الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة اغتيال الكاتب شمس الدين الموسوي

محسن صابط الجيلاوي

2005 / 9 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جريمة اغتيال الكاتب شمس الدين الموسوي
إلى روح الشهيد الكاتب حسن ناصر حسين علكة

محسن صابط الجيلاوي

( بقية السيف أبقى عدداً، وأكثر ولداً)

الإمام علي ( ع )
هؤلاء رعاع، برابرة، أتوا من كل فج قبيح...

هم بقايا عفنة لوساخات التأريخ، محاكم التفتيش، بقايا قردة منقرضة... لا يقتديهم إلا بشر خارج الثقافة والمنطق والحداثة، خارج أي تصور في هذا العالم...

فضيلة حيث لا فضيلة إلا بقطع الأيدي والاذان تماما مثل ثقافة سلفهم المقبور...

عمائم لا تشتم ولا ترى فيها إلا شياطين ترقص على جهل أمّة كاملة...

هؤلاء يسرقون سماحة ديننا وتقاليدنا وأعرافنا..لا يعرفون إلا لغة الغدر والقتل وتصفية الآخر...لا يمكن أن يفهموا ان هناك قوانين ومحاكم ودعاوى تحفظ الاختلاف والحق وترد الاعتبار وتوقف الشتيمة ان وجدت، لأنهم ببساطة سلالة زواريب الليل وظلمة الغابات والعالم السفلي للشقاوات والبلطجة والإجرام...!

هم يسرقون لؤلؤة العراق، وقلبه النابض بصرتنا الوديعة، مدينتنا التي لا يمكن تصور أو تخيل العراق بدونها..!

هم لهم كل شيء..

ونحن لنا سكاكين معدة جيدا لذبحنا من الوريد إلى الوريد

أقول ساعدهم رخو وفعلوا هكذا موبقات..

عند المقدرة سيتحول شعب كامل إلى رهينة لبلطجيتهم، لغدرهم، لشعوذتهم، لبطشهم، لتخلفهم..سيدخلوننا تاريخ أسود بكل المواصفات...

مقتل مثقف مهما كانت درجة اختلافنا أو اتفاقنا معه يعني مقتل وطن، يعني توقف الحياة عن العطاء والأمل والحب، يعني أن حاضرنا أسود ومستقبلنا في خطر حقيقي...!

أين جرائمهم ؟ في البصرة ( الفيحاء ) مدينة العلم والثقافة والفن، مدينة السياب وسعدي يوسف ومهدي محمد علي والبريكان والكاصد..، مدينة اللغة والنحو والماء والنخيل، مدينة كل تاريخها يضج بالحياة والتسامح والعطاء والتجدد والانتماء إلى الإنسانية فكرا وألقا وحضارة....!

هؤلاء أغراب عنا في الملبس والسحنة والقلب والفعل... لضعف حجتهم يختزلون الاختلاف إلى مدية تطعن كل قلب يقول لهم ( لا ) قوية وشجاعة...

هؤلاء لا يمكن أن يفهموا أن العالم تغير فمهما تكن درجة الخلاف والاختلاف فليس هناك من سبيل في عالم اليوم سوى نقد الحجة بالحجة، سوى الجدل والنقاش الحر الخلاق، سوى النظر في عين الآخر لتحاوره وتحميه وتقول له نحن أبناء الحرية والثبات والبقاء لأننا في النهاية بشر وحرمة الدم والنفس هي أقدس ما توصلت له العبقرية الإنسانية...عدا ذلك انتماء حقيقي إلى شريعة الغاب، إلى الخليقة البدائية، إلى الهمجية....!

دم شمس الدين الموسوي في رقبة الدولة التي لا تهش حتى الذباب بشخص رئيسها ذو التاريخ الإجرامي ورئيس وزرائها الجعفري، ومحافظ البصرة الإيراني..

جريمة بشعة بسعة اغتيال مثقف تعني فضيحة، هذه الجريمة وحدها تستدعي استقالة هؤلاء لأنهم ببساطة لم يستطيعوا حماية مثقف وحيد أعزل أمام إمكانيات القتلة الأوباش...

لقد أساءوا لدينهم إذا كان لهم من دين، لوثوا صفاء ونقاء وبياض وبحر ومراكب وسفن بصرتنا الكريمة، حرمونا من متعة الحرية التي كنا نحلم بها طويلا، جعلونا نفكر مرة ثانية بدروب وطرق الاختفاء في الوطن والتشبث بالمنافي اللعينة لكي لا نقع في أيدي الجلاد..هذه المرة جلاد لعين يمتلك من المكر الكثير لكي يلعب على وعي وثقافة هشة وفراغ رهيب تركته دكتاتورية مسكت رقابنا وأرواحنا طويلا مما جعلتنا سهلي الافتراس...!

شعبنا يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى استبدال الاحتلال بحماية دولية ومن أكثر عناصرها احتراما للإنسان والحرية والعدالة والسلم والحرص على وقف نزيف الدم بعيدا عن سياسة القوة والنهب وحب الدولار ورائحة النفط والاستهتار بأرواح البشر، ان فشل الطبقة السياسية العراقية عن حماية العراقي يحتاج موقف دولي كما حدث في رواندا وجنوب السودان والبوسنة ولبنان وغيرها، هذا وحده كفيل بوقف اعتداءات الأحزاب التي تنتهك الوطن أرضا وكرامة ومواطنا..لقد فشلوا بالجملة وبالمفرق وليس من بديل أمامنا إلا طلب مساعدة العالم الحر والشريف لحمايتنا منهم ومن يقف خلفهم، تلك هي مهمة عاجلة يجب المطالبة بها وبصوت عال وجماعي وخصوصا من القوى والتيارات الثقافية المستقلة- العراقية حقا -وستثبت الأيام لكل مدعي وهتاف ان أي تأخير في ذلك لا يعني إلا مزيدا من الدماء، مزيدا من الخراب ومزيدا من القهر...!

قبل أيام قتلوا الكاتب الجميل حسن ناصر حسين علكة في مدينة الموصل، ليس غريبا ان الجريمة الأولى وقعت في شمال الوطن والثانية في البصرة انهم يخنقون الوطن، يستبيحوه، ( العين والفرضه ) واحدة، شكل الرصاصة ذاته، للقاتل نفس السحنة وأن تعددت الأهداف والنوايا، هو نفسه تماما ذلك المنفذ المرتعد خوفا من حجر الحقيقة والذي لا يعرف أي حرمة للحياة والنبل والمواجهة الشريفة....

اليوم قتلوا شمس الدين...

والدائرة تدور على مثقف آخر، بنادقهم محشوة بالجريمة ومستعدة للإطلاق في أي منعطف ووحشة شارع وضعف في الاحتراس...أكثر ما يرعبهم مثقف شجاع...

لقد ذبحوا يمين البصرة، سفكوا حرمة الإبداع والتعبير فيها...

قتلوا رجلا لا يمتلك سوى سلاح القلم ببربرية شنيعة- يا ربي- تقطيع أوصال الناس...

انهم عُهر هذا الزمن الرخيص عندما تستبدل كل شرائع الدنيا بقطعة قماش على الرأس وبلحى وسخة تختطف الدين والحياة والقانون والأخلاق لتحيل الدنيا إلى جحيم..

ولكنهم نسوا أن من الشرارة يندلع اللهيب...

هناك شعب كامل سيكنسهم، يجمعهم بكل عفونتهم، ليرسلهم إلى مزابل إيران حيث يستحقون، هناك مكانهم كان وسيكون...!
هؤلاء لا يستحقون ماء وسماء وهواء وأرض العراق أبدا أبدا...لأنهم ببساطة ليسوا منا...!

نحن ( بقية السيف أبقى عددا، وأكثر ولدا ) أما الطغاة والقتلة فلهم اللعنة والزوال والعار الأبدي...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن