الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحرام أم حلال؟

صبيحة شبر

2005 / 9 / 26
الغاء عقوبة الاعدام


عمر كامل ضاع بين سجن ومعتقل ، تعذيب وإهانات فوق مستوى الاحتمال ، صنوف من الحرمانات المتلاحقة ، المتكررة ، والتي لا تعرف التوقف ، نفي في بقاع الأرض المختلفة ، حرمان من أبسط الحقوق الإنسانية ، التي لايمكن الجدال بشأنها ، لايمكن أن تتكلم ، لاتتكتب ، وان كتبت لا أحد ينشر لك ، الكل يقاطعك ، وكأنك البعير الأجرب المطلي بالقطران
لا أحد يشغلك في بلاد المنفى التي التجأت إليها ، فكيف تنافس أهل البلاد وهم في أزمة عمل ؟ وان أثبت مهارتك في مكان معين ، فأنهم يمنحونك راتبا لا يفي بحاجاتك الإنسانية ، وحاجات أفراد أسرتك وتوفير الضرورات من طعام وشراب ودواء
ان ابتعت لباسا ، فانك تفضل حتما ، ان تذهب إلى أسواق البالة ، عندهم فقط مطلبك ، تعمل النهار كله ، وراتبك لا يسد حاجاتك الأساسية ، تضطر لإشباع مطالبك الى الاشتغال طوال النهار ، وجزء من الليل ، تصبح مجنونا ، كالثور العامل في النواعير ، تجري وتجري وعيناك معصوبتان
تحاول ان تعمل عندهم ، فماذا بامكانهم ان يفعلوا لك ؟ لا يستطيعون أن يقتلوك مثلا كما يفعلون مع أهلك في داخل البلاد ، يرحبون بمقدمك ، قائلين أنك كفاءة ، وانك فاهم لمناهجهم ، مستوعب لها ، وبدلا من رفع راتبك ، يخفضونه ،، وكنت تستطيع ان تثبت جدارتك في مهنتك ، فاذا بهم يعلمون أولادهم ان يثيروا الشغب أمامك ، وآنت صامت ، ما بمقدورك ان تفعل ؟
وأنت في هذا التيه ، تأتيك أنباء مفزعة من وطنك الذي تعشقه باستمرار ، أنهم اعدموا اخاك واختك ، ورملوا اخاك الثاني ، وأثكلوا شقيقتك ، وأمك الحنون تموت كمدا هي الأخرى ،وأنت مذهول ، تتساءل لماذا ؟ وأنت متأكد أنهم أبرياء لم يفعلوا شيئا
تحاول ان تكون اخرس ، لا تتكلم ، تسمع دون ان تتفوه بكلمة ، تأتيك الاتهامات انك تخاف ، وأنك حتما تدبر شيئا أثيما ، مخيفا ، مرعبا ، لا تدافع عن نفسك ، لأنك واثق ان دفاعك لن يجدي شيئا ، أنت مذموم متهم ، مدان
تتغرب ، تعاني ، تحيا منبوذا ، لا احد يسأل عنك ، او يهتم بك ، او يرفع سماعة الهاتف ليطمئن على سلامتك ، ولكنك اذ تعرف ان اهلك يمتازون بالعطف والحنان وان أصدقاءك لا يحيون حياة طبيعية ، كما انك لاتحيا ، تجد لهم أعذارا
وأنت بالرغم من كل المصاعب متفائل ، نؤمن تمام الإيمان أن الغد آت ، تأتيك الأخبار دائما ان محاولات عديدة تجري لاستبدال محنتك بمحنة أخف وطأ ، تعرف أخيرا أن أمريكا مصممة على التغيير ، فهي تريده الآن ، تفرح بالنبأ ، يمكن أن تتنفس ، ستقدر على الكلام كبقية أبناء جنسك ، فرحتك لاتتم ، تتعاون اياد كثيرة ، لوأدها داخلك ، سيارات مفخخة ، انفجارات ، عبوات ناسفة ن أحزمة ، فدائيون يرغبون بالعشاء مع النبي بدمك ، وأنت الضحية دائما
تتساءل وأنت في حيرة من أمرك ، لماذا أكون كبش الفداء أبدا ؟ ماذا جنيت ؟ وما اقترفت يداي ؟ فلا تلق جوابا ، الذي تعرفه ان الجميع يرغب بالتضحية بك ، تتساءل مرات ومرات : ومن المسئول عن كل هذه المجازر التي تحدث ؟ من المسئول عن غربتي وغربتك ، عن ضياع العمر الجميل في المنافي والحرمان ؟ من المسئول عن إصابتنا بالقرحة والكآبة
والأمراض النفسية المختلفة ؟ أليس المسئول يستحق العقاب على فعلته ؟ أليس الجزاء من جنس العمل ؟ لماذا يبيد آلاف الناس ، ويهجر الملايين ، ويعذب ويهين ، ويسلب ، ثم يعفى من العقاب ، عاقبوا بالإعدام من سلب حيوات الملايين من البشر وشوههم ونفاهم وجعلهم يعانون في طول الأرض وعرضها ، ثم الغوا حكم الإعدام بعد ذلك

صبيحة شبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون من أجل عقد صفقة تبادل وضد حكومة ن


.. مظاهرات حاشدة في إسرئيل للمطالبة بعقد صفقة لتبادل الأسرى




.. أتراك يتظاهرون في شوارع ألمانيا: -لا نريد لاجئين في بلادنا-


.. الحياة تبتسم للمهاجرين.. ستارمر يُنجيهم من الترحيل إلى رواند




.. أول إجراء لستارمر بشأن المهاجرين بعد تعيينه رئيسا لوزراء بري