الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحشد يمزق جغرافية الطائفية

منتظر العمري

2015 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بعد العاشر من حزيران 2014 صارت المدن العراقية تتهاوى الوحدة بعد الاخرى بفعل ضربات تنظيم "داعش"، الجيش العراقي يصاب بالانكسارات بجميع مواقعه تقريبا والفوضى تعم مساحات واسعة من البلد وصولاً الى ابواب بغداد من جهة المحافظات المستباحة . قيادة اركان الجيش اعادت تشكيل صفوفها المقاتلة بعد تبعثرها وتحولت الى وضع الدفاع وما تزال اعداد كبيرة من قطاعاتها العسكرية محاصرة وما ان اقترب المد الاسود بغضون ايام قليلة ليحيط بالعاصمة من عدت جهات حتى انبرى المرجع الشيعي الكبير على السيستاني بفتوه التاريخية الشهيرة التي دعا بها العراقيين جميعا الى "الجهاد الكفائي" فهب جميع العراقيين استجابة نداء زعيمهم معتمدين على الامكانات البسيطة وصاروا يطهرون المناطق المستباحة منطقة تلوا اخرى حتى اعلن عن تشكيل ما يطلق عليه بـ"الحشد الشعبي" الذي انظم له ابناء جميع المحافظات الوسطى والجنوبية وتقدموا الى الدفاع عن محافظات ديالى وصلاح الدين والانبار التي غالبيتها من المكون السني والتي كانت مغلقة على حالها بفعل الطائفية التي كانت مخيمة على الاجواء عامتاً ، وجراء هذا الشد الطائفي والاجواء المتشنجة جعل ابناء المحافظات قليلا ما يتزاورون فيما بينهم ويتخندقون حالهم حال تخندق رجالات السياسية .
أمن الحشد بعد تمكنه من مسك الاض وتحول كفة المعركة لصالحه خطوط أمنة لإخراج الاهالي المحاصرين في مناطق الاشتباك الى المحافظات العصية على تنظيم "داعش" أمتداداً من بغداد وتنازلاً الى الجنوب ، ولبغداد وكربلاء الحصة الاكبر في استقبال النازحين .
في معركة تحرير مدينة تكريت تحديداً انظم عدد كبير تجاوز عدده الخمسة الاف من ابناء محافظة صلاح الدين لعملية تحريرها وقاتلوا الى جانب المقاتلين الوافدين لتحرير المدينة من سيطرة داعش وقد تكلل ذلك ، كما انظم لتشكيلات الحشد عدد غير قليل من ديالى والانبار وكركوك ، وابناء الموصل الذين هم يعيشون حالة النزوح خارج الموصل ، مما ادى الى تلون الحشد الشعبي بالوان الوطن ولم يقتصر على فئة كما يروجه البعض ، محاولاً اصباغه بالصبغة الطائفية التي يرفضها العراقيين ، ورغم كل عمليات التشويه الاعلامية وفبركة الحقائق واشاعة الاخبار الكاذبة حول الحشد الشعبي الا ان ما حققه على ارض الواقع كان له الدور في تعزيز روح المواطنة وتمزيق الجغرافية الطائفية التي حاول ويحاول رسمها وترسيخها رجال الاجندة الخارجية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت