الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القطر التونسي وتداعيات المسألة الوطنية

سيف كريبي

2015 / 4 / 16
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ترافق المسار الثوري في القطر التونسي مع تغييرات عميقة في علاقات القوى السياسية والمجتمعية، والتركة الثقيلة للدكتاتورية، لتشكل بمجموعها أوضاعا استثنائية فريدة في بلادنا، ولتفجر تناقضات وصراعات متنوعة ومتداخلة، سياسية واجتماعية، تراكمت عناصرها ومسبباتها على مدى عقود سابقة، واتسعت واشتدت بالإرهاب وامتدادا حواضنه في الداخل مما وضع جماهير شعبنا شعبنا أمام مهمة أساسية مزدوجة، يتلازم فيها الوطني مع الديمقراطي، والسياسي مع الاجتماعي، أي إزالة ترسبات الدكتاتورية واستعادة السيادة الكاملة من جهة، وإعادة بناء الدولة على أسس دستورية ديمقراطية وتحقيق تنمية اجتماعية – اقتصادية وضمان رفاه المواطنين، من جهة أخرى..

ويجب التركيز هنا على أن القضية الوطنية هي قضية رئيسية تتطلب التوقف الجدي والنقدي وطرح المزيد من الفكر الوطني عن طريق الإنتشار الجماهير الواسع الذي يكون عن طريق تطويع البرنامج السياسي العام ليبلغ جماهير شعبنا بك فئاته لإزالة تراكمات الوعي الزائف ومحاولة تصحيح المسار الثوري نحو إرساء وترسيخ مفهوم الجمهورية الديمقراطية الإجتماعية التي تساهم في حل المشكلة الوطنية الكبرى التي تواجهنا اليوم، والابتعاد عن الفكر اليومي والتبسيطي والتبريري أو الفكر المؤقت السائد الآن ومجابهة الإرهاب الأسود والمنظم والشامل، الذي ضرب مجتمعنا بشراسة ومع انتكاس مجتمعي وردة رجعية شاملة لمفاهيم وطقوس بدائية عجيبة،وإنتشار تشكيلات بدائية تعود إلى ما قبل الدولة الوطنية والمدنية الحديثة، وتخريب وتشويه المجتمع ودفعه إلى هاوية الحرب الداخلية الأهلية لإضعافه والسيطرة عليه وإعادة تركيبه مثلما تريد الإبرياليات، وتخريب بقايا الاقتصاد ، وهو مصير المرأة والأدب والفن والحريات الشخصية اليومية، هذا إلى جانب فضح الأحزاب الحاكمة من يمين لبرالي كوريث شرعي للدكتاتورية واليمين الديني المتمثل في أحزاب الإسلام السياسي ، المسيطرة على المشهد بإمكانيات مالية ودعم خارجي متنوع، و التي تسعى للحفاظ على مفاتيح اللعبة السياسية وأدواتها بيد أسيادها عن طريق سيل لا ينتهي من التبريرات والشروح والأمنيات الوهمية، التي تساقطت وتلاشت باصطدامها بالواقع الصلب ومن خلال ربطها ومقاربتها بالنتائج المرعبة التي عاشها ويعيشها شعبنا ومجتمعنا، والتهديد الجدي الذي لا يزال يواجهه القطر التونسي إلى الآن ..
إن هذا الوضع يطرح من جديد وبحدة على بساط البحث المسألة الوطنية وعملية التحرر الوطني الديمقراطي التي أجهضت منذ ما يزيد عن نصف قرن. فلا أرض لهذا الشعب ولا حرية ولا كرامة وطنية له ما دامت تحكمه أحزاب مثل نداء تونس أو النهضة أو الأحزاب السائرة على نهجهم، وما دام هذا النظام العميل جاثما على صدره وما دامت الإمبرياليات تنهب خيراته وتمتص دماءه.
وهنا مهمتنا الأساسيىة رفيقاتي رفاقي هي الوقوف جدار صد منيع أمام الشركات الاحتكارية الأجنبية التي نهبت ولا تزال خيرات القطر وثرواته وامتصت دماء الشعب.وأمام الطبقات المستثرية الرجعية التي استحوذت على ما تبقى من الثروات والخيرات واستولت على ممتلكات الشعب ونهبت أمواله وهربتها جزء منها إلى الخارج وعاثت في القطر فسادا.
وفضح برامج الإئتلاف الرجعي الحاكم المعادية للوطن والشعب والتي تمثل المساهم الأساسي في تردي أوضاع الشعب على جميع المستويات من جراء سياسة النهب والاستغلال والقمع التي يمارسها والتي من مظاهرها الترفيع في الأسعار والضغط على الأجور والبطالة والتفويت في المؤسسات العمومية وسحب المكاسب الجزئية وتردي ظروف السكن والنقل والعلاج والتعليم والتأمين وكثرة الأداءات وغيرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية