الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها السادة لاتقولوا أمريكا .قولوا النظام الأمريكي .

خليل صارم

2005 / 9 / 26
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


*مع تحية من القلب لمتظاهري24أيلول الحالي الأمريكيين والانكليز .
في الخطاب الانتقادي أو الهجومي نلاحظ أن الجميع يتحدث عن أمريكا بالمطلق وأعتقد أن كل من يقرأ أو يسمع من الأمريكيين يشعر بأن الاتهام موجه له شخصيا ً بسبب شمولية وتعميم الخطاب , الأمر الذي يخلق لديه ردة فعل تلقائية يستثمرها الإعلام الأمريكي بشكل جيد لتجييش الشعب كله لمصلحة نظامه معتمدا ً العامل النفسي ومستثمراً للحالة الوطنية كأي شعب من شعوب العالم الذي تتحرك لديه غريزة الدفاع عند الشعور بالخطر أو الاساءة .
لذا كان من الأصح أن يقال ( النظام الأمريكي ) عند الحديث عن المساوئ المرتكبة بحق الشعوب الأخرى , فالمسؤولية حقيقة تقع على عاتق النظام والشعب كأي شعب آخر في هذا العالم يبقى بريئا ً من المساوىء التي يرتكبها نظامه خاصة اذا كان من نوعية النظام الأمريكي الذي يعتمد كافة أساليب الكذب والتدليس والتضليل الإعلامي لشعوب العالم فكيف بشعبه .
لم أزر أمريكا في حياتي .ولكنني قرأت الكثير الكثير وسمعت الكثير ممن عاشوا وعملوا ودرسوا هناك , وكانت النتيجة أن الشعب الأمريكي بتنويعاته المختلفة شعب طيب وبسيط كبقية شعوب العالم لايريد شراً بأحد , لكنه كشعوب العالم الأخرى تسوقه العاطفة وتؤثر فيه الدعاية ويعتقد أن نظامه يعمل لمصلحته حسب مايقوله إعلامه الذي يجيشه معتمدا ً على خطاب الآخرين الموجه حقيقة ضد النظام الأمريكي ولهذا فإننا عندما نقول ( أمريكا ) فقط في خطابنا النقدي نوفر ذريعة مجانية لنظامه كي يجيرها للشعب الأمريكي كله وكأنه يقول انظروا كيف يحقدون عليكم ويكرهونكم . وتكريساً لمقولة النظام هذه .هو ( أي النظام ) يفعل المستحيل من المساوىء لإثبات كراهية الآخرين للشعب الأمريكي كي يبقى هذا الشعب رهينة في يده, لذلك ليس من المستبعد تورط نفس النظام في أحداث الحادي عشر من أيلول وعلمه المسبق بها وتركها تكتمل حتى يكرس نفسه حامياً لهذا الشعب ويزعم الدفاع عنه من خلال نقل قواته الى مناطق بعيدة عن أمريكا تحت شعار مكافحة الإرهاب تحقيقا ً لبرامج معدة مسبقا ً لمصالح شركات النفط والسلاح وكافة الاحتكارات المساهمة في هيكلة النظام الأمريكي خاصة وأن هناك أسبقيات في العمليات القذرة لوكالة الاستخبارات C.I.A .
طيلة عقود قاربت القرن وهوليوود تنقل لنا صورة غير واقعية عن الشعب الأمريكي على شكل أفلام لم يشاهد فيها مواطننا سوى ( مطاردة الهنود الحمر وعصابات الكوزانوسترا , وأفلام الرعب , والهوس المرضي بالقتل والإجرام وتصورات مستقبلية مرعبة عن العالم ) ولم ترينا الجانب الجيد في الشعب الأمريكي , لم تعرض علينا حياته العادية وكيف يعمل ويدرس ويعيش ويتعامل مع الآخرين ويتقبلهم وما يكره وما يحب الا نادرا ً جدا ً . بحيث اختلطت لدى الأمم الأخرى صورة ارتكابات وتجاوزات النظام بحق الآخرين بصورة هذا الشعب ليخرج خطابنا موحَداً وموحِدا , موحداً بحيث دمجنا صورة الشعب بالنظام وموحِدا بحيث خلقنا ردة فعل لدى الشعب الأمريكي استثمرها نظامه لمصلحته . وهذه من ضمن أخطائنا التي لاتنتهي فأنظمتنا بالمقابل وإعلامنا المتخلف هم أبرع من يرتكب الخطأ ويكرره دون أن يقف موقف المراجعة النقدية لسلوكه واداءه والنظام الأمريكي وأمثاله هم أبرع من يستثمر هذا الخطأ والنتيجة أننا كشعوب نحن والأمريكيين ضحايا هذه السقطات والهفوات يقابلها عقلية إجرامية بارعة ومتخصصة.
انه من المنطق أن أقف الى جانب من انتمي إليهم ولو كانوا مخطئين عندما تتهمهم بطريقة توحي وكأن هذا الاتهام عائد للانتماء ان كان ذلك عن قصد أو عن غباء لافرق , أما عندما يكون الاتهام محددا ً لسبب ما ويطال المخطيء فانه لن يقف أحداً ليدافع عنه كونه مخطئ حتى ولو كانوا يشاركونه الانتماء .
لذلك نتمنى على الجميع وعندما يتحدثون عن أمريكا أن يبدأوا بالتمييز مابين الشعب الأمريكي وبين النظام الأمريكي , حتى لانترك فرصة لهذا النظام بخلفياته المعروفة يستثمرها لمصلحته ضمن صفوف شعبه على الأقل .
من هنا ولهذا السبب نوجه تحية من القلب لعشرات الآلاف من المتظاهرين في واشنطن ولندن يوم السبت24أيلول الحالي الذين رفعوا صوتهم ضد الحرب في العراق وضد انحراف النظام وأكاذيبه , فالحقيقة أن هؤلاء عبروا عن رأي الأكثرية الأمريكية والبريطانية في حين أن من عارضوهم لم يتجاوزا بضعة عشرات بدوا مربكين في تحركهم وأقوالهم .
ونقف بخجل شديد أمام هؤلاء الذين عبروا عن وقوفهم ضد هذه الحرب القذرة لأن أصحاب العلاقة ونقصد ( شعوب المنطقة ) المتضررين فعليا ً لم يحركوا ساكنا ً وكأن احتجاجات الشعب الأمريكي والشعب البريطاني تنصب على أحداث في مجرة أخرى بعيدة . هل السبب أننا الأكثر انضباطاً وعقلانية أم أننا فقدنا الإحساس ودقة الاتجاه والطريقة الصحيحة للتعبير عن الرأي والموقف ؟؟؟؟!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا بعد الانتخابات.. كيف تنظر إليها دول الجوار؟| المسا


.. انطلاق الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في إيران




.. فرنسا: الفن السريالي.. 100 عام من اللاوعي والإبداع • فرانس 2


.. إسرائيل ترسل وفدا لاستئناف المفاوضات مع حماس بشأن الرهائن وا




.. ستارمر: الناخبون قالوا كلمتهم وهم مستعدون للعودة إلى السياسة