الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستُمكِن الاحزاب الصغيرة في بريطانيا المحافظين من تحقيق فوز ثانِِ في الانتخابات المقبلة؟

محمد موفق مكي

2015 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لم يتبقى سوى أقل من عشرين يوم أمام الانتخابات التشريعية في بريطانيا, والتي يتنافس فيها بشدة أقوى حزبين (العمال) بزعامة (إد مليباند) و(المحافظين) بزعامة (ديڤ-;---;--يد كاميرون), المشهد السياسي يشير حسب استطلاعات للرأي إلى تعادل بنوايا التصويت بالنسبة للحزبين الكبيرين التقليديين, إذ اظهر آخر إستطلاع للرأي اجرته "إيبسوس موري" الخميس شمل (١-;---;--٠-;---;--١-;---;--٠-;---;--) من البالغين ان النسبة المئوية للحزبين الكبيرين بلغت ٧-;---;--٠-;---;--% بواقع ٣-;---;--٦-;---;--% للعمال و٣-;---;--٤-;---;--% للمحافظين, ومن الجدير بالذكر بان النقطتين في رصيد العمال تآتي كأعلى مستوى يحصل عليه الحزب منذ نيسان ٢-;---;--٠-;---;--١-;---;--٤-;---;-- حسب إستطلاعات مؤسسة موري, وبسبب التقارب بنوايا التصويت لكلا الحزبين, والتي قد لن يفوز أي منهما بالغالبية في الانتخابات المقررة في ٧-;---;-- آيار/ مايو المقبل مما سيدفع بهما إلى إقامة تحالفات مع الاحزاب الصغيرة والتي احدثت تطوراً في المشهد السياسي البريطاني من حكم الحزبين إلى تعددية حزبية سمحت في عام ٢-;---;--٠-;---;--١-;---;--٠-;---;-- بتشكيل أول حكومة تحالف منذ عام ١-;---;--٩-;---;--٤-;---;--٥-;---;--, حيث ستشارك سبعة تشكيلات محافظة وعلمانية وليبرالية ديموقراطية وحزب الاستقلال (يوكيب) الشعبوي المعادي لاوربا والخضر والقوميين الاسكتلنديين وممثلو ويلز.
وعلى الرغم من الاداء الضعيف لحكومة الائتلاف السابقة المؤلفة من وزراء محافظين وليبراليين ديموقراطيين في مجالات عدة باستثناء الاقتصاد (خلق قرابة نصف مليون وظيفة خلال السنوات الماضية وخفض الميزانية وتطبيق برنامج خفض الانفاق بالمليارات من أجل تعديل العجز الناتج عن الأزمة المالية التي ضربت البلاد مطلع عام ٢-;---;--٠-;---;--٠-;---;--٨-;---;-- وتحفيز القطاع الخاص وتقليص الضرائب لحوالي ٣-;---;--٠-;---;-- مليون عامل), الا ان امكانية استمرار المحافظين في السلطة لا تزال قائمة أو مرتفعة نسبياً, فالاحزاب الصغيرة سيكون لها دور مهم في حسم لعبة التكتلات, إذ يبتعد الناخبون عن الحزبين الكبيرين لصالح تلك الاحزاب مقارنة بانتخابات عام (2010), منها حزب الاستقلال الشعبوي بزعامة (نايجل فاراج) المناهض للاتحاد الاورپي والذي يتقارب مع المحافظين الذي وعد زعيمة (ديڤ-;---;--يد كاميرون) باجراء استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الاورپي وإعادة التفاوض بهذا الخصوص نهاية عام (2017) وذلك في حالة فوزه في الانتخابات, وفي هذا السياق يُذكر ان استطلاعات الرأي اظهرت ان حوالي٤-;---;--٢-;---;--%-٤-;---;--٧-;---;--% من البريطانيين يؤيدون الانسحاب من الاتحاد الاوربي, كما ان موقف حزب الاستقلال من اورپا والذي يتهمها بفتح المجال للمهاجرين الوافدين إلى المملكة المتحدة الذين ينافسون المواطنين البريطانيين على فرص التعليم والضمان الصحي ناهيك عن الوظائف يبعدهم عن العمال أشد المعارضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الاورپي, ويرون في ذلك تهديداً للاقتصاد البريطاني, أما الخضر الذين حصلوا على مقعد واحد في الانتخابات السابقة, تسجل لهم استطلاعات الرأي حصولهم على نسبة تتراوح بين ٦-;---;--%و٩-;---;--% من نوايا التصويت, وهذا ما يزيد عن حزب الديموقراطيين الأحرار الشريك الأصغر في حكومة كاميرون السابقة والذي حصل حسب الاستطلاعات على ٥-;---;--% من نوايا التصويت, كما ان هناك (22) دائرة انتخابية تخضع لتهديد الخضر من أصل (650) دائرة يجب ان يتشبث بها العمال لكي يكسب الانتخابات, ومن جهة أُخرى يواجه زعيم العمال (إد مليباند) جملة من الانتقادات, إذ تعتبرهُ شريحة من الناخبين انه غير مؤهل لشغل منصب رئيس الوزراء الذي ينافسه عليه خصمة المحافظ (ديڤ-;---;--يد كاميرون), وذلك لعدم قدرته على الاقناع في حملته الانتخابية وطروحاته المتطرفة حول ضرورة إحداث تغييرات جذرية في المنظومة الاقتصادية إذ اقتصرت حملة الحزب الانتخابية على الوعد برفع الحد الأدنى للأجور وخفض الرسوم الدراسية وزيادة الانفاق العام بواقع ثلاثة مليارات جنية استرليني, إذ ينتقد اجراءات التقشف ويصفها بانها خلقت هوة بين أبناء الشعب وأدت إلى تفشي عدم المساواة بين أبناء الطبقة الوسطى, في الوقت الذي أصدر فيه مصرف انگلترا "البنك المركزي البريطاني" تقريرهُ الربع سنوي والذي أشار إلى ان التضخم الاقتصادي في المملكة المتحدة سيظل منخفضاً لبقية العام, وهذ مؤشر جيد في ضوء سياسة التقشف التي انتهجها المحافظين, ومن الجدير بالذكر ان العمال فقد تأييد الطبقة العاملة التقليدي في اسكتلندا لصالح الحزب القومي الاسكتلندي بعد الاستفتاء حول استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة في العام الماضي.
كل ذلك يظهر ان المحافظين سيكونون أوفر حظاً في رسم خريطة حكومة ائتلافية للفترة المقبلة تكون ربما اكثر انسجاماً من سابقتها, في ظل وجود قضايا مشتركة لعل ابرزها الاقتصاد ومستقبل المملكة المتحدة مع الاتحاد الاورپي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد تظهر خلو مدينة رفح من سكانها


.. حرب غزة.. شح الوقود يهدد حياة المرضى بالمستشفى الأوروبي في خ




.. بلينكن: الولايات المتحدة تجدد معارضتها لعملية عسكرية برية كب


.. خارج الصندوق | تدشين اتحاد للقبائل العربية يثير جدلا في مصر




.. مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض: نجري محادثات بناءة مع الدو