الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أول فتوى بالمثلية الجنسية في التلفزيون السعودي

دهام محياوي

2015 / 4 / 20
حقوق مثليي الجنس


قبل فترة شاءت الصدف أن أسكن بشقة بجوار رجل كبير بالسن وفي منطقة كبيرة تعج بكثرة سكانها ؛ وحينها كنت أول مرة أغادر منطقتي الصغيرة الهادئة وأدخل في دوامة المدن الكبيرة وسبب ارتحالي هو لغرض مواصلة الدراسة فحسب ؛ فمنتهى التعليم في منطقتي الصغيرة أقصى مدى له هو مرحلة الثانوية العامة ؛ سكنت عمارة عزاب شبه نظيفة وهادئة نوعا ما ؛ جاورت الرجل الذي تجاوز عمره الستين عاما إلا أنه لازال يعيش مرحلة صباه حتى اليوم ؛ يهتم بمظهره هندامه وشكله حد الهوس ؛ ومن خلال ذلك يتضح مثل هذا الهوس ؛ يختار لبسه دائما جذابا وملفتا للنظر ؛ يحرص على إقامة حفلات طرب وشكشكة كل أسبوع ؛ الشكشكة كلمة تعني رقص لكن من يرقص في حفلاتها شباب سواء من المثليين الجنسيين أو ما عداهم ؛ طبعا كل هذا عرفته لاحقا ؛ فنحن الشباب في منطقتي الصغيرة لا نعرف الشكشكة لكننا نمارس الجنس المثلي بالسر ونحب بعضنا لكن بالسر أيضا ؛ ولنا أنشطة نرفه بها عن أنفسنا مثل لعب كرة القدم أو الطائرة أو للخروج للبر للصيد وطبعا نحن الشباب نعشق رحلات الصيد حيث نخلو مع بعض للحب بمختلف أنواعه ؛ وطبعا نلعب بعض الألعاب القديمة التي ورثناها عن الجيل السابق ؛ ونلعب لعبة الورق وقد نلعب أحيانا بالرهان ؛ ومع هذا كله ما نفعله نفعله بالسر ما عدا اللعب والرياضة ؛ أما الحب ففي سرية تامة وحرص شديد ؛ لكن عندما انتقلت للمدينة الكبيرة وجاورت الرجل الكبير في السن اندهشت وتعجبت للفرق الشاسع بين مدينتي الصغيرة والمدينة التي انتقلت إليها لغرض الدراسة ؛ فحفلات الطرب والرقص تقام أسبوعيا ويتخللها رقص وجنس وحب مع الطرب ؛ وشباب يلبسون أيضا لبس آخر صيحات الموضات الغربية ؛ وقصات شعور رؤوسهم تحاكي قصات المشاهير ؛ بالإضافة للسلاسل وروائح العطور الفواحة ؛ وحرصا مني على الهدوء واستعدادا للدراسة وتجنبا للإزعاج عزمت على الانتقال لعمارة أخرى وهذا فعلا ما حصل ؛ المهم في الشهر الأول والوحيد لي في العمارة ذات مساء طريق باب شقتي جاري صاحب الهندام والحفلات مرحبا بي مقدما الدعوة للعشاء فأخبرته أنني مضطر للنوم الباكر للبحث عن شقة أخرى وأخبرته السبب فضحك واعتذر ثم ساعدني بإيجاد شقة هادئة في عمارة سكنية خاصة بالعائلات وضمنني عند صاحب العمارة وبعدها توثقت وتوطئت علاقتي به جدا وأصبحنا صديقين مقربين رغم أنه يكبرني بعقود أربعة إلا أن روحه شابة ومقبل على الحياة بشغف جنوني ويعيش يومه ؛ وذات ساعة كنا نتحدث عن المثلية الجنسية وطبعا هو أستاذ كرسي متخصص بها فعلا وسلوكا وحياة ؛ المهم قال لي أمرا كان صدمة لي ؛ قال إنه قبل سنين طويلة عندما كان عمره قريبا من عمري بعث رسالة طلب فتوى إلى الشيخ المرحوم علي الطنطاوي والذي كان حتى قرب وفاته ولسنوات طويلة يقدم برنامجا دينيا يوميا في التلفزيون السعودي كل عام في شهر رمضان ؛ ويكمل قائلا أنه استخدم الكناية في سؤاله عن حكم المثلية الجنسية وفعلها في رمضان ؛ فطلبت منه أن يوضح لي لأفهم ؛ فقال بعث سؤالا له عن حكم دق التنك في رمضان ؛ هل هو حرام ؟ أم جائز ؟ ؛ والتنكة تطلق على مؤخرة الشاب أي الطيز ؛ وهو مصطلح معروف ويستعمل وشائع جدا بين المثليين الجنسيين وغيرهم ؛ فسألته وماذا كان جواب الشيخ الطنطاوي ؟ ؛ فقال كان جوابه لا حرج في دق التنك في رمضان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون


.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر




.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س