الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شجون الفوات!!!(6)

ماجد الشمري

2015 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


"الثورة تمسمرت في ارضها".
-سان جوست-


و بحلول الحرب العالمية الاولى عام 1914 تلاشت الخلافات القديمة ، باستقلال البلاشفة في حزب واحد هو الحزب البلشفي الروسي، لتحل بدلها خلافات أخرى جديدة.
كان لينين ، وحتى بعد القطيعة الكاملة مع المناشفة، يرغب حقا وبأخلاص في التصالح مع مارتوف ، رفيقه وصديق عمره. لقد كتب في صحيفة " غولوس" التي كان يصدرها مارتوف في باريس ، قائلا : " ان غولوس الصادرة في باريس هي الان افضل جريدة اشتراكية في اوربا ، واذا كنت وقفت في وجه مارتوف احيانا كثيرة جدا و بعنف شديد فعلي ان اقول بالشكل الاكثر حزما انه يفعل اليوم ما على الاشتراكي الديمقراطي ان يفعله بالضبط" .
انه نبل الثوري المتسامي على العواطف الانانية الضحلة والاحقاد ، هو الذي كان ينطق بلسان لينين!. وقد رد مؤسس المنشفية على لينين وبالحرارة والصدق ذاته ، وحيا ظهور جريدة " الاشتراكي الديمقراطي" التي كان يصدرها لينين ، و وافقه على ان النزاعات القديمة فقدت كل معنى . الا ان الاحداث القادمة اثبتت عكس ذلك تماما ،وذبلت امال الوفاق!. وأن المصالحة أضحت أمر بعيد المنال ، بل مستحيلا.. في عام 1915 أُفْتُتِحَ في زيمرفالد مؤتمرا تداوليا أمميا للاشتراكيين الاوربيين . وهو الاول منذ اعلان الحرب . ضم ٣-;-٨-;- مندوبا من ١-;-١-;- بلدا متحاربا و حياديا . لتأكيد تضامنهم الاممي ضد الحرب ، وصعود النزعة الشوفينية التي اخذ يعلو صوتها بين الامم المتحاربة . وقد مثل لينين البلاشفة في هذا المؤتمر ، ومثل اكسلرود المناشفة . كان هذا المؤتمر أرهاصا و خطوة بأتجاه الاممية الثالثة القادمة ، وبعد ان بانت علامات الاحتضار على الاممية الثانية وبعد ان اصيبت بمرض الوطنية والدفاعية. وفي نهاية نفس العام دب الشقاق والضعف في مجموعة زيمرفالد ، فقد كانت الاقلية اللينينية تنأى بعيدا عن الاشتراكيين المسالمين والوسطيين أنصار الاعتدال والوطنية . وتعرضت عناصر الحركة الاكثر أممية للاضطهاد من قبل الحكومات المتحاربة، وبدعم من الاشتراكيين الوطنيين، فسحق بعض قيادييها ، وارسلت البعض الاخر الى الخنادق . وكان سلوك المناشفة داخل الدوما بالغ النذالة لوقوفهم مع الحرب الوطنية ، وأما البلاشفة ، فقد حُكم عليهم و أُرسلوا الى المنفى السيبيري !..
لقد سعى لينين و بهمة جبارة لبناء حزب ماركسي مركزي و منضبط و مستقر تنظيميا وسياسيا ً، ومن اجل بناءه بناءامتينا أضطر في عدة مناسبات لمحاربة نفس ذلك الجهاز الذي كافح من اجل تأسيسه و أدامته . لقد كانت مواقف البلاشفة القدماء بعد ثورة شباط الديمقراطية البرجوازية عام 1917 قريبة من مواقفهم الفاضحة عام 1912 . فقد دافع الحرس القديم من البلاشفة أمثال : ستالين و كامنيف و زينوفيف و غيرهم من البلاشفة المخلصين للينين عام1917 عن تقديم الدعم لحكومة كيرنسكي، والدعوة للوحدة مع المناشفة ، أي ببساطة التخلي عن الماركسية الثورية ، والانتقال الى صف الديمقراطية البرجوازية الاكثر ابتذالا و ميوعة . وهؤلاء هم ( البلاشفة) الذين ناضل لينين طوال حياته ، وبصبر لاينفذ من أجل تثقيفهم و أعدادهم كبلاشفة ، ولكن لم ينجح اي منهم في امتحان الاحداث عشية انتفاضة اكتوبر المجيدة. فقد كان موقفهم قبل وصول لينين في ابريل و تروتسكي في ايار ، متناقضا بحدة مع كل التعليمات التي كان لينين يرسلها من المنفى في فترة الحرب . وكمثال على ذلك فقد دعت صحيفة البرافدا جريدة ( البلاشفة) والتي كانت تحت ادارة كل من: كامينيف، وستالين : الى الدفاع عن الجمهورية الديمقراطية البرجوازية !!. وحتى وهو في المنفى قبل العودة ، كتب لينين مرارا وتكرارا ، وهو في منتهى القلق والغضب الى بتروغراد مطالبا بالقطع السياسي مع البرجوازية و نبذ سياسة الدفاع عن الوطن . ففي 6 مارس1917 ابرق لينين من ستوكهولم قائلا : " تكتيكنا هو عدم الثقة مطلقا ، وعدم تقديم اي دعم للحكومة الجديدة و الارتياب في كيرنسكي على وجه الخصوص ، وتسليح البروليتاريا هو الضمانة الوحيدة ، و اجراء انتخابات فورية لمجلس الدوما في بتروغراد ، ولا للتقارب مع الاحزاب الاخرى" . و يوم 17 مارس ايضا كتب يقول : " سيجلب حزبنا العار لنفسه الى الابد و سيقتل نفسه سياسيا اذا ما شارك في مثل هذا الخداع سأختار الانشقاق. الفوري عن اي شخص داخل حزبنا بدلا من الاستسلام لنزعة الاشتراكية الوطنية". كانت هذه الكلمات تحذيرا موجها لكامينيف و ستالين اللذان استمرا على مواقفهما رغم رفض قواعد العمال المناضلين ، والذين استقال بعضهم من الحزب اشمئزازا من استسلام القادة !! هؤلاء هم البلاشفة الذين يفخر بالانتساب اليهم وتطويبهم نحو القداسة ! الدونكيشوتيون الجدد. حيث جرى تنزيههم عن الخطأ والانحراف و كرست عصمتهم في الكمال ، ورفعتهم عن الهفوات الخطيرة والزلات المميتة . وعندما وصل لينين في ٣-;- نيسان الى بيلو أوستروف قال" ماهذا الذي تكتبونه في البرافدا !! تمكنا من قراءة بعض الاعداد وقد أنبناكم عليها " . وانتقد كامينيف على مقالاته التي نشرت في البرافدا ، والتي تؤيد فعلا الحكومة المؤقتة ، وانتقده ايضا على موقفه من الحرب الذي قاده الى الدفاعية !! كان ستالين جزاءا من هذا التيار الذيلي البلشفي المؤيد لكيرنسكي ، ولكنه بعد عدة سنوات سيستخدم تلك المواقف الانتهازية،والتي كلن ضمنها!! ضد رفاقه كمواقف برسم الادانة والجرم والتخوين - دون ان يشمله ذلك- فقد بات بعد موت لينين اكثر لينينية من لينين . و نصب سريره في الكرملن ليقيس احجام البلاشفة وفق قياساته وفهمه القاصره و تصوره هو للماركسية وأفكار لينين و أقيم صرح للاسطورة وارتفع بنيانهافوق اجساد وجماجم الرفاق البلاشفة!!................
..................................................
يتبع.

وعلى الاخاء نلتقي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البلشفي...!!
محمد عبد الجبار ( 2015 / 4 / 17 - 21:25 )
السيد ماجد الشمري .. تحية طبية.. بدأ احب ان اشكرك على هذه المقالات(شجون الفوات) لاهميتها بالنسبة لي ، فعندما كنت اقرأ بعض المقالات او التعليقات على الحوار المتمدن كانت ترد عبارات مثل( شكرا للبلشفي القديم ) او ( تحية للبلشفي المخلص ) او ( نحن بلاشفة اصلاء ) الخ، فكنت اتسائل هل هذا الشخص-البلشفي المخلص- كان في الحزب البلشفي الروسي ؟!! ولأني اعرف ان البلشفية قد اغتيلت عام 1924 الا انني كنت ارجح ان هؤلاء قد انتموا الى البلاشفة اثناء ثورة اكتوبر!!!!! ولكن الان قد وضحت لي الصورة بفضلك فشكرا جزيلا لك .
أما بالنسبة للطبول المدوية الذي ينعقون و يطبلون لل( البلاشفة او البلشفي) عليكم اولا معرفة ماهي البلشفية و كيف بدأت و كيف اغتيلت ، اما يكفيكم جهلا ؟!!
و أما بالنسبة لمن تذكر بحقهم كلمة ( البلاشفة الخلّص ) او ( البلشفي الاخير ) ، فأقول لهم من الامانة الاخلاقية ان تنبهوا مطبليكم انكم لم تنتموا يوما الى الحزب البلشفي ، او لعلكم انتميتم و صوتم لصالح لينين في المؤتمر التأسيسي!! .


2 - لاهمية الفائقة للنضال ضد فتشية الحزب
طلال الربيعي ( 2015 / 4 / 18 - 01:09 )
االاخ العزيز ماجد الشمري
كل الشكر على سلسلة مقالاتك, ويسعدني جدا تذكيرك لنا بقول لينين
- سيجلب حزبنا العار لنفسه الى الابد و سيقتل نفسه سياسيا اذا ما شارك في مثل هذا الخداع سأختار الانشقاق-.
فهذا يدلل على ان الانشقاق عن الحزب, اذا اقتصت الضرورة, ليس بالامر السلبي بالمرة, بل قد يكون امرا ايجابيا. وان الحفاظ على وحدة الحزب مهما كان الثمن امر لا مبدئي ويعارض الفكر اللينيني في التنظيم ويكرس عقلية القطيع. فنلاحظ ان البعض يؤبن ممن رحلوا عن عالمنا من رفاقه بقولهم -وكان ملتصقا بحزبه الى آخر ايام حياته-, وهو كلام اقرب الى الذم منه المدح, فلا ادري هل يتكلم هؤلاء عن انسان ام عن اخلص اصدقائه في مملكة الحيوان!
وافر احترامي


3 - صنمية الحزب
ماجد الشمري ( 2015 / 4 / 18 - 11:09 )
تحياتي الحارة اخي العزيز الدكتور طلال لقد اشرت بالصميم على افكار لينين وهي لاتعني بالضرورة ان الاغلبية دائما على حق فحتى في اطروحات نيسان وقرار الانتفاضة لم يجد احدا الى جانبة الا تروتسكي وكولنتاي وكان في اغلب مواقفه يشكل اقلية والحفاظ على وحدة الحزب هو امر اخترعة القوقازي الطاغية لتمرير اراءه وقد ماهى بين ذاته ووحدة الحزب واعتبر مهرطقا كل من خالفه او اعترض على قراراته وكان ذلك السرطان المميت قد استشرى في اغلب الاحزاب الشيوعية ومنها احزابنا البائسة شكرا لك على مرورك الذي اسعدني مع اعتزازي ايها النبيل

اخر الافلام

.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس


.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا




.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي


.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه




.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس