الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلنا مذنبون

قحطان محمد صالح الهيتي

2015 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



كلنا نلعن السياسيين الذين يتولون أمر محافظة الأنبار، وكلنا نشتم رجال الدين وشيوخ العشائر، وكلنا نَصَّبَ نفسه حكما وحاكما، يُدين ويشجب ويستنكر، وكلنا نَسيَ نفسه وبرأها مما يجري اليوم في المحافظة.

أقف اليوم معكم متسائلا: من الذي انتخب هؤلاء؟ ومن الذي وضع الرجل غير المناسب في المكان الذي لا يستحقه؟ هل انتخبهم أبناء كوردستان أو أبناء محافظات الوسط والجنوب؟ ألم يُنتخبوا من قبل أهل الأنبار لأنهم على وفق تقديرهم سيمثلونهم خير تمثيل؟ ألم يكن هؤلاء القادة والساسة من عشائر الأنبار؟ الم يعرف ابناء المحافظة هؤلاء الإمعات قبل أن ينتخبوهم؟ ألم يكن كل هؤلاء أعضاءً في كتل صُنعت بعد الاحتلال ومعروفة بولاءاتها وانتماءاتها السابقة ولم تقدم للمحافظة والعراق خيرا؟ ولم يسعَ قادتها الا للمتاجرة باسم الأنبار لجمع أكبر قدر من السحت الحرام؟ اليسوا من اتباع صالح المطلك والأخوة الكرابلة وعلاوي وأبو ريشه ورافع العيساوي وغيرهم؟ ألم يصلوا الى السلطة بفضل (تكبيرات) ساحة الاعتصام وصراخ سعيد اللافي وعلي حاتم وعبد الرزاق جدي وسعد فياض وبعض الواعظين والمفتين؟

اترك الأجوبة لكم وكلكم يعرفها، ولكنني أقول: نعم إن هؤلاء السياسيين يتحملون المسؤولية الادارية، ولكن أين هم أهل الانبار ممن تقع عليهم مسؤولية الولاء لمدنهم؟ وأين هم شيوخ المنابر والمنصات؟ وأين هم قادة الصحوات بكل مسمياتها؟

وأقول: كلنا مسؤول عما يجري اليوم في الأنبار، نحن مسؤولون لأننا أوصلنا هؤلاء الى كراسي السلطة، ومسؤولون لأننا نقول ولا نفعل، ندين السياسيين ولا نجرؤ على إدانة داعش ومن أنتسب اليها ومن والاها من أبناء المحافظة وما اكثرهم، وهي التي تسببت في كل الذي يجري في المحافظة والعراق.

كل شباب الأنبار مسؤولون عما يجري اليوم لأنهم تركوا مدنهم ونزحوا عنها الى مدن الشتات وما زالوا يعيشون فيها دون أن يتطوعوا للقتال تحت أي مسمى للتحرير، وأخص منهم من هو اليوم (عطال بطال)، هؤلاء الشباب الذين يفتخرون بنشر صورهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ويتفننون بتصويرها في مصايف كوردستان وفي مولات بغداد ومقاهيها متباهين بأزيائهم وبأراكيلهم وقَصَة شعرهم، ويطلبون وينادون بالتحرير من خلف أجهزة الحاسوب ومن خلال هواتفهم الثمينة، ويأمرون الناس بالتحرير وينسون أنفسهم.

ربما يقول بعضكم: إن هؤلاء تركوا مدنهم لأنهم لا يستطيعون التصدي لداعش، وقد يكون في هذا بعض الصواب، ولكن ألم يحن الوقت الآن ليحملوا السلاح ويعودوا الى مدنهم تحت مسمى الحشد الوطني أو العشائري أو أي أسم يختارونه ويقاتلون تحت رايته لتحرير مدنهم المغتصبة وعدم التباكي من جهة، وعدم الطعن بمن يقودهم ويسعى لتحرير المحافظة من جهة أخرى؟

إن الواجب يحتم هذا بعيدا عن المهاترات السياسية والعشائرية والطائفية فالأرض والعِرض أولا. يكفينا تحليلا وتنظيرا من هذا السياسي وذاك الشيخ، فلقد سئمنا مما نراه ونسمعه من تصريحات وتعليلات وتنظيرات. لقد غدا الميدان في الأنبار ميدان صراخ وعويل، وتنظير وتحليل، فالكل باتوا محللين وسياسيين، والكل صاروا شيوخا حتى بات عددهم أكثر من الرعية، وما بلاؤنا إلا من الشيوخ، شيوخ العشيرة وشيوخ الدين الذين لا يخفون ولاءاتهم العشائرية والطائفية وحتى الدولية فما هم إلا بيادق شطرنج بيد من يحسن اللعب بها.

كلنا مذنبون، وأنا أول المذنبين لأنني أقول ولا أفعل، ولكني أسعى لتغيير المنكر بلساني لا بأضعف الإيمان ،ومذنب كلُّ من يستطيع أن يحمل السلاح ولا يحمله، ومذنب كل يحاول أن يمنع أي طرف عراقي غيور يريد أن يساعدنا في تحرير مدننا بحجة التغيير الديموغرافي الطائفي او القومي، ومذنب كل من يستنكر مساعدة دول الجوار والتحالف الدولي لنا بحجة الوطنية والاستقلال، ومذنب وملعون كل من يتطاول على من يحمل السلاح اليوم في مدن العراق عامة وفي مدن الانبار خاصة ممن بقي صامدا في الرمادي وحديثة والعامرية والخالدية، فهؤلاء هم من يستحقون التقدير والفخر والاعتزاز.

وإذا لم يكن من الختام بد فأختم قولي بأن المرأة في المحافظات المغتصبة وفي مدننا هي الجديرة بالتقدير والثناء والعرفان، فهي اليوم من تتحمل عذاب الهجرة والتشرد والنزوح، وهي من تستحق منا جميعا الإجلال والإكبار، وإذا ما قدر لنا تكريمها فعلينا أن نقيم لكل واحدة منهن نصبا يزين مداخل مدننا إن شاء الله. أما ساستنا فإنهم من ضيعونا وضيعوا مدننا فلا شكر لهم ولا احترام مع الاعتذار لمن يستحق الاعتذار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد تأكيد مقتل هاشم صفي الدين.. ما تأثير ذلك على حزب الله؟


.. الجيش الإسرائيلي يرصد صاروخين في منطقة حيفا




.. سقوط عدد من الصواريخ أطلقت من جنوب لبنان على منطقة روش بينا


.. استشهاد طفل إثر إطلاق الاحتلال صاروخا على مدرسة لنازحين بدير




.. كولومبيا وإسبانيا تجليان رعاياهما من لبنان