الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجرة السرية والامن الانساني المفقود

محمد البكوري

2015 / 4 / 22
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


يتبلور مفهوم "الامن الانساني" ، باعتباره الامن الذي محوره الانسانHuman Based Security . وهو المفهوم الذي نقل مجالات اهتمام الدراسات الامنية من "الدولة" الى "الفرد" .ويعتبر عالم الاقتصاد الباكستاني محبوب الحق هو اول من نظر في دراساته و ابحاثه لمفهوم الامن الانساني . بحيث ظهر اول تقرير حول هذا المفهوم باشراف محبوب الحق سنة1994 . ويقصد بدراسات الامن الانساني ،هي تلك الدراسات التي تسعى الى تحليل الظواهر التنموية و البيئية و الاجتماعية وتداعياتها الامنية و السياسية والانسانية .ومن اهم ابعاد هذا المفهوم ، حسب تقرير التنمية البشرية العالمي الصادر عن الصندوق الانمائي للامم المتحدة سنة1994 :الامن الاقتصادي، الامن الغذائي ، الامن الصحي، الامن البيئي ،الامن الشخصي، الامن المجتمعي ،الامن السياسي ... في حين يعرفه كل من كاري كينغ و كريستوفر ماري ب"العمل على ازالة المخاوف من مغبات وقوع البشر او اقترابهم من حافة الفقر" ،ويضاف الى ذلك مختلف التهديدات التي يمكن ان تمس الوجود الانساني . ومنها -وفق وجهة نظر رونالد باريس- التهديدات المتعلقة بالهجرة ،خاصة منها القسرية والسرية باعتبارها تهديدات تشمل امن الافراد و الجماعات و المجتمعات . ومن ثم ،يتبلور الامن الانساني على هذا المستوى وفق التحديدات التالية : *تحديد كارولين توماس " هوضمان وجود او توافر الحاجات الاساسية وحماية حقوق الكرامة الانسانية" .*تحديد روبرت بيدسكي " هو كل وسائل المعرفة و التكنولوجيا و المؤسسات و الانشطة التي تدافع و تحمي وتقوي الوجود المادي للحياة البشرية و تضمن السلام الجماعي و الرفاهية التي توسع من نطاق الحرية الانسانية ".*تحديد كانتي باجباي "هو كل المؤثرات المباشرة وغير المباشرة التي تهدد حياة وصحة الافراد ".*تحديد هومير ديكسون "هو مختلف المساعي الداعية الى التركيز على توفير الحماية للبشر" .من مجمل هذه التحديدات ، يمكن القول ان الهجرة السرية او الغير النظامية او الغير الشرعية هي وجه من اوجه الامن الانساني المفقود والتهديد الاكثر بشاعة للكينونة البشرية و الحياة الانسانية . ان ماوقع مؤخرا في عرض شواطئ البحر المتوسط من موت لمئات المهاجرين غير الشرعيين يعطي الدليل الملموس على انهيار منظومة الامن الانساني واندحار قيم الانسنة وما يرتبط بها من جعل الانسان محور وجود البشرية وبقاءها على وجه البسيطة . خاصة ان معظم ضحايا هذه الماساة هم الفارين من جحيم الفقرو الاضطهاد والاستغلال والجوع و النزاعات المسلحة بتشاد ودارفور وسيراليون واريتيريا وسوريا وليبيا... ان كل ماسبق ، يستلزم من المنتظم الدولي التفكير الجدي في ايجاد الصيغ الملائمة لمجابهة المخاطر الصاعدة للهجرة السرية ، وبالتالي ايقاف النزيف المتواصل لهاته الافة التي قد ترهن مستقبل البشرية جمعاء ،وتهدد بالتالي الوجود الانساني في العمق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار