الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم الآمال

سامح محمد

2015 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لا فائدة من ثورات تنقل الشعوب من الظلم إلى الظلام .. على شريعتى .


جميعنا حين كنا صغاراً كان لدى كل منا حلم و لعل أكثر تلك الأحلام هى تلك التى تتعلق بالمستقبل، فحين كنا نُسأل عما نريد ان نكونه حين نكبر كان كل منا يطير بمخيلته إلى فضاء الخيال ليرد بأنه يرغب فى أن يكون طبيباً - مهندساً - محامياً أو ضابط شرطة إعقاداً منا أنه يمثل الأمن و الأمان و العين الساهرة على الوطن فكم كنا نتمتع "بسزاجة" شديدة حين كنا نعتقد ذلك .
الأمر الذى أدى إلى خلق ما يسمى بالأهداف و هى الصورة التى يرغب أن نرى فيها أنفسنا بشكل يحقق الرضا لذاتنا و لمحيط مجتمعنا .

و لما كانت الأهداف تحتاج إلى وازع نفسى يدفعنا إلى التصديق بأننا سوف نتمكن يوماً ما إلى تحقيقها فإن الأمال هى تلك الوازع النفسى الذى يوهمنا بأمكانية تحقيقها، فالجدير بالذكر بأنه إذا صدق المرء واقعه لإنه حتماً سينكر ذلك الوهم و يبدأ فى التعايش معه حينها سيتعين عليه معرفة أن الهدف الحقيقى هو إما الرضا بالواقع و محاولة الإستفادة منه على القدر المستطاع و تحقيق إحتياجات الذات من خلاله، أو أنه سوف يتمرد على ذلك الواقع لغيره أو على الأقل لينئى بفكرته و أهدافه عن المستنقع الذى وجد وفيه .

و عليه و بالنظر لوقعنا المصرى - و بأختصار شديد - نجد أن مجرد السؤال عن الهدف لهو فى حد ذاته جريمة فى حق من وقع عليه السؤال لأن السائل يكون ٌد أرتكب جريمة الكذب المقنع المغلف بحماقة المسئول عليه و هو ما نطلق عليه نحن القانونيين "النصب" فكيف لشخص يعلم جيداً انه لا مجال لتحقيق حلم او هدف وسط جو يملؤه الفساد الأجتماعى و الخلاقى و وسط مجتمع يصنف على انه فى حاجة لرعاية خاصة كذوى الأحتياجات .. أن يقوم ببناء حلم داخل مخيلة طفل، إن الأمر ليصنف أنه جريمة فى حق عقول الأطفال لا يقل عن ما نسمعه من إنتهاكات جسدية فى حقهم .

حيث أنه فى تلك الحالة يقوم الطفل بمنح نفسه أمل زائف قائماً على الأعتقاد بأن ما يمتلكه من وسائل سواء فى التعليم أو الحياه العامة المجردة ستكون عادلة فى منحه الحق فيما يطالب به و يسعى لتحقيقه .

عزيزى القارىء لا أرغب فى إحباطك و أنما أرغب فى إيقاظك، فأنا أدعوك لتكون نفسك و نفسك فقط، فإن أجبرت على الدفاع عن الغير فأجعل ذلك فيه مصلحة لك فذلك الغير يفكر كذلك فهو السبب الرئيسى فى خلق أوهامك و التى أصبحت حطب لنيران عذابك، تلك النيران التى تغذى لديك عقدة ذنب التقصير و أنك أهنت نفسك بتقصيرك تجاها بالرغم من انه لو أزلت الغشاوة على مخيلتك و احكمت مداخل عقلك من سمع و بصر لوجد انك أفضل ممن حولك جميعاً فيكفى أنك حلمت و جاهدت لتحقيق حلمك.
و إن لأفضل الأهداف هى هدفك فى التغير فيمن حولك و تشكيل أفكارهم كأنك مهدياً منتظر وظيفته هى إعادة هيكلة المجتمع و إعادة تشكيله من جديد .. و لكن هل إعادة البناء الأجتماع تستلزم الهدم أولاً أم أنه يمكنك الأستكمال على ما هو موجود ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها