الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاصفة حزم بلا عاصفة صحراء

امنة مجمد باقر

2015 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


عاصفة حزم بلا عاصفة صحراء
نفس الأسباب ونفس الحجج التي قدمها صدام حسين لغزو واحتلال الكويت ،هي نفس الأسباب يقدمها محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي
الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية حاليا لضرب اليمن وربما غزوها
بريا بعد أن فشل طيرانه الحربي في تغيير موازين القوى على الأرض .
فقد ادعى صدام إن الكويت تهدد أمن واستقرار العراق ، وادعى الاعلام
السعودي إن " الحوثي " يهدد أمن المملكة وإن تمدد الحوثي السريع وقضائه
على التغلغل الوهابي المتخلف في منطقة دماج ، مبرر قوي كي تشك
وزارة الدفاع السعودية المملوكة للملك سلمان وأبنائه في تحرك الحوثي وسيطرته على مناطق واسعة من اليمن .
حين فشل محمد بن سلمان في خلق مبررات جديدة لغزو اليمن ، مال نحو حجج صدام حسين : تشكيل حكومة " شرعية " تطالب بتدخل دولي لحماية " الشعب " ، وكما فشلت حكومة الكويت التي كونها صدام حسين
ستفشل حكومة بن سلمان .
والتشابه بين الحالتين كبير ، فالعراق قوة كبيرة أمام دولة ضعيفة عسكريا مثل الكويت .. والسعودية دولة كبيرة ولديها مخزون أسلحة ضخم متروك من عشرات السنين ، وكأنه جاء دور الشاب المدلل وزير الدفاع كي يمارس
هواية " الصيد " باستخدام هذه الأسلحة قبل أن تصدأ .. فلم يجد غير اليمن البلد الضعيف تسليحا والفقير تدريبا ..
خرج صدام من حرب إيران وشعبيته بين العراقيين بأسوأ حالاتها ، فكان بحاجة لحرب أخرى ، واستغل سخط العراقيين على الكويت ، فأعلن حربه .
وأمسك محمد بن سلمان بخاتم الملك ، وعين نفسه وزيرا للدفاع ورئيسا لديوان الملك ورئيسا لمجلس إقتصادي أمني ربما أكبر من مجلس الوزراء
مما أثار الشك والريبة عند بقية أمراء آل سعود الذين هم أكبر منه سنا وأكثر خبرة ، وأثار الشك أيضاً في أوساط الشعب السعودي المغيب ، فكان من اللازم للأمير الطموح حرب صدامية حتى يسكت بني عمه ويكسب الجمهور السعودي الساخط على كل شئ به رائحة " شيعة " أو إيران .. فكانت اليمن هي كويت الأمير إبن سلمان ؛ فالكره الشعبي و التفوق العسكري
مبرران للأمير كي يقنع نفسه بجدوى اللعبة الجديدة والتي سيسكت بها خصومه الطامحون في الحكم ويجر خلفه الفكر الداعشي المعشش في فكر وقلب نصف الشعب السعودي كتوقع متواضع لهذه النسبة .
الفرق الوحيد بين العاصفتين ، هو أن عاصفة الصحراء لن تقع لإخراج عاصفة بن سلمان من اليمن كما حصل مع صدام ، لإن أمريكا قد نسقت عاصفة الصحراء وسكتت حتى عن إثارة غبار خفيف حول عاصفة الحزم رغم الهمس داخل الإدارة الأمريكية العليا عن عدم رضاها .. فرئيس وزراء العراق حيدر العبادي لم يكذب حين قال أن أوباما غير راضٍ عن عاصفة حزم الأمير بن سلمان ، وقد نفى البيت الأبيض هذا التصريح ، فهم لم يتوقعوا أن العبادي ، قليل الخبرة في هذه الأمور ، سيتكلم بها علنا .
سيحصد الأمير تأييد أكثر من نصف الشعب السعودي ، فهذا النصف ، والذي هو نفسه " خلايا إرهابية نائمة " لا يهمها كثافة التدمير الواقع على البنية التحتية المتواضعة لشعب فقير بقدر ما يهمها كثافة التشفي ونشوة رؤية الدم التي
تفرح الهوس الداعشي .
إنها حرب الجبناء ، وحرب الأمراء أنفسهم ، فالإعلام السعودي لم يتوقف عن ذكر " إبن علي صالح " ، وكأن الحرب مثل دورة كأس الخليج والتي تسمى شعبيا " دورة الشيوخ " .. فهي تنافس بين الشيوخ والأمراء الأغنياء كما في سباق الخيل والهجن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار