الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا إنتَ -حبيبي- ..ولا أُريدك ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لا إنتَ "حبيبي" ..ولا أُريدك ..!!
صدحت السيدة "فيروز " بهذه الكلمات ، بصوتها الملائكي ، مُعاتبة وغاضبة من "قصتنا الغريبة اللي شلّعها الهوى". لكن ، على الأقل ، كانت هناك قصة ، وكانت صور ، وكان ..وكان ، لكن كل هذه الذكريات ، كانت وذهبت ادراج الرياح .. !! استمتعوا بالصوت الملائكي :
https://www.youtube.com/watch?v=cAI_AYe4aIQ
وهكذا ظنّ البعض من عرب إسرائيل ، بأن ما يربطهم بالمؤسسة الرسمية ، علاقة حب طاغية ، ليكتشفوا بأن حالهم كحال الأُغنية . مع فارق بسيط بأن "قصة الحب " في أغنية السيد فيروز كانت حقيقة ، لا وهماً..!!
وإلى "قصة الغرام " ،بين المؤسسة الرسمية الإسرائيلية والصحافية العربية الفلسطينية ، مواطنة الدولة ، السيدة " لوسي إهريش " ، والتي تُقدّم برنامجا حواريا على القناة التلفزيونية الثانية ، وبالعبرية ...
يحظى برنامجها والذي يُعنى بمواضيع الساعة المحلية ، بمتابعة عالية ، وبتقدير كبير من متابعي البرنامج وأنا من بينهم ، وذلك حينما تسنح لي الفرصة لمشاهدته . خاصة وأنها تتحدث العبرية بمستوى لغة الأُم ولأن معلوماتها مُحَتْلنة جدا ، وخاصة في الشأن الداخلي الإسرائيلي .
ف "لوسي" وُلدت وترعرعت في مدينة يهودية ، مع والديها طبعا ، تلقّت تعليمها في مدارس يهودية ، ذات المستوى الأفضل بدرجات كثيرة ، مُقارنة بالمدارس العربية . شاركت زملائها الطلاب في الإحتفالات بالأعياد الدينية والرسمية .. ببساطة هي إبنة ثقافتين ،مع غَلَبة للثقافة العبرية ..
تمّ إختيارها لتُشارك في "إحتفالية " إشعال شعلة بمناسبة عيد الإستقلال ، وذلك يوم 22-4 مساءً . وهذا هو، أحد الطقوس السنوية التي تتكرر كل عيد إستقلال ، وفي هذه المناسبة يستذكر الشعبُ في إسرائيل من سقطوا دفاعا عن الدولة في حروبها ..
وحينما يحمل مُشعلو المشاعل ، كل واحد بدوره ، ويُشعل شعلة ، يقول "لِمفخرة دولة إسرائيل " ، وبالتأكيد فإن لدى إسرائيل ما تفتخر به من تقدم علمي كبير ، فهي دولة تقف في الصفوف الأولى من الدول المتقدمة في كافة مناحي الحياة .لكن هل تستطيع لوسي أن تفخر بمعاملة المؤسسة الرسمية الإسرائيلية ،مع أبناء جلدتها من العرب مواطني الدولة ؟؟؟!!
ومُشعلو المشاعل ، يتم إختيارهم ، لأن كل واحد منهم قد برزَ في مجال إختصاصه ، فمنهم ولهذه السنة ، مُطوّر سلاح القبة الحديدية ..بينما لوسي تم إختيارها لإنها صحافية فقط ؟!
وقد صرّحت لوسي بأنها ترفض أن تكون "العربي الأليف " ، على نمط "الحيوان الأليف " ( وهو مصطلح يُطلق على العرب في الأحزاب الصهيونية ، فلكل حزب "عربي أليف " خاصته ) .. أو بمعنى أخر فهي تقول ، لن أكون ورقة التوت .. التي تُغطّي على الظلم والتمييز ضد المواطنين العرب !!( نسمع كثيرا "تساؤلات "على غرار ، ماذا تريدون يا عرب إسرائيل ..فأنتم تحظون بمساواة تامة، والدليل لوسي ..!!) .
وكما يقول مثلنا الفلسطيني " رضينا بالهّم والهّم ما رضي بينا " ، فقد ثارت ثائرة منظمة "شعلة " اليمينية الفاشية (كتبتُ سابقا ، مقالا عن هذه المنظمة )، التي ترفض مشاركة غير اليهودية ، لوسي ، بالطقس المذكور . وسوف يقوم أعضاؤها بالتظاهر أثناء الإحتفال ، مُنددين بلوسي ومُشاركتها في إشعال شعلة يوم الاستقلال ..!!
وكان زعيم هذه المنظمة الفاشية قد حلّ ضيفا (قبل عام تقريبا ) على برنامج لوسي ومن ضمن "الدُرر" التي تناثرت من فمه ، قولُهُ للوسي ، بأن هذه البلاد ليست بلادها ويجب عليها أن تُغادرها فورا ..!!
أما أيام "الذكرى " للذين سقطوا في الحروب ، فهي أيضا "مُناسبةٌ" لإظهار أسوأ ما في "النفس " البشرية .. إلى جانب أفضل ما فيها (أي النفس ) . فقد طالبت مجموعة من أبناء العائلات الثكلى اليهودية ، طالبت السلطات الرسمية ، بإعطاء تصاريح دخول لعائلات فلسطينية ثكلى ، لكي يقوموا بطقس "تخليد ذكرى الشهداء " من الطرفين بشكل مُشترك ... (مبادرة جيدة وفيها إعتراف بالآخر وألمه ) ، لكن منظمة العوائل الثكلى الإسرائيلية ، أقامت الدنيا ولم تُقعدها ، لأن "التخليد المُشترك " ، يُساوي بين "الإرهابي " و"الشهيد " ... وعودة الى المربع الأول ... من هو الضحية ومن هو المعتدي ؟؟!!
وسننهي مقالتنا بتقديم المديح لمؤسسة التأمين الوطني ، وهو أمر نادر أن تقوم هذه المؤسسة ، بما يستحق المدح ... فقد قرّرت هذه المؤسسة إعتبار الفتى ، محمد أبو خضير، ضحية أعمال عدوانية على خلفية قومية، ولهذا فهو يستحق مخصصات (لورثته ربما ) ، كأي ضحية يهودية ... رغم أن والديه أنكرا معرفتهما بالأمر ، إذ لم تقم هذه المؤسسة بتبليغهم عن القرار .. والعائلة من جهتها ترفض هذا القرار ولا تريد تعويضات ..
لا بأس ، فيكفي المؤسسة بأنها فكّرت وأعلنت عن القرار ، فأبو خضير ، وللتذكير فقط ، قد تعرض للإختطاف على ايدي مجموعة من الشباب اليهود ، الذين وبعد أن عذبوه ، أحرقوه حيا ... وقامت وزارة الدفاع بضم إسمه إلى قائمة "ضحايا أعمال عدائية ". مما أثار حفيظة منظمة أخرى ..
وكالعادة خرج ممثلُ ، "عوائل ضحايا الاعمال العدائية " (الاسم العبري للمنظمة – الماغور )، مُستنكرا لضم "أبو خضير " للقائمة ..!! لماذا ؟؟!!
وممثلو عوائل "شهداء الحرب " ، و"ضحايا الأعمال العدائية " ، ليسوا بالضرورة من اليمين ، فهم يمثلون كل اطياف الشعب ... ولم نسمع منهم إستنكارا للتمييز بين دم ودم ... ولسان حالهم يقول " لا إنت حبيبي .. ولا نريدك حبيبا أيضا ...!!!" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية عزيزي قاسم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 4 / 21 - 18:03 )
دمتم بخير
المشكلة ليس في
لا انت حبيبي
المشكلة في
و ربينا سوى
اكرر التحية


2 - صباح الخير
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 4 / 22 - 05:22 )
عزيزي عبد الرضا
نعم ، ربينا سوى
بس قصتنا -بعثرها - الهوا
لك مودتي

اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني