الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 3 ( الموسيقي )

عبد صموئيل فارس

2015 / 4 / 21
الادب والفن


تعتبر الموسيقي وأيضا الرسم من أقدم الوسائل كلغة للعبادة، يقودان الإنسان إلى جو سماوي ويسنداه في تبعيته لله. وقد ورث الأقباط عن أسلافهم الفراعنة أقدم تقليد للموسيقي.

يقول الدكتور راغب مفتاح، وهو قبطي ثري كرس حياته وممتلكاته لتسجيل الموسيقي القبطية: [يؤكد البحث العلمي أن موسيقى الكنيسة القبطية هي أقدم موسيقي كنسية موجودة، وهي تشكل أقدم مدرسة موسيقي في العالم حاليا، لقد حفظت الكنيسة القبطية ميراثا أثريا لا يقدر بثمن من جهة الموسيقي الكنسية، وذلك بحكم طبيعتها المحافظة التي ورثتها عن العصور القديمة


عالم الموسيقي الإنجليزي، ايرنست نيولاند سمث، بجامعات أكسفورد ولندن، الذي قضي فترات الشتاء في مصر (ما بين سنتي 1927، 1936) بناء علي دعوة من الدكتور مفتاح، لكي يضع الموسيقي في "نوته"، يقول:

الموسيقي القبطية موسيقي عظيمة، يمكن القول إنها إحدى عجائب العالم السبع، وبالحق لو أن "خورسا" مملوء بروح الله يترنم ببعض النغم القبطي في ملحمة دينية عظيمة لكان ذلك كافيا أن يلهب العالم المسيحي (روحانية).

هذه الموسيقي التي سلمت من قرون غير معروفة في الكنيسة القبطية، هي جسر بين الشرق والغرب، إذ تطع أسلوبا جديدا في أيدي الموسيقيين الغربيين. إنها فن رفيع، لطيف، وعظيم، خاصة من جهة عنصر اللانهائية الذي نفتقر إليه اليوم

جذور الموسيقى القبطية إلى التراث المصري القديم، أو بمعنى أكثر شمولية مثلت الوريث للموسيقى الفرعونية القديمة وأكد ذلك الفيلسوف السكندري اليهودي "فيلون"، الذي عاش في القرن الأول الميلادي فقال:"إن الجماعة الأولى من المسيحيين المصريين اقتبست ألحانًا لعبادتها الجديدة من الأنغام المصرية القديمة، و يوضح ذلك لنا كيف انبثقت الموسيقى الكنسية المصرية من الفن الموسيقى المصري القديم،

وسواء أخذوا منها كما هي أو أخذوها منها وأضفوا عليها عمقًا روحيًّا أو لم يأخذوا، فعند بدء المسيحية كان اللحن القبطي مصريًّا لحمًا ودمًا"، ويذكر عالم المصريات الفرنسي الشهير" إيتين دريتون" آخر مدير أجنبي لمصلحة الآثار المصرية قبل أن يتولاها المصريون، أن " مفتاح سر الموسيقى الفرعونية يوجد في طابع أداء الموسيقى القبطية الكنسية المستخدمة في أيامنا هذه".

و بعض الألحان الشائعة إلى الآن في الكنيسة المصرية لا تزال تحمل أسماء بلاد قد اندثرت منذ عهد بعيد، ونذكر على سبيل المثال اللحن "السنجاري" نسبة إلى بلدة سنجار،التي تقع شمالي محافظة"الغربية"، والتي عرفت منذ أيام "رمسيس الثاني"وكانت تحوطها الأديرة في العصر القبطي ، وكذلك اللحن "الأتريبي"نسبة إلى أتريب القديمة، بالقرب من الديرين الأحمر والأبيض بمنطقة"أخميم". كما أن الموسيقى القبطية في الكنيسة هي بعينها الموسيقى المصرية القديمة ــ

احتفظت للأقباط بالأنغام في توقيع الكلمات والمعاني المسيحية، لكن الموسيقى ذاتها فرعونية، ولذلك تعد الألحان القبطية المستخدمة في الكنيسة القبطية أقدم تراث موسيقى مصري شرقي، ومما هو جدير بالذكر أن لحن جولجوثا Golgotha الذي يرتله رجال الدين المسيحي في يوم الجمعة العظيمة بعد صلاة الساعة الثانية عشرة، وهم يدفنون صورة السيد المسيح المصلوب،

كوسيلة إيضاح لدفن جسد المسيح بعد موته، هو بعينه اللحن الذي كان يستخدمه الكهنة الجنائزيون في"مصر القديمة"، أثناء تحنيط الجثة ودفنها من حيث الموسيقى لا من حيث الكلمات . كما أن لحن "بيكثرونوس" ومعناه "عرشك يا الله" والذي ترتله الكنيسة في يوم الجمعة العظيمة هو بعينه نفس اللحن، الذي كان يزف به الفرعون عند موته، حيث كان ينزل من القبر إلى مركب الشمس ليدور مع الشمس في الخلود، والحياة الأبدية

ففي عصور ما قبل التاريخ نستطيع أن نجد لوحات منقوشة من عمل الإنسان الأول، تدل على إنسان تلك العصور قد عرف الموسيقى البدائية، وتشير الصور المنقوشة على جدران المقابر، والآلات الموسيقية التي عثر عليها في"مصر"، على أن المصري القديم كان منذ فجر التاريخ، يميل بطبعة إلى الغناء، والموسيقى ويستخدمها في المناسبات في حياته الاجتماعية وفى العديد من حياته الدينية. ويمكننا أن نقطع بأن الموسيقى على غرار سائر الفنون وثيقة الصلة بها، كالرقص والتمثيل الإيمائي والشعر والمسرح، تنحدر من أصل ديني،

وهى موسيقى عامة يشترك فيها كافة البشر، وتتصف بالبساطة في أصولها وتتميز ببروز قوي في إيقاعها، كما أن طابعها يتسم بالمسحة الدينية ويتصل بطقوس معتقداتهم، ومما يدلنا على ذلك ما ذكره "فيثاغورس" العالم اليوناني الذي جاء إلى"مصر" في عهد الاحتلال الفارسي، أي في القرن السادس قبل الميلاد، من أنه جمع ما وجده في"مصر"من عناصر موسيقية مكنته من وضع نظريته في الموسيقى .

كذلك ذكر "هيرودوت" عندما زار"مصر" في سنة 460 قبل الميلاد، أن المصريين ينشدون لحناً حزيناً، هو أقدم الألحان عندهم،وذكر "ديمتريوس الفاليري" نحو عام280 قبل الميلاد، أن كهنة"مصر"كانوا يكرمون آلهتهم في الاحتفالات بالتراتيل، وكانوا يرتلون بالأحرف المتحركة السبعة: واحدًا بعد الآخر على التابع، وكان هذا النوع من الغناء يغني عن استعمال المزمار أو القيثارة، هذا ولا يزال الكثير من الألحان القبطية يرتل بهذه الأحرف إلى اليوم، وكان القدماء المصريون يرون أن طريقة الترتيل بهذه الأحرف يؤدي إلى التعبير عن شعور ديني عميق. ومع انتشار المسيحية في البلاد المختلفة منذ القرن الأول الميلادي، وبداية بناء وتكوين الكنائس نشأ ــ في كل قطرــ فن موسيقي كنسي ــ تمشي مع النزعة الفنية الموسيقية لكل شعب، وشكل الشعب موسيقاه، بما يتفق مع ذوقه، مستمدًّا ذلك من تقليده .

من هنا كان دور الاقباط الي الان واضحا في الحفاظ علي تاريخ اجدادهم من الاندثار عبر الزمن بعدما احتضنوا موسيقي اجدادهم بمزجها بعبادتهم داخل جدران كنائسهم وتطويرها لتخرج لنا انغاما يفوح منها عبق التاريخ ليرسم لنا ملامح مصريه اصيله كالتي رسموها علي جدران معابدهم بالقديم

مصادر
جذور الموسيقى القبطية (. ماجد عزت إسرائيل)
الهيئة العامة للاستعلامات الحقبة القبطية
مجلة انترناشيونال
موقع كنيسىة تكلا هيمانوت الحبشي بالاسكندريه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال