الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار مدفوع الثمن

صادق المولائي

2015 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



تبنى مجلس الأمن الدولي القرار (2216) الثلاثاء الموافق 14 / نيسان/ 2015 تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ضد اليمن، بناءا على مشروع العقوبات الذي أعدهُ واقترحهُ حكام دويلات الخليج، ولم يأخذ القرار وقتا طويلا للتشاور حول ذلك المشروع حرصا على الدماء من السفك وتجنبا لسقوط الأبرياء كضحايا، كما انه لم يتم النظر بجدية بالتعديلات المقترحة من قبل المندوب الروسي، والذي أمتنع في النهاية عن التصويت على القرار وإلتزم الحياد.

ان ظروف وسرعة وآلية إعداد المشروع وكذلك إقراره من قبل مجلس الأمن الدولي، يشير الى ان الأمر يُعد حلقة تم إعدادها مسبقا حسب مخطط يرمي تمزيق اليمن وتدمير جيشه وآلياته العسكرية، فضلا عن بنيته التحتية المدنية من المطارات ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وتصفية المياه والمقرات الحكومية، وكذلك المستشفيات والجسور والطرق والملاعب الرياضية، ناهيك عن قصف الأحياء السكنية والمنازل بشكل عشوائي على رؤوس ساكنيها في غارات متواصلة ليلا ونهارا.

ان قرار مجلس الأمن الدولي جاء إستجابة لأرادة حكام دويلات الخليج الذين ما برحوا بأموالهم ومؤامراتهم ودسائسهم في إثارة الاضطرابات والفوضى والمشكلات في كل من العراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا وكذلك بلدان اخرى. وكأن ذلك القرار كغيره من القرارات التي اتخذت بحق شعوب المنطقة مدفوع الثمن مقدما وبسخاء من قبل حكام دويلات الخليج كالمعتاد لدول مجلس الأمن الدولي جميعهم، المتورطون بقتل الأبرياء في مختلف دول العالم لجني مزيدا من الأموال وتحقيق المكاسب وتوسيع مناطق نفوذهم وسيطرتهم. كونها دول إمبريالية بمعنى الكلمة ولن تتخلى يوما عن ثوبها الإمبريالي رغم كل ما يقولونه عن الديمقراطية والتعددية والحرية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وغيره.

ان هذه الأسطر ليست دفاعا عن شخص او جماعة، وإنما كلمة ضد الظلم بغطاء الشرعية الدولية الباطلة، التي تساند العدوان والباطل ضد الحق وأصحابه بحجج غير مقنعة وملفقة، مقابل تحقيق المكاسب والمصالح على حساب عذابات وأحزان المستضعفين والأبرياء والفقراء والأرامل والثكالى والأيتام. ان ايجاد الحلول المناسبة للمشكلات تحتاج الى الوقت الكافي والنوايا السليمة بعيدا عن الضغينة والحقد والطمع والعنصرية كونها تعمي البصر والبصيرة وتدفع الى العنف والعدوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟