الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوضع العراقي. قراءة في احتمالات تطوره

فالح الحمراني

2005 / 9 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


على خلفية انتظار اجراء الاستفتاء على مسودة الدستور العراقي، تتسع مظاهر الاستقطاب السياسي في العراق. ومن المرتقب ان يحدد هذا الاستقطاب معالم المرحلة السياسية التي سوف تبدا بعد اليوم التالي على ظهور نتائج الاستفتاء.والسؤال الكبير يدور حول فيما اذا سيكون بمقدور القول التي تقول انها تمثل السنة كسب اهالي ثلاث مدن سنية للتصوبت ب "لا" على الدستور واحباط تبنيه، حينها سيجابه العراق محنة جديدة تحمل في طياتها الغام كثيرة قابلة للانفجار.
وثمة مؤشرات اخرى على هشاشة الساحة العراقية. فقد تسربت في الاونة الاخيرة انباء عن تعكر العلاقات بين قصر الرئاسة ورئاسة الحكومة. والمطلعون فيما وراء الكواليس بتحدثون عن قطيعة بين رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري.ويعزوا البعض تلك القطيعة الى ان الطالباني بات يتحرك على الساحة السياسية الداخلية والخارجية باكبر من الهامش الذي يحدده له قانون الدولة. وحقا فاننا شاهدنا وسمعنا في وسائل الاعلام ان الطالباني دائما في المقدمة. صوت الطالباني تعالى من على منبرالامم المتحدة وفي البيت الابيض وفي اللقاء مع زعماء الدول الاجنبية والعربية ويتحدث وكانه الذي يصنع القرار السياسي في العراق. والمعروف عن الطالباني انه شخصية خارازمية ومحبة لاداء ادوار مستقلة والبروز على المنابر، اضافة الى انه صاحب خبرة سياسية لاتخلو من قدرة فائقة على المساومة والمضاربة السياسة.كل هذا على مايلوح جعل ابراهيم الجعفري يشعر بكونه مهمش، وقد تم ارجاعة الى الصف الثاني.وهناك مسوغات عديد للانفجار بين القطبين. وتوقيته مشروط بطبيعة التطورات تو اوبالصدفة. ات تهميش دور الجعفري لاابد ان يثير استياء قيادة التحالف الذي كلفه بتراس الحكومة وقيادة الدولة باسمه. فمفاتيح هامة للدولة غدت بيد اخرى، قطفت ثمار الفوز في انتخابات 30 كانون الثاني( يناير ) الماضي، الذي كان تحقيقه مهمة غير سهلة.
ان اداء حكومة الجعفري خاصة في شئون الخدمات والضمانات الاجتماعية والامنية وعدم توفير اماكن عمل، ستترك دون شك ظلالها على موقف الشارع من الزعماء الذين انتخبهم وعقد الامال والرهانات الكبيرة في يقوموا بتحسن الوضع.لذلك فان الشارع سيميل اكثر نحو القوى المتشددة، القوى التي تصوغ سياسي للشرائح المهمشة، التي تتطلع لتغيرات انية وسريعة، بضربة ساحر. وليس من المستبعد في هذا السياق اتحاد قوى متشددة من عدة مذاهب وتيارات تتفق على رفع شعارات موحدة.وهذا بدوره سينعكس على الاصطفاف السياسي قبيل الانتخابات القادمة.وفي الجمعية الوطنية المقبلة.
وثمة توجه تلوح معالمه الان، وفي حالة نضوجه سوف يحدث تغيرات في المناخ السياسي العراقي القادم. لقد بدأ زعيم حزب الوفاق ورئيس الحكومة العراقية السابق اياد علاوي بتشكيل جبهة واسعة. والطموح فيها يقوم على تجميع طيف واسع من القوى المعتدلة، التي لاترغب بهيمنه قوى محددة، واضفاء صبغة واحدة على الحكم في العراق. الى جانب وجود تيارات وسط التجمع الجديد، التي لاتود بتشديد دور الدين في السلطة وفي الحياة العامة، والتعامل مع الموضوعة الدينية بانفتاح اكبر. ان شخصية علاوي ورغم الهزيمة السياسية التي مني بها، مازال شخصية سياسية مطلوبة، نظرا لدوره الناشط في المعارضة في السابق، وبرنامجه السياسي الذي يتسم بالواقعية والوضوح، اضافة الى مواصفه شخصه الخارزمية.ان ظهور علاوي على الساحة السياسية من جديد سيعني اعادة النظر في الكثير من القضايا الهامة في المفردة السياسية في الشارع العراقي.
وستخيم في الفترة المقبلة قضايا ظلت تشكل هاجسا لكافة تجمعات الطيف السياسي، وجرى ترحيلها من الفترات السابقة. وفي مقدمة تلك الموضوعات، اثبات الكرد مصداقية نواياهم في المشاركة في بناء دولة عراقية فيدرالية ديمقراطية. ام ان سياستهم ستقوم فقط بالحصول على المزيد من المكاسب والاراضي ومصادر الثروة، وكانهم يعدون العدة لاقامة للانفصال باكبر قدر من الربح ويثيرون شكوك الشارع وقوي سياستهم وحسن نويتهم ويرتيط هذا الوضع بقدر كبير كذلك بحل مشكلة كركوك، ومدى نجاح الاطراف في العثور على تسوسة وسطية.
واذا كانت معضلة الارهاب الدامي والبشع، الذي وضع هدفه المدنيين هي التحدي الاكثر خطورة التي يواجهة وجود العراق كدولة وشعب.فان الارهاب بات يتحرك من منطلق تخريب كل شئ في العراق، وكل الوسائل مباحة بعرفه لذلك، من اجل تفجير الوضع برمته، وتاليب الكل على الكل، والرمي بالعراق بدوامة من الاقتتال والعنف. انه ينتهج سياسة الارض المحروقة، وخاصة بعد ان ادرك عجزه عن جر الجماهير الواسعة خلفة لخوض حرب شعبية واسعة النطاق.واذا كان استعادة سيادة العراق بالكامل، ومطلب انسحاب القوات الاجنبية ورقة تلعب العديد من القوى الداخلية والخارحية والتشكك ينوايا دول الجوار، اذا كان هذا كل جزء من الواقع السياسي المترتب، فينبغي العمل بتضامن وثبات بين كافة القوى المعنية بتطوير العملية السياسية نحو الهدف المنشود باقامة دولة عراقية ديمقراطية حديثة، وتاجيل الخلافات الثانوية والمرحلية من اجل الافق الابعد.
* اعلامي من العراق يقيم في موسكو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل توسع عمليات هدم منازل الفلسطينيين غير المرخصة في الق


.. عقب انتحار طالبة في المغرب مخاوف من تحول الأمر إلى ظاهرة بين




.. #فائق_الشيخ_علي: #صدام_حسين مجرم وسفاح ولكنه أشرف منهم كلهم.


.. نتنياهو يتوعد بضرب -الأعداء- وتحقيق النصر الشامل.. ويحشد على




.. في ظل دعوات دولية لإصلاح السلطة الفلسطينية.. أوروبا تربط مسا