الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل في خطاب الشيخ زهران علوش

خالد قنوت

2015 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في مقابلة مع خالد أبو صلاح نشرت في حزيران 2014, لا ينافق الشيخ زهران علوش في طرح رؤيته لمستقبل الصراع في سورية و في مستقبل سورية التي ستتحطم فيها خطوط سايكس بيكو لقيام دولة اسلامية, حسب اجندته.
و بغض النظر عن البرمواغاندا البعثية التي يتمتع بها الشيخ زهران علوش مغلفة برداء الأصولية الدينية, لكن علينا أن نضع ظاهرة الشيخ زهران علوش تحت مجهر الدراسة و التحليل ليس من باب التناقض معها أو من باب التماهي و الايمان بها بل لكي نستفيد و نفيد ثورتنا التي خرجت من أجل الحرية و الكرامة و الدولة المدنية التعددية لكل ابنائها دون تمييز و من أجل مستقبل وطننا الذي يدفع الثمن الغالي من دماء ابنائه و بنيان مدنه و قراه, تاريخاً و حاضراً و مستقبلاً.
في البداية, و دون أي اعتبارات تحية لكل مقاتل و مناضل في جيش الاسلام و خاصة بعد انضمام الضباط المنشقين للمجلس العسكري لمدينة دمشق (رغم اشارات الاستفهام عن تولي رئاسة هذا المجلس لرجل غير عسكري هو الشيخ زهران علوش) و نشد على سواعد كل من حمل السلاح لغاية وطنية و دينية و اخلاقية, رداً لظلم النظام الغاشم و مرتزقته من العالم, و نقدر كل شهداء و جرحى جيش الاسلام لأنهم شهداء سورية, مقتنعين بالقتال تحت راية و فكر زهران علوش أو مرغمين بسبب الحاجة.
الشيخ زهران علوش, يمتلك من الصفات القيادية و الكاريزما الشخصية ما يجعله قائداً شعبياً و هذا ما تفتقر إليه معظم القيادات العسكرية و السياسية السورية رغم أن في سورية الكثير ممن يملكون هذه الصفات و لكنهم مبعدين أو معتقلين أو معزولين أو مغيبين عن العمل.
الشيخ زهران علوش, يمتلك القدرة على امتصاص غضب الآخرين إلى حد ما و يمتلك ميزة تدوير الزوايا عندما يحشر بسؤال مباشر حيث يمارس سياسة الهروب إلى الامام مستشهداً بالآيات القرآنية و بالأحاديث النبوية حتى يضع حداً لحرجه و لتواضع ادائه السياسي و العسكري الذي تكشفه لنا مسيرته القتالية بعد خروجه من المعتقل.
في نفس الوقت, الشيخ زهران علوش يقع بمطبات اجاباته و تملصه من الاجوبة الحقيقية التي قد لا يكون على علم بها مباشرةً, فمثلاً:
1- عن موضوع خروجه من المعتقل, يذكر أن سبب إطلاق سراحه من المعتقل بعد اربعة شهور من قيام الثورة هو الضغط الشعبي في دوما التي حملت لافتات باسمه تطالب بإخراجه من المعتقل و هذا ما لم يشاهده أحد في سورية و حتى في دوما التي تعتبر بشكل عام تحمل الفكر الناصري القومي المناهض للنظام الأسدي و ليس الفكر الديني السلفي, في حين أنه يقر بعد ذلك بأن النظام أطلق سراح المعتقلين الاسلاميين السلفيين بسبب رئيسي هو اسلمة الثورة ثم تطييفيها.
2- في موضوع العسكرة, لا ينكر الشيخ علوش أنه منذ أن خرج من صيدنايا عمل على العسكرة و لم يشارك بالمظاهرات العظيمة و الرائعة التي خرجت في مدينة دوما و التي شهد العالم لها بالوطنية و بالسلمية و بهتافات الحرية و الديمقراطية, بمعنى أنه خرج ليحقق هدف النظام الثالث بعد الاسلمة و التطييف و هو العسكرة, في حين ان السوريين كانوا يعرفون أن العسكرة بالمطلق في صالح النظام الذي كان يرمي متقصداً الاسلحة للمتظاهرين. طبعاً, العسكرة بالنهاية كانت نتيجة حتمية لعنف و همجية النظام و لكن كان خلق شروطها و انضباطها اساسياً لتكون العسكرة في صالح الثورة و ليس لصالح النظام.
3- من المستغرب القدرة الخطابية التي يتمتع بها الشيخ زهران علوش و التي لم تتأثر بسنوات اعتقاله كسجين سياسي اسلامي في معتقل صيدنايا و الجميع يعرف أن من يخرج من المعتقلات الأسدية الرهيبة يحتاج لفترة زمنية ليست بالقليلة لكي يعود المعتقل لتوازنه النفسي و العقلي حتى أن الكثير منهم يخرج بأمراض صحية اقرب للاحتضار أو بأمراض نفسية أقرب للشيزوفرانيا, فكيف يخرج معتقل لأكثر من عشر سنوات متماسك و قارد صحياً و نفسياً و خطابياً؟ و هذا امر متروك لأصحاب الاختصاص.
4- لا يستطيع الشيخ زهران علوش أن يتملص ببراعة من سؤال التمويل, حيث يقول أنه من أهل الاحسان و أن السلاح من غنائم المعارك مع قوات النظام في حين أن 60 ألف مقاتل يحتاجون لتمويل دول فكيف بالمدنيين في مناطق النفوذ و هو المطلق سراحه حديثاً؟؟
5- موضوع اختطاف الناشطين الثوريين من السيدة رزان زيتونة و رفاقها, يذكرنا باختطافات النظام الأسدي للسياسيين السوريين و نكران وجودهم في معتقلاته لسنين طويلة و هذا ما يظهر في كل كلمة يقولها الشيخ علوش. الموثق أن السيدة رزان زيتونة و رفاقها تلقوا تهديداً مباشراً من عناصر تابعة لزهران علوش قبل اختطافهم و أن كل المنطقة هي تحت سيطرة علوش بدون ادنى شك و هو من يتحمل المسؤولية عن هذا الاختطاف.
6- قد يكون من محاسن اعمال الشيخ زهران علوش هو قتاله و طرده عناصر داعش من الغوطة و لكن هذا صراع مناطقي و ليس صراع عقائدي لأنهم يلتقون جذرياً بالمنهج الفكري و العقائدي و عودة داعش للغوطة قائمة بسبب حاجة المدنيين للمال و الطعام و هذا ما يملكه تنظيم داعش أينما وجد.
7- الشيخ زهران علوش واضح و قاطع في ايمانه بفكره السلفي و بأنه الحل الوحيد للمنطقة و بأنه هو من يعرف بالسليقة أن كل أو مجمل السوريين يؤيدونه في ذلك و هو من سيقرر و يفرض ذلك على كل السوريين و قد وطئ هدف الثورة الاساسي في مبدأ دستوري او فوق دستوري و هو الديمقراطية.
8- يتحدث الشيخ زهران علوش عن انجازات عسكرية لكنها و كما يعرف الجميع و كما يصارحه بها خالد أبو صلاح هي اخفاقات و انكسارات كخسارة بلدات كثيرة في الغوطة و القلمون و خسارة طريق المطار الدولي و المليحة و تقصيره في نصرة ثوار القلمون و حمص و حتى جوبر و برزة, طبعاً المقابلة كانت قبل اطلاق صواريخه و قذائف الهاون على احياء دمشق بحجة أنه يصيب بها مراكز النظام الأمنية و العسكرية و ادت بالمقابل لمجازر في دوما قام بها طيران الأسد. الخطاب العلوشي التبريري البعثي هو انه يحارب دول و جيوش و لا يحارب النظام وحده!!.

قد نحلل مطولاً بمقابلة الشيخ زهران علوش و نستنتج منها الكثير و لكن أهم ما يمكن أن نستنتجه هو أن الشيخ علوش لا يؤمن بالثورة و إن ذكرها فهي بعقيدته السلفية تعني الكفر و معصية اولي الأمر, حيث هو من سيكون ولي الأمر.
الشيخ زهران علوش قد يقاتل النظام لكنه لا يختلف عن النظام الأسدي و لا عن تنظيم داعش من حيث فرض استبداده على السوريين وعلى مستقبل سورية و لكن بالنتيجة هو يحقق اموراً كثيرة لصالح النظام في رفع راية غير راية الثورة السورية و المجاهرة بأجندة غير وطنية تفرض قيام دولة دينية طائفية و قد تكون حنبلية, تكفر الآخرين أو على الأقل تعتبرهم مخطئين و هو من يملك الحقيقة و الحق و فريضة تصنيفهم و اصلاحهم.
إن نقدنا و وقوفنا كسوريين في وجه فكر و استبداد الشيخ زهران علوش و كل امراء الحرب و كل التنظيمات المعارضة العسكرية و السياسية التي تعتقد أنها تملك مستقبل سورية و السوريين هو ضرورة مكانية حيث عليهم أن يعرفوا حجومهم أمام إرادة الشعب السوري الغائب الحاضر في شلال الدم و الاعتقالات و النزوح و الهجرات و ليعرفوا أن السوريين لم يخرجوا من أجل ثورة دينية و ليس ضد نظام طائفي و إنما ثورة شعبية وطنية ضد نظام مستبد و خائن ليسقطه و يسقط أي استبداد جديد, فقد ينفع ذلك في اعادة حساباتهم و تصالحهم مع الحالة الوطنية السورية و أيضاً هو ضرورة زمانية لأن الاستبداد يبدأ بالقبول المبدأي الظرفي له لكنه يتحول مع الوقت للتوحش و التغول و اكبر دليل هو نظام البعث الأسدي نفسه, الذي ربما ندفع جميعاً ثمن خلعه عقود من مستقبل سورية.
https://www.youtube.com/watch?v=Upaj2Krtg6g








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التغيير
سليمي ( 2015 / 4 / 22 - 18:16 )
جبتها من الاخر. مع اني ضد كل الانظمة العربية ملكية كانت اوجمهورية غير ان اسقاطها في ظل انعدام وعي ديمقراطي حقيقي اي علماني لدى غالبية شعوبنا العربية (لن اكون مغاليا ان قلت بنسبة اكثر من 95بالمية) سيكون كارثة حقيقية وهذا ما استشرفته وحذرت منه منذ انطلاق ما يسمى بالربيع العربي خلاصة القول اننا بحاجة الى تغيير الافكار التي في الرؤوس قبل تغيير الرؤساء

اخر الافلام

.. تداعيات دعم مصر لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل


.. طالبة بجامعة جنوب كاليفورنيا تحظى بترحيب في حفل لتوزيع جوائز




.. الاحتلال يهدم منازل قيد الإنشاء في النويعمة شمال أريحا بالضف


.. الجيش الإسرائيلي: قررنا العودة للعمل في جباليا وإجلاء السكان




.. حماس: موقف بايدن يؤكد الانحياز الأمريكي للسياسة الإجرامية ال