الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فهم الصراع الوجودي شرط لحسمه ج 2 ثلاثة اجزاء

علي عبد الرضا

2015 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الدكتور علي عبد الرضا طبله
صراع وجودي بامتياز يتطلب قرارا فريدا من نوعه غير مسبوق – الجزء الثاني من ثلاثة أجزاء

ومما يثير الحنق والغضب حقا ما يكرره العديد من السياسيين العراقيين من اقوال وادعاءات كاذبة بحق بواسل متطوعي الحشد الشعبي المقدس ومن دون ان يجهدوا انفسهم بالتحقيق في الأمور واسناد الدعاوي بأدلة مادية محسوسة وملموسة على ارض الواقع وليس تخيلات وتمنيات عقول مريضة تريد العودة الى السلطة مهما كلف الامر. وتطلق بشكل غير مقبول وغير مبرر على الاطلاق التنازلات والتطمينات المتكررة لاهل السنة التي وصلت الى حد اعتماد القول بإجرامية الحشد الشعبي وطائفيته مما يجافي الحقيقة تماما ويصب في مسارات التهجم والتشنيع والعداء والتحريض والرفض التي تشن على الحشد الشعبي ومنذ الأيام الأولى لتشكيله، والذي سبب صدمة مفاجئة ومزعجة جدا لغالبية اهل السنة المصطفين مع داعش والقوى الإقليمية التي تدعم وتمول وتساند داعش وباقي القوى الإرهابية وكذلك شكلت تطورا غير مرغوب به تماما من قبل الولايات المتحدة الامريكية. ويجب ان لا نغض النظر عن سياسيين منظرين وهاربين عن العدالة في الوطن ممن يقودون حملات تشويه ضد الحشد الشعبي، ما يشكل وصمة عار في جبينهم الى الابد. ولا بد أن نؤكد بداية أن الفعل الحي في ساحة المعركة هو وحده القادر على إصدار الحكم، والذي يحدد بدوره ما هو الصحيح وما هو الخطأ، وليس المنظرين المتوارين الهاربين عن هم الوطن ممن يطلقون أحكاما وتوصيفات لا تسترعي اهتمام المواطن العراقي ولا تشغل حيزا من وعيه وتفكيره على الإطلاق. وانه من المستغرب كل الاستغراب من بعض الأصوات التي تسعى لتقليل وطمس أهمية الانتصارات الكبيرة التي حققتها جحافل الحشد الشعبي وتجييرها للتحالف الدولي في حسم معركة تكريت، على الرغم من انه لم يشارك في هذه المعركة العراقية الخالصة عددا وعدة، لما يشكله ذلك من تنكر واضح للدم العراقي الذي عفر ارض تكريت وإفساد لنشوة النصر المتحقق على ايدي قوات الحشد الشعبي الباسل. أن من يقرأ المعركة بين الحشد الشعبي وتنظيم داعش على أنها صراع طائفي فأنه قد اوغل في مستنقع الفتنة الطائفية وشارك في الإبقاء على الأوضاع كما هي عليه ومنع تحرير المدن العراقية المحتلة من داعش الإرهابية وبالتالي حمل معولا لتفكيك العراق طائفيا. أن محاولات تشويه الحشد الشعبي والحملة اليائسة هذه ستبقى وصمة عار على جبين بعض السياسيين وهم يروجون لمفاهيم غريبة بعيدة جدا عن الوطنية، بل أنها باتت طقسا مألوفا يمارسه الحاقدون مع كل انتصار يتحقق في ساحات الوغى، يمليه عليهم أسيادهم من دول عربية وإقليمية بالاشتراك مع أذنابهم في العراق لإيقاع الشعب العراقي في مأزق الطائفية النتنة. أن الحشد الشعبي جهاد وطني اختاره العراقيون طوعا بفتوى المرجعية الرشيدة وحبا لوطنهم وليس إملاء من الآخرين، وأن هزائم داعش الإرهابي في تكريت ومحاولات التشويه لن تثني هؤلاء الأبطال عن تغيير مسارهم في تحرير بيجي والشرقاط والحويجة والقيارة وصولا إلى الموصل.
ويشكل ربط الحشد الشعبي برئيس الوزراء نقطة ضعف خطيرة اعتقد جازما بضرورة تجاوزها سريعا. فان هذا الربط سيجري استغلاله بشكل بشع ولا حقيقي لتشويه سمعة رئيس الوزراء نفسه في حال حدوث أي امر غير مستحب كأعلى مسؤول حكومي في الدولة العراقية وكممثل للمكون الشيعي الفائز في الانتخابات الديمقراطية.
ويسعى السياسيون السنة وبجد واستعجال شديدين من اجل إقامة جيش وقوات امنية منفصلة عن المنظومة العسكرية والأمنية العراقية وعلى شابهة قوات البيشمركه والاسايش في كردستان. ولا يخفون نواياهم بالاستعانة بضباط الجيش السابقين ومن البعثيين المطلوبين للقضاء العراقي لأجرامهم في فترة تسلط حزب البعث الفاشي واعداد كبيرة جدا من المسلحين الذين قاوموا الدولة العراقية الناشئة ما بعد 2003 الذين اكتسبوا خبرات قتالية فريدة بتقتيل الشيعة الأبرياء في الأسواق والمحلات السكنية وملاعب الأطفال والمدارس والمستشفيات وغيره المئات من الأهداف المدنية البحتة. الأصوات مطالبة وزارتي الداخلية والدفاع بإرسال تعزيزات كبيرة للرمادي خشية سقوطها بيد الدواعش، كما تدعو الى تزويد العشائر بسلاح نوعي ثقيل يوازي ما يمتلكه الارهابيون حسب ما ورد في مطالباتهم الأخيرة. ويعلنون عن قناعة جميع رموز عشائر محافظة اﻷ-;-نبار وحكومتها المحلية وممثليها في الحكومة والبرلمان، الغير مستندة الى أرضية رصينة من المستندات والأدلة المادية الحية على الأرض مباشرة، بضعف استجابة حكومة العبادي لمطالبهم المتكررة ولقاءاتهم المتعددة معه في ضرورة تعزيز وتسليح وتجهيز متطوعي عشائر اﻷ-;-نبار المقاتلة بالسلاح والعتاد والذخيرة الكافية لدحر تنظيم داعش وضمان التفوق القتالي في أرض المعركة. وتأتي مطالبات مثيرة للشكوك الجدية والحقيقة حول إعطاء الفرصة من جديد من خلال العفو عن عناصر الشرطة والجيش ( الذين لم يلتحقوا بوحداتهم بعد احداث سقوط الموصل ولا يعرف شيء عن أماكن تواجدهم منذ ذلك الحين ) ودعوتهم للالتحاق بالمعسكرات في المناطق الامنة والمحررة وتسليح جميع أبناء نينوى الذين لديهم الاستعداد للكامل للالتحاق والقتال والانتقام من هذا التنظيم الإرهابي الذي احتضنوه في بيوتهم وعلى اسرة نومهم. وتشير التقارير الأخيرة الى أن رجل الأعمال المعروف خميس الخنجر المطلوب للقضاء ( الذي استولى على عشرات المليارات من أموال رموز النظام السابق المودعة لديه للاستثمار في الخارج والمسروقة من الخزينة العراقية في حينها ) يمول العشائر بأسلحة خفيفة ومتوسطة تحت غطاء شرعي من خلال مؤسسة تدعى ( مؤسسة الخنجر للإغاثة) وهو يرسل شاحنات تحمل مواد غذائية وصحية ولكنها في نفس الوقت تحمل أسلحة خفيفة ومتوسطة تسلم بعد ذلك للعشائر في تكريت والانبار وغرب كركوك وأن الشاحنات تمر عبر معبر طريبيل والخنجر هو من يسهل تمريرها عبر علاقاته سواء مع قوات الامن المسؤولة في المعبر أو من قبل عصابات داعش التي تسيطر على ممر رئيس هناك ما يمثل تأكيدا جديدا اخرا على ارتباط قادة وشيوخ وممثلي وسياسيي العشائر والقبائل في غرب وشمال غرب العراق بعصابات داعش وان كل ما يقال عن عدائهم لها ما هو الا لغو فارغ بكل معنى الكلمة. وترتفع أصوات أخرى عديدة مطالبة بتسليح العشائر بطريقة صحيحة بما يشكل السبيل ( الوحيد ) حسب رايهم للقضاء على داعش في الأنبار وليس برشاش الذي يسمى أبو القبضتين صيني الصنع والذي يعرف عندهم كسلاح ( نسائي ) حيث كان يقدم للمتطوعات البعثيات المقاتلات ضد الشعب ابان فترة حكم البعث الفاشست، وهو الذي قدمه العبادي للمتطوعين القلائل من اهل الانبار ومركزين على طلباتهم بتقديم نوعية عالية جدا من الأسلحة التي يجب أن يتم تسليح العشائر ويطالبون بان لا ينبغي خلط الأوراق حين يقال إن هناك عدم ترحيب بالحشد الشعبي، لأن أهالي الأنبار لديهم حشد وطني وعشائري، ولكنه بلا أسلحة قادرة على مواجهة تسليح (داعش)، مدعين ان الحشد الشعبي نفسه جرى تسليحه بأسلحة متطورة.
الغريب ان لا احد يشير ولا بكلمة واحدة عن كميات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والمركبات المجنزرة والمدرعة وغيرها والعتاد والعدة القتالية المتطورة جدا، التي سلمت للصحوات في السنين القريبة الفائتة، والتي ان جمعناها ستكون كافية لتسليح جيوش لثلاث دول.
وقال الأمين العام للحشد الشعبي أبو مهدي المهندس انه لن يوافق على دخول الحشد الشعبي إلى الانبار مادام اهل الانبار لا يوافقون بشكل رسمي دخول الحشد الشعبي إلى مناطقهم. وان رفض دخول الحشد الشعبي ليس موجها لقوات الحشد بل لتركيبتها وكونها في الغالب الاعم والفاعل تتكون من قيادات شيعيه وافراد شيعة متطوعين في الحشد على اثر فتوى المرجعية، واعتقد تماما ان أهالي وعشائر وقبائل المناطق التي تسيطر عليها داعش يخافون وبكل جدية، ولهم الحق التام في ذلك، ان يتعرضوا الى محاسبة ومسائلة أبناء واحفاد الشهداء والمضطهدين ابان حكم البعث الفاشي، وهم بالملايين، ومن حيث كون الجهات القمعية في حينها كانت تتشكل وبشكل حصري من ضباط ومراتب وافراد وأعضاء أجهزة التعذيب والمطاردة والتحقيق العنيف والمساهمين بأعمال الإبادة البشرية التي الحقوها بالمسلمين الشيعة العراقيين من افراد هذه العشائر والقبائل. وتشير كل الدلائل الأخيرة الخطيرة الى ان بعض المتعاونين من الأهالي في الانبار مع عصابات داعش الإرهابية تلقوا تعليمات من أمريكا وتركيا بتصفية مقاتلي الحشد الشعبي في حال دخولهم لمدن الانبار، ويلاحظ ان الانباريين منقسمون وفيهم أقسام واسعة ومسيطرة وغالبة ممن ترفض دخول قوات الحشد الشعبي لتحرير مناطقهم بحجة ان أبناء العشائر متمكنة من السيطرة على مناطقها. وتتسرب اخبار مؤكدة ومقلقة بشدة عن الاتفاق الذي جرى بين واشنطن وانقرة والذي يهدف الى سيطرة العصابات المسلحة على المحافظة بالكامل وتهجير الأهالي الى خارجها وتكوين مجمعات لهم في قضاء النخيب القريب من كربلاء وبعد ذلك تتم المطالبات بتدخل أمريكا بشكل رسمي لتحرير المنطقة، مما يؤكد من أن أمريكا تروم من ذلك تقسيم البلاد من خلال تكوين إقليم سني يبدأ من الانبار. وليس سرا القول ان محافظ الانبار صهيب الراوي متعاونا مع عصابات داعش بدرجة كبيرة وهو الذي قام بتعيين، احد اكثر المقربين من طارق الهاشمي ورافع العيساوي والدوائر المخابراتية والاستخبارية الأجنبية، بمنصب قائم مقام الفلوجة أخيرا.
ويأتي التصريح الأخير لاحد اكبر المرجعيات الدينية السنية المعتبرة في ( خانة ) المعتدلين، المعرف بالشيخ احمد الكبيسي، صدمة كبرى للعديد من اللذين عولوا على ( اعتداله ) المزعوم، حيث صرح بقوله : { انه لو كان هنالك مرجعا سنيا في العراق لما بقي شيعي واحد في البلاد } ما يشكل دعوة صريحة وغير مموهة بألبته لتفعيل شعار ونهج ومسلك { لا شيعة بعد اليوم } المشؤوم.
ولا يخفي أكثرية الساسة السنة تطلعهم ورغبتهم وسعيهم لإقامة كيان سني ( خال ) من الاخرين ( ! ) حتى وان تطلب الامر الانفصال عن الدولة العراقية ولهم في إقليم كردستان مثالا يحتذون به. وليس من الغريب ان تبدي إسرائيل ترحيبا بهذا التوجه.
وتستعر الدعوات والمحاولات لتعريب و تدويل قضية تحرير المناطق الغربية والشمالية الغربية كمخرج افضل ومحبذ لدرء خطر ( ! ) عسكريين عراقيين مرتبطين بالجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي يكونون من أبناء أولئك ( الشيعة الرافضة ) وتشكل محاولات استدعاء قوات اجنبية محاولة اثمة من خلال الاستقواء بالخارج لدحر الشيعة وتقزيمهم من جديد. ويلقى اهل السنة تعاطفا واسنادا ودعما واسع النطاق من جهات خارجية كما يشير احد قادتهم في مجلس الانبار حيث يقول : ( ان الورقة اللاعبة الأقوى في محافظة الانبار هو ورقة المخابرات السعودية التي تتحكم بالوضع الأمني في محافظة الانبار وتربك المشهد الأمني والسياسي هناك بدعمها العمليات عمليات وعناصر داعش ) ومثل هذا الدور تلعبه المخابرات التركية والاردنية وعديد من مخابرات مشيخات بلدان الخليج. هذا الامر الذي يفتضح اكثر فاكثر يوما بعد يوم ولا يقتصر هذا التدخل على الانبار بل انه يشمل بالحقيقة الميدانية كل انحاء العراق ومنذ سنين عدة من ما بعد 2003.
يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا