الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابنودى مات , والخال حي لا يموت .

احمد العتر

2015 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


إن جاك الموت يا وليدي..موت علي طول
اللي إتخطفوا فضلوا احباب
صاحيين في القلب،
كأن محدش غاب.
‫-;-#‏سلام‬-;- على روحك الغاليه ياخال عبد الرحمن
ابدأ مقالى بهذه الكلمات الخالد للخال الابنودى واسمحو لى ان ارثيه بطريقه جديده لم يرثيه بها احد فى عصرنا هذا الذى تسود فيه كلمات العزاء المحفوظه والاكليشيهات التقليديه ... انى ارثى شاعر لحم دماغى من خير كلماته فقررت ان ارثيه بطريقه مشابهه لما كتبه سيدي ابى العلاء فى رساله الغفران ودانتى فى الكوميديا الالهيه وكم يداعبنى هذا المشروع بروايييه على هذا النسق منذ زمن طويل :
عندما صعد الابنودى الى السماء قابل فى السماء الاولى يحيى الطاهر عبد الله فسلم عليه باشواق صعيديان لم يرا بعضهما منذ سنوات طوال وطمئنه على ابنته اسماء وعندما ساله يحيى الطاهر عن مصر لم يجب الابنودى وانما اومأ ايمائته شهيره التى تعنى (كله هيبقى تماما نتكلم بعدين مش قدام الولاد ) ...
وفى السماء الثانيه كان امل دنقل يجلس يكتب بعصبيته ويصرخ فى الصمت : لا تصالح .. لا تصالح .. انت فارس هذا الزمان الوحيد وسواك المسوخ وكان محمود درويش يضع ساقا فوق ساق ويصغى وهو يهز راسه باستمتاع فلما راى امل الابنودى قطع قرائته واخذ الابنودى فى احضانه وبكوا وقال امل : طول عمرك براوى ومخبى فى عينيك السحراوى حاجات انما اشهدلك بعبور الوديان ... انت اطولنا عمرا عشان كنت بتعرف تعيش .. بتقول الكلمه بس نص شفايف ... فضحك الخال ضحكه طوح بها راسه للوراء وقال : لساك بدماغك ياامل .. لساك بدماغك ياامل ليوم الجيامه ...
ازيك يامحمود ... قال درويش : انا لست انا انا شبحى ايها الشاعر وانتظرك لان بيننا كلام كثير لتحكى لى عن ما وصلت اليه القضيه ,, فانسل الخال وهو يحس بالخجل ..
وفى السماء الثالثه قابل الخال استاذنا نجيب محفوظ فسلم عليه الاستاذ بحراره وطلب منه ان يقول له اخر نكته جنسيه تقال فى حوارى الازهر والحسين فقال الخال : لم يعد فى مصر نكت يا استاذ نجيب بل اصبح هناك (سكارسيزم واصاحبي ) فسب له الاستاذ الدين واخذه فى احضانه ووجد صلاح جاهين وصلاح عبد الصبور واغلب شعراء وادباء جيل الستينات وكان معهم احمد مظهر الممثل الفارس وعرف انهم الحرافيش فدعوه الى مجلسهم فسلم عليهم وتعلل بتعب الرحله ... ..
وفى السماء الرابعه كان نجيب سرور يجلس بثياب مطرزه بالحرير وتحيط به النساء الجميلات والفودكا من افخر الانواع وصاح بالابنودى وقد كان الابنودى سيمر بصمت لما يعرفه من عصبيه نحيب سرور وصراحته المؤلمه ,, فصاح به سرور بصوته الجهورى : ان كنت سامحت نجيب محفوظ وساكن فوقه مش هسامحك انت يا مغنى الحى يا وسخ , وطوح براسه للوراء وضحك : ههههههههههههه تعالى يا ابو النجوم سلم على الابنودى ... فظهر ابو النجوم من وراء ستار وهو يمسك بيده قرش حشيش طري يشكله بيده ويقوم ياعطاء التعليمات للحوريات بان تظبط الشيشه لان الشيخ امام فى زياره الشيخ سيد مكاوى وهيجيبه وييجوا ... وعرضوا عليه ان يكمل السهره معهم فقال انه جاء لتوه ويريد وقت للراحه فابتسم له عم نجم وقال له : هنا انتهت عدواه الدنيا الفانيه ياابنودى .. هنا دار الحق مافيش كره ولا حسد ولا غيره ولاشغل حياه البنى ادم ده ,, فابتسم له الخال واخده بالاحضان ...
وفى السماء الخامسه قابل العم خيري شلبي بوجهه الجميل الحنون كرغيف بلدى طازج لسه طالع من الفرن فقال له الابنودى وهو يحضنه : انت فى الخامسه ليه ياعم خيري وانت مقامك السابعه ,, فرد عليه عم خيرى : ياواد انا هنا ممشيها زى زمان القعده بالمزاج يوم فى التانيه ويوم فى السابعه حسب الصحبه ,وبعدين انا احب اكون قريب من الارض عشان اعرف اخر الحكايات ..
واقابل اول اللى بييجوا اطمنهم وارسيهم ونضرب حجرين من اسطف عمر مااهلك شافوه .. كان السادات بيشرب منه ايام تجاره الاثار لما كان مسمي نفسه ابو شلوفه وكنا بنتقابل عند المعلم حماد فى الجماليه فى الفصر القديم .. هبقا احكيلك لما ترتاح ..
وفى السماء السابعه وجد الابنودى شبابا كثيرا عرف منهم مصريين وفلسطينيين وسوريين وعراقيين ولبنانيين وليبيين ومن كل اقطار الوطن العربي وكانوا يلتفون حول خليل الوزير ( ابو جهاد ) وناجى العلى وماجد ابو شرار وغسان كنفانى ودلال المغربي وايات الاخرس وشهدى عطيه وغيرهم من الشهداء .. كانوا ينتظروه بعضهم يهتف له ويحتضنه وبعدهم يتهمه بالخيانه فوقف وسطهم وغنى معهم : احنا الصوت لما تحبوا الدنيا سكوت ,,, وغنوا ايضا : اقتلنى قتلى ما هيقيم دولتك تانى ,, بكتب بدمى حياه جايه لاوطانى .. دمى ده ولا الربيع لاتنين بلون اخضر وببتسم من سعادتى ولا احزانى ...
فانفجروا جميعا فى البكاء ,,
وتجمعوا حوله جميعا فقال لهم الخال : بكره ييجى جيل اوصافه غير نفس الاوصاف ويقبض عالقبضه ويقدم الكف للمحاكمه ويحيب حق الدم .
اسف ياولادى ,, انا دلوقتى الرؤيه ادامى اتسعت وبصيت عالمسا والنسايم المنعشه والحياه المتعسه وقلت ورا سقراط : دنيا فى هيئه خنفسه .. دنيا فسا .. مااتعس الانسان ما اسعد الحيوان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجرد سؤال
على سالم ( 2015 / 4 / 22 - 15:23 )
سيدى فى الحقيقه انا لاافهم المغزى من اظهار صورتك وانت تشد نفس عميق من السيجاره ,الا تعتقد ان هذا شئ غريب فى سيكولوجيتك وماهو الدافع لهذا ؟


2 - مجرد رد
احمد العتر ( 2015 / 4 / 22 - 16:04 )
لا افهم كيف حكمت على سيكولوجيتى من صوره , وايضا صوره قديمه مر عليها الان اكثر من 5 اعوام ولا ادرى كيف ستميز سيكولوجيه نجيب محفوظ وامل دنقل ومحمود درويش وناجى العلى والكثير الكثير من العباقره الذين صادف تصويرهم لحظه تدخين رائقه ,,,, ولكن لتسال سوالك الى اداره الموقع المحترم التى لم تقم بتغيير الصوره رغم الاف المحاولات منى لذلك .
اما عن الدافع لهذا فهو ماانتظره من محلل نفسي رائع مثلك يحلل الاشخاص من صورهم القديمه ليخبرنى به ... مودتى ...

اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ