الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف للحرب ان تحسم؟ .. السنة بين رفض الجيش ورفض الحشد، والعجز عن مواجهة داعش!

سامان نوح

2015 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


- الأنباريون كما الموصليين، منقسمون بين قتال داعش "التكفيرية" وقتال الحكومة "الصفوية".. هم لا يحبون داعش، لكنهم لا يحبون جيش وشرطة حكومتهم أيضا، ويكرهون الحشد الشعبي كرها عجيبا وان قرر الحشد خوض الحرب الى جانبهم والتضحية بمئات من شبابه المتطوعين لتحرير مناطقهم وانهاء ابادات داعش المتوالية فيها.
- بعد سنوات من المعارك الدموية والفضائع والمجازر المروعة بحق مئات من الشباب السني، العشائر الأنبارية والبيوتات الموصلية ماتزال منقسمة بين رفع السلاح الى جانب داعش (القاعدة وشقيقاتها) التي يعتبرونها فئة باغية ورفع السلاح الى جانب الحكومة التي يعتبرونها طائفية عدائية سالبة لحقوقهم.
- مازال السنة في عمومهم يرون ان أخطاء بعض قادة الحكومة وانتهاكات بعض افراد مليشياتها، من اهانة وسرقة وتوقيف وسجن وقتل، توازي فرمانات السبي والاعتقال والجلد وعروض الذبح الجماعية شبه اليومية على مسارح (الأمر بالمعروف، وتطبيق الشريعة) في المدن دولة الخلافة الوهابية.
- بعد أنهر الدماء التي أهدرها التنظيم التكفيري، وغابات الرؤوس التي قطعها، مازال رجال الدين السنة منقسمين بين التبرير لفتاوي داعش ومجازره او حتى الوقوف معها بتخريجات (شيخ الاسلام) ابن تيمية، وبين تذكير الحكومة ذات القرار الشيعي بأخطائها وسياساتها "الرعناء" التي تدفع للعنف المضاد.
- انها حيرة كبرى، كيف يمكن حسم الحرب المشتعلة ؟!!.. والعشائر السنية التي تفضل عدم وجود داعش، تفضل الكثير الكثير منها عدم وجود جيش الحكومة وشرطة الحكومة وحتى ادارات الحكومة، والكثير الكثير ترفض الحشد الشعبي .. وفي ذات الوقت فشلت في بناء قيادة سياسية او قيادات ادارية او قوة امنية محلية !!
- الحكومة حائرة بين دعم العشائر التي تقاتل داعش، وبين عدم تسليحها بالمرة والاعتماد على الجيش المهزوز اصلا.. في الحالة الأولى قد تنتهي الأسلحة الى يد داعش حدث ذلك في مرات عديدة سابقة، وفي الحالة الثانية ستكون قد خسرت ثقة العشائر وجعلتها طرفا مضادا بدل ان يكون حليفا.
- الحشد ووراءه الشارع الشيعي، كما البيشمركة، حائرون ايضا ومنقسمون بين ترك الأنباريين والموصليين يحسمون معاركهم بأيديهم في مواجهة داعش المتسلط الهمجي التكفيري (وهو امر شبه مستحيل ان لم يكن بسبب التناغم الفكري والثقافي بين الطرفين كما يقول البعض، فبسبب ضعف السنة غير الداعشين امام قوة السنة الداعشيين) وبين دفع أبنائهم الى حرب غير مرحب بهم فيها، حرب سيُقتل في أوارها المئات من خيرة الشباب الذين ستلاحقهم في ذات الوقت تهم "الطائفية" والانتهاكات طالما لا توجد حرب نظيفة.
- انها حيرة اختلاط الأوراق، وسط تعدد الأطراف الداخلية المتورطة فيها والباحثة عن مصالحها، وتعدد الأطراف الاقليمية التي تبحث عن نفوذ على الأرض... السعودية ووراءها الخليج، لن يترددوا في دعم داعش لمواجهة نفوذ الشيطان الأكبر ايران، والأخيرة لن تتردد في دعم المليشيات الموالية لها لضمان استمرار نفوذها بالعراق، وستطول المعارك قبل ان تحسم نسبيا وظرفيا لصالح طرف ضد آخر فلا حسم نهائي ابدا.
************
تنويه: يرى متابعون للشأن السني، ان النسيج السياسي والاجتماعي السني بتكتلاته المختلفة، يعيش اشكاليتين رئيسيتين تعيقان قدرته على صنع القرار ووضع استراتيجية لوجوده في الدولة العراقية بعد 2003، فهو لم يتقبل الى اليوم حقيقة خروجه من دائرة احتكار القرار الامني والسياسي في العراق الى دائرة المشاركة المحدودة فيه، ولم تستطع نخبه السياسية والأمنية بناء هيكلية جامعة لتكتلاته العشائرية والعائلية المختلفة نتيجة الغياب شبه الكامل للحياة الحزبية ومنذ عقود في بيئاته المختلفة (نينوى، صلاح الدين، الأنبار وبغداد).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير