الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هى الشيوعية الأفريقية وما علاقاتها بالنظرية الماركسية؟

كريبسو ديالو

2015 / 4 / 18
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


اعتبر الأفريقيين أن الشيوعية تمثل قوى البروليتاريا ضد البورجوازية ولم يكن يدور بخلدهم أن تصبح الشيوعية صفة أفريقية ولكن سرعان ما تحقق ذلك عندما ظهرت ردة الفعل الشعبية ضد أوروبا الاستعمارية وكان ذلك فى فترة تخمر النضال الوطنى فى الخمسينات عندما شعر الأفارقة بالوحدة والتضامن وبأن فكرة نكروما عن الشخصية الأفريقية وفكرة سنغور عن الزنجية هى علامات البحث عن التشابه القارى حول الشيوعية فقد عرفت المجتمعات الأفريقية البدائية الملكية المشاعية للأرض والشخصية العامة للمجتمع والالتزامات الاجتماعية العامة ومن هنا نصل إلى نتيجة وهى أن الشيوعية ذات جذور فى المجتمع الأفريقى وأن الرأسمالية غير ملائمة بالنسبة إلى الظروف الأفريقية و مشكلة التنمية الاقتصادية ويقصد بذلك أن الشيوعية الأفريقية تتميز بارتباطها بالتنمية الاقتصادية ونلاحظ أن التنمية تعتمد فى جانبها الأكبر على القطاع العام كما تعتمد على التخطيط الاقتصادى وتقع مهمة تجميع رؤوس الأموال اللازمة لذلك على عائق الحكومة وهناك مشكلة اعتماد اقتصاد أغلب الدول الأفريقية على تصدير السلع الأولية وبالتالى اعتمادها على اقتصاد دول أجنبية تستطيع التأثير فيها وهى تسعى الآن على التصنيع والتقليل من هذا الاعتماد و مشكلة التحضر والمشكلة التى تواجه عديدا من الدول الأفريقية هى آثار الاستعمار وما تركه من تخلف اجتماعى وثقافى وإنسانى وهناك مشاكل التحضر والانتقال من القرية إلى المدينة وانخفاض مستوى الدخل وأن الايديولوجية الشيوعية الأفريقية تعارض فردية الغرب وتؤمن بمبادئ تستمدها من خصائص المجتمع الأفريقى التقليدى حيث تسود الجماعية واللاطبقية وأن الإنسان لا يستطيع أن يحقق ذاته إلا فى داخل المجتمع فقط وأن المجتمع هو الذى يعطيه شكله وقالبه وبدلا من الديمقراطية الغربية وإرادة الأغلبية تتبنى الشيوعية الإفريقية فكرة الإرادة العامة لجان جاك روسو أو إرادة الشعب بأسره والشيوعية الأفريقية تقوم بعمل هام وهو تمييز أفريقيا عن كل من الشرق والغرب ومن هنا تتطابق الشيوعية الأفريقية مع الحياد وسائر الأيديولوجيات التى تعارض السيطرة السياسية سواء من الغرب أو الشرق ويحدد البحث بعد ذلك أربعة اتجاهات أساسية فى الشيوعية الأفريقية فكرة الالتزام الاجتماعى للعمل أى أن هناك التزاما على كل فرد هو العمل لزيادة ثروة المجتمع وقد عبر عن هذه الفكرة معظم الزعماء الأفريقيين بطرق مختلفة وقد اهتم بها سيكوتورى غاية الاهتمام فيما أسماه الاستثمار الإنسانى وأساس هذه الفكرة أن على الإنسان التزاما تجاه المجتمع يفرض عليه العمل لزيادة رخائه وفى ذلك يقول نكروما فى إحدى خطبه بعد أن ذكر ما فعلته الدولة من أجل العمال "إذا كنا نفعل كل هذا لنهئ للعمال الراحة فإننا نتوقع أن نلمس منهم الولاء والعمل من أجل بناء غانا فليس فى غانا التى تقوم بإعادة بناء نفسها مكان للكسالى وللعناصر الهدامة تطور دور نقابات العمال من جماعات استهلاكية إلى جماعات إنتاجية" ويقصد بذلك أن النقابات العمالية فى أفريقيا قد برزت كجزء من حركة وطنية معادية للاستعمار والاحتلال الأجنبى واشتركت فى النضال من أجل الاستقلال وكان أحد أهدافها قبل الاستقلال زيادة قدرة أعضائها على الاستهلاك ورفع مستوى معيشتهم لأن أصحاب المصانع كانوا من الأجانب المستغلين والمرتبطين بقوى الاستعمار أما بعد الاستقلال فإن النقابات تتحول إلى أدوات لزيادة الإنتاج ولتحقيق التنمية الاقتصادية الاتجاه نحو مجتمع لا طبقى فالمجتمع الأفريقى لا يعرف الطبقات بالمفهوم المعاصر لكلمة طبقة وهناك كراهية عميقة للمجتمع الطبقى إذ ينظر كثير من القادة الأفريقيون إلى الطبقات على أنها ليست من خصائص المجتمع الأفريقى ويقول نيريرى أنه يجب ألا تكون طبقات فى المجتمع الأفريقى الجديد وإذا كان لا بد من وجودها فيجب أن تكون الفروق بينها أقل ما يمكن و الاتجاه إلى إيجاد مجتمع يمكن وصفه بأنه مركزى ومؤسسى ويقصد بذلك مجتمع جماعى حيث تسود كل مؤسسات المجتمع مؤسسة واحدة مركزية يعتمد عليها الجميع أى أن يوجد فى المجتمع مركز تنظيمى واحد لكل التنظيمات ترتبط به وتتوافق حركتها وخططها معه فالمجتمع الغانى يرتبط بحزب مؤتمر الشعب والمجتمع الغينى يرتبط بالحزب الديمقراطى الغينى وهكذا ثانيا وجهة النظر الفابية والدراسة الثانية التى تعبر عن وجهة النظر الفابية قامت بها مارجريت روبرتس وهى تحدد خصائص الشيوعية الأفريقية التى تنبع من الظروف الموضوعية الاقتصادية والاجتماعية للقارة الأفريقية فى خمس خصائص الحاجة إلى التنمية الاقتصادية السريعة وقد ظهر ذلك بوضوح كأحد السمات الشيوعية الأفريقية فى ندوة داكار التى عقدت فى ديسمبر 1962 فقد عرف سنغور الشيوعية بقوله أن الشيوعية بالنسبة إلينا ليست إلا التنظيم الصحيح للمجتمع الإنسانى منظورا إليه فى كليته حسب أكثر الأساليب علمية وجدة وكفاية والتنمية الاقتصادية يقصد بها سد الهوة التكتيكية والاقتصادية التى تفصل بين أوروبا وأفريقيا وهكذا إذا كانت الشيوعية الأوروبية شيوعية توزيع وحسب فإن الشيوعية الأفريقية شيوعية تنمية وتوزيع معا و الخبرات السابقة مع الرأسمالية: لم تكن تجربة أفريقيا مع الرأسمالية حسنة إذا كان الاستعمار مرتبطا بالرأسمالية ومعبرا عن مصالحها وقامت الرأسمالية باستغلال الثروات الدول الأفريقية واستنزاف مواردها الطبيعية والبشرية فلم تقم فيها صناعة إلا بالقدر الذى يخدم مصالحها فأقامت الصناعات الاستخراجية التى تستفيد منها الدول الاستعمارية فى الحصول على المواد الخام أضف إلى ذلك أن الرأسمالية قد نظرت إلى الدول الأفريقية كمصدر للمواد الخام والأيدى العاملة الرخيصة وكسوق تباع فيه المنتجات بأسعار غالية كل هذا أكد ضرورة الشيوعية والتخطيط والتأميم بدون صراع طبقى وهناك ثلاث قوى تقف أمام فكرة كارل ماركس عن الصراع الطبقى فى أفريقيا وهى: ـ القومية الأفريقية التى تعبر عن الثورة السياسية ضد الاستعمار ـ الوحدة الأفريقية التى تجسد الرغبة فى التضامن والمساواة الأفريقيى ـ الشيوعية الأفريقية والطبقة بالمفهوم العلمى وكما تعرفها المجتمعات الأوروبية لا توجد حتى الآن فى أفريقيا والقادة الأفريقيين يتجاهلون تماما فكرة الصراع الطبقى ففى الحقيقة أنهم يعرفونها جيدا ولكن على المستوى الدولى وليس على المستوى الداخلى فيكتب نيريرى معبرا عن ذلك بقوله أن العالم ما زال مقسما بين من يملك ومن لا يملك وهذا التقسيم ليس تقسيما بين الرأسماليين والاشتراكيين أو بين الرأسماليين والشيوعيين أنه تقسيم بين بلاد العالم الفقيرة وبين بلاد العالم الغنية وأن بلاد العالم الغنية يمكن أن توجد سواء بين الدول الرأسمالية أو الاشتراكية والفكرة نفسها نجدها تتردى لدى سيكوتورى وهنا نلاحظ أن هذه الفكرة يركز عليها الفكر الصينى فى خلافه مع الاتحاد السوفيتى ويؤكد أن العالم مقسم إلى شمال غنى وجنوب فقير وأن هذا التقسيم لا يتعلق بنوع النظام الاجتماعى ولكن بدرجة غنى المجتمع ككل فالشيوعية الأفريقية لا يمكن فهمها على حقيقتها إلا إذا وضعنا فى اعتبارنا أنها غير منحازة باعتبارها جزءا من اتجاه عريض للقارة الأفريقية للبحث عن ذاتيتها وهى تنبع أساسا من ظروف الدول الأفريقية المختلفة وحاجتها إلى التنمية










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بدون نقاط او فوارز
طلال الربيعي ( 2015 / 4 / 19 - 17:16 )
موضوع صعب قرائتة لانه يتحدث بنفس واحد بدون نقاط او فوارز!


2 - العزيز الدكتور طلال الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 4 / 19 - 20:53 )
محبـــــــــــــــــــــــة و ســــــــــــــــــــــــــلام
لك و لكاتب المقالة
صحيح انها متعبة بدون فواصل
اعتقد انها مقالة مهمة كُتبت بلغة غير العربية و تم ترجمتها الياً
نتمنى اطلاعكم عليها بدقتكم و تنقيطها ...لانها رسالة من افريقيا التي لا نعرف عنها الكثير
كما اتمنى ان يتابعها الزميل العزيز جاسم الزيرجاوي
اكرر التحية لكم عزيزي و لكاتب المقالة و للعزيز جاسم الزيرجاوي


3 - مقالة مهمة وممتعة حول افريقيا
طلال الربيعي ( 2015 / 4 / 19 - 22:03 )
الاخ العزيز عبد الرضا حمد جاسم
شكرا على التعقيب, وهي مقالة مهمة فعلا وممتعة حول افريقيا التي يجهل الكثير, وانا احدهم, تفاصيل امورها السياسية ويعتبرها البعض القارة المنسية بالرغم من تنوع ثقافتها وجغرافيتها الساحرة ومواردها الاولية التي تستغلها الاحتكارات الدولية في صناعة الهواتف الجوالة, على سبيل المثال.
للاسف فان المقال لم يذكر المصدر الاحنبي(؟) للقيام بتنقيح ترجمتها. وهنالك ايضا بعض الاخطاء النحوية البسيطة مثل -اعتبر الأفريقيين-, وحسب اعتقادي ينبغي ان تكون -اعتبر الأفريقيون-!
علما ان الكاتب(ة) قد كتب(ت) مقالات مهمة اخرى حول افريقيا كما, مثلا, في الرابط
http://m.ahewar.org/s.asp?aid=442903&r=0&cid=0&u=&i=7716&q=
ارجو تقبل وافر شكري ثانية

اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي