيرهم
اريني دولة عربية تحب دولة عربية اخرة دلني على مسلم يحب اخيه المسلم ويساعده انها سياسة الكره والتكفير والحرب ها السعودة تشن حربها على المساكين اليمنوقديما صدام غزى ابران والكويت خليها لربك
وبالنسبة للهجرة كل يوم يموت مئات المسلمين بالبحر انتبهوا ونبه اخوانكم ان لايسافروا بالبحر اليم سمعت فقدان 400 مهاجر بحرا
ومودتي للجميع


2 - عرب اسرائيل نموذجاً
زرقاء العراق ( 2015 / 4 / 16 - 22:44 )
انا متفقة بكل ما جاء في المقال , وأزيد للدلالة بأن عرب وفلسطيني اسرائيل يرفضون وبشدة فكرة تبادل الأراضي لكونهم سيصبحون تحت حكم دولة فلسطين المستقبلية , وكذلك فلسطيني الشتات يتشبثون بحق العودة ولكن فقط العودة الى اسرائيل وليس الى فلسطين
وهذا شئ غريب فعلاً لأنني لو كنتُ فلسطينية وأُعطيَ لي الخيار لما رضيت بالعيش تحت حكم دولة عدوة ولأصررت على العيش في فلسطين
لطالما كان رأيي بأن شماعة قضية فلسطين اللتي فقدنا من اجلها مئات الآلاف من الأرواح في حروب عبثية وأُهدرت بسببها بلايين الدولارات كانت هي العذر اللذي تسلط به الحكام الدكتاتوريين علينا وأغتنى منها المتاجرين والمنتفعين
و الشئ المؤلم اللذي لا يتساءل عنه احد هو ان كل الدول اللتي ترفع شعار المقاومة كانت ولا زالت تهين الفلسطينيين لأكثر من نصف قرن حيث يعيشون في مخيمات بائسة في لبنان اللتي لا تسمح لهم بأدخال حتى كيس واحد من الأسمنت , ومخيم اليرموك في سوريا ومخيمات اخرى يعيش بها الفلسطيني فقيراً ذليل لأجيال وهم يبيعونه حلم العودة
والتحرير
لقد قالها بورقيبا في خطابه الشهير في اريحا 1965 اقبلوا بقرار التقسيم فأتهموه بالخيانة



3 - ردًا على دعاة الصهينة
فوزي الجزائري ( 2015 / 5 / 8 - 15:37 )
بسم الله الرحمن الرحيم
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } صدق الله العظيم
وأما بعد:
أيّها المغرور بجهله ، المسحور بوهمه ،المسترسل في غباوته وغيّه ،المسّفهِ في قوله .
فلتعلم أيهّا المدّعي أن شعب هذه الأرض الطيبة المباركة ، لطالما عانى – ولا يزال – من جرائم و إرهاب هذا الكيان المسمى -دولة إسرائيل- هذه الدويلة اللقيطة والتي لم يعرف لها التاريخ الحديث وجودًا قبل وعد بلفور بمنحه ما لا يملك و بِجعل أرض فلسطين أرضًا يهوديّة لتضم يهود العالم أجمعين وتطرد الباقين بدون مراعاة لنسبٍ أو دين وهي الأرض التي ضمت من قبل إليها أناسًا من شتى الأجناس والأديان وما ضرها ذلك بل زادها رفعة وعلوًا وكانت أرض الأنبياء ومهد الرسالات ، ويتجسد هذا الحلم اليهودي برؤية صهيونية ارتآها هرتزل وتبنّاها موشي ورابين وغيرهما من القتلة والإرهابيين وبتفسير فاجر مستوحى من كتابهم (الإباحي) المزعوم تقديسه ألا وهو : - سأعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش إلى النهر الكبير،نهر الفرات (سفر التكوين : الإصحاح 1


4 - تابع
فوزي الجزائري ( 2015 / 5 / 8 - 15:37 )
وإن من عجيب قولك أنه على صاحب الحق ترك حقه والانصراف مُشردًا إلى بقع أخرى من أصقاع هذه المعمورة لتؤويه ، متناسيًا وموليًا ظهره لأرضه وحقه التاريخي ،لأجل ماذا لأجل سواد عيون بني صهيون ؟
ولتعلم أيّها الجاهل المُسِف ، الكثير السُخْف ، الغائب عقله والحاضر جهله أنّ زعمك أن هؤلاء اليهود قوم خيّرون ويجنحون للسلم لا للحرب بيننا وبينهم فهذا من صنيع خيالاتك الورديّة ومن وحي أوهامك ، وهم الذين يبحثون عن طريقة لصناعة قنبلة جينية تقتل العرب فقط من دون غيرهم ، وتقول سلام بملء شدقيك فأي سلام بعد هذا وأيّ كلام ؟


5 - تابع 2
فوزي الجزائري ( 2015 / 5 / 8 - 15:38 )
وعجبي من ما تقول أيها المنزوع اللّب حين تدعوا بكل رذالة أبناء شعب فلسطين الجريحة والتي لمّا تُشفى جراحاتها بعد وهي التي فجعت بفقد ما يقرب 2075 شهيد الغالب منهم كان من الأطفال والنساء ، تدعوهم أنّ يحبوا اليهود ويتركوا لهم أرض أبائهم وأجدادهم ،وكأنك تطلب من المقتول مصافحة يد قاتله ومباركتها والصلاة لصاحبها والدعاء له بالغفران والفلاح .
وإنه – على ما يبدوا - لمن دواهي وعجائب هذا الزمن ولكن صبر جميل والله المستعان و دوام الحال من المُحال {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} فكما لبثت فرنسا في الجزائر قرنًا من الزمن ثم جاء وعد الحق واندحرت وطُردت طرد الكلاب بغير رجعة ، وهي التي ظن جنرالاتها أنهم قد مكنوا في الأرض فصاروا يسفكون دماء الصبية والنسوان وظنوا أن لن يقدر عليهم أحد .


6 - تابع 3
فوزي الجزائري ( 2015 / 5 / 8 - 15:39 )
أيامٌ يداولها الله بين الناس وإنّا بانتظار وعده وببشرى من نبيه الحق ،العودة الحق لأرض القِبلة الأولى والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة
{فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا}
والله متم أمره ولو كره الكارهون والحمد لله .