الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دفتر العشق والذاكرة 2

الشربيني عاشور

2005 / 9 / 26
الادب والفن


·أم أبيها :
كانت فاطمة الزهراء رضي الله عنها إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها هاشا باشا وهو يدللها قائلا : مرحبا بــ ( أم أبيها ) .
بهرني هذا التعبير ( أم أبيها ) أسرني جماله ، وما يكنزه من شحنة دلالية عميقة عن العلاقة الوجدانية بين الأب وابنته . انه المزج بين سريالية الصورة ومنطقية التصور . إذ كيف تصبح الابنة أما لأبيها والأب ابنا لابنته لولا هذا الحنان المزدوج .
وكان حبي لسيرة السيدة فاطمة الزهراء وإحساسي بجمال هذا التعبير أحد الأسباب المهمة في أن أسمي إحدى بناتي فاطمة .. لكنني وقعت فريسة لممازحة زوجتي .. إذ كانت كلما فعلت فاطمة ( 6سنوات ) شيئا جاءئني غامزة :
ــ مامتك تركت مذاكرتها
ــ مامتك قاعدة تتفرج على التليفزيون ..
ــ مامتك نزلت تلعب في الشارع !

· انتظار:
كتب إليها في كراسة الذكرى : سأنتظرك على ضفاف الأبد
فكتبت إليه في كراسة الأبد : سأنتظرك على ضفاف الذكرى .

· بطش :
أحببت الشاعر الفارسي عمر الخيام .. حفظت كثيرا من شعره وأقواله .. وافقته عندما قال : ( إذا أردت أن تعيش في السلام الدائم ، ابتسم للقدر إذا بطش بك ، ولا تبطش بأحد . )
رحت أبتسم ، وأبتسم ، وأبتسم ، لكنني ويا لهول ما حدث ، فقدت قدرتي على الابتسام !


· جانيت :
اتجهت نحوي تسابق ابتسامتها المجانية : هاي .
قلت : هاي .. آر يو سبيك أرابيك ؟
قالت : يس .. حرام .. حرام .. حرام !!
ثم أطلقت ضحكة ملعونة صاخبة .. فأسقط في يدي وجلست أفتش عن حوار أكثر فعالية للثقافات .


· جدي :
أدركت جدي وهو شيخ كبير تجاوز الخامسة والثمانين من عمره ..
قلت : عظني .
قال : اعبد الله في عباده
قلت : زدني ؟
قال : كن لله عبدا يكن لك الله ربا .
قلت : والنساء .. ما تقول في النساء ؟
فرمقني بابتسامة بيضاء ، ثم أطرق قليلا كأنما يأسف لأيام مضت ، وتمتم ساخرا : كلهن في الظلام واحدة !


· سقراط :
سار تحت ضوء الشمس حاملا مصباحه المنير في يده .. الأغبياء نعتوه بالجنون .. كيف يوقد المصباح والشمس ساطعة ؟ .. الحكماء وحدهم أدركوا ما يعنيه .. فالنور الحقيقي في العقول ، هو نور العلم المعرفة ، وحقيقة الإنسان كامنة في ذاته وليست خارجه .
في المدى كانت أعين الحاقدين والوشاة تتربص به ، اصطادوه بشباك الزندقة ، وحاكمه الجهلاء عن حقد دفين ، حكموا عليه بالموت ، خيروه بين الخنجر وكأس السم ، فاختار الكأس ، كانت أمامه فرصة أمنها تلامذته المخلصون للهرب ، لكنه رفض ، تجرع كأس السم ، وواجه الموت بشجاعة الفيلسوف ؛ ليعطيهم درسه الأخير في الأخلاق ، مات سقراط بالجسد ، لكنه عاش بالفكر إلى الأبد .

· لحية:
تقدمت باستقالتي .. فنمت لحية زميلي باتجاه مقعدي !

· وجه :
كلما رأيته منتحيا جانبا ، قائما على سجادته يصلي ، نزفت أسئلتي على أعتاب الحيرة : بأي وجه يلقى هذا الدساس الواشي ربه كل يوم خمس مرات ؟ بأي قلب يقرأ في أم الكتاب ( اهدنا الصراط المستقيم ) ، وصراطه المعوج لا يستقيم إلا بوشاية عن زملائه ، أو بنميمة يسعى بها بين الناس !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل


.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا