الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية -وجع- الجزء الرابع

سيف كريبي

2015 / 4 / 22
الادب والفن


كان النوم ليلتها متقطعا من شدة الإظطراب لم أعهد السعادة ولم تكن علاقتي بالفرح علاقة وطيدة حيث كانت الإبتسامة قليلة الإرتسام على وجهي الكئيب الذي لطالما لطخته انهر الدموع .. أنا الغريب .. أنا البسيط .. أنا نملة لطالما كنت أسير بجانب الحائط ولكن لا أأكل سكر .. أنا إنسان إعتدت الحزن وصار مذاقه يروقني جدا ولا يحل نوم الليل عندي دون ألم وهموم .. أنا إنسان لم أعش الحب ولو لمرة ولم أعهد طعمه بعد .. كيف لي أن أترك كراس دفاتري الحزين لأكتب أحرف السعادة معك يا سيدة عريني ومحرابي .. كيف أترك سواد الليل الذي ألفته عيني لأشق طريق نور مخيف إلى سرداب حبك وأنا أجهل طريقة العودة ولو تركت يوما سوف أموت في طياتك وحيدا .. لا أريد الموت حبا بل أريد الموت حزنا .. أنا لا أعلم من أنا .. أنا لا أريد لا أحب .
أنا من أخاف ضوء النهار الذي حل علي فجأة من النافذة نذيرا بأن الليل قد ولا وأن ساعة لقائي بك قريبة ولم أعلم بعد بأي حروف سينطق لساني وبأي نبض سيحكي قلبي .. ٌقمت من نومي أو دعني أقول من يقظتي إرتديت ملابسي كالمعتاد في حركات روتينية صرت أمقتها كان صفو ذهني متعكرا جدا ..نزلت درج العمارة الذي صرت أعلم كل تفاصيل الخربشات على جدرانه ولكن منها رواية وتاريخ .. إتجهت إلى متجر سجائر إقتنيت علبة وإتجهت إلى المقهى جثوت متسمرا في مكاني والسجائر تتداول على شفتي وتحرق أوصالي وكوب الشاي لم يكن هو الوحيد الذي زار طاولتي فقد ملني النادل إلى أن حل المساء .. دقت الساعة السابعة بعد الزوال بأعتدلت قائما تاركا خلفي بعض النقود أجر أكواب الشاي التي شربتها وإتجهت نحو الزقاق .. خطواتي كانت لا تخل من التعثر بين الفينة والأخرى إلى حين بلوغي الباب الخشبي حيث مر أمامي فيلم قصير يسرد أول لقاء أول دمعة إرتسمت على خد أميرتي وأول كلمة أرتسمت على شفتي أمام ناظريها وكل لحظة شاركتني فيها .. وإمتدت يدي تقرع الباب .. لم أكد أقرع حتى فتحت متلهفة وكأنها كانت تنتظرني بحرقة .. بادرت بالسلام وبادرت بإستدعائي للدخول كانت المدفئة متقدة جلسنا ولازلت لم أتلفظ ببنت شفة .. ظل هي الأخرى في سكون مريب .. إعتدلت في جلستي وقلت لها .. سيدتي أنا اليوم في حظرتك والكأس شارف على الفيضان وأرجو أن تنصتي جيدا لكلماتي دون مقاطعة .. فهزت رأسها في إشارة منها على الموافقة .. تنهدت وواصلت قائلا .. أني لي قلبا لم يشهد الدفئ يوما وإعتاد صقيع الوحدة منذ سنين .. وإن لي دفترا مرصعا بحروف الوحدة وقصائد الهموم التي صارت ترنيمة صلاتي في زمن تأبين الأحياء .. إني في حيرة من أمري منذ أول وهلة رأيتك فيها مستلقية على الأريكة وخصال شعرك المسدل على كتفيك وعيناك الغامضتين .. إعتبرته في الوهلة الأولى فضول وحب إطلاع ولكن سرعان ما صرت معتاد على رأيتك وصرت أحد المستلزمات اليومية في حياتي البائسة .. تسارعت الأيام حاملة معها أسباب لقائنا وفي طياتها كثير من الألم الذي جعلني أتمادى لأني أعشق ظلام الحزن .. ولكن اليوم صرت أجهل من أنا .. بتلك الإبتسامة التي كانت ترتسم على شفتيك اللاتي تغازلن خاتم سليمان جمالا .. وهاذا الجسد الأنثوي الذي يجعل أعتى الجيوش تخر مهزومة دون مقاومة ودون إراقة دماء .. أنا اليوم أسير قضبانك مشتت الذهن أترنح على خيط رفيع إما ظلمات حزني التي إعتدتها وألفتها أو نور قلبك الذي يجعلني غريبا في ربوع كيانك .. أعلم أني لم أكن قادرا على مصارحتك بذلك وأعذر صدمتك من شخص تجهلين تفاصيله يبوح لك بحروف عشق لا تكتب إلا بعد سنين من الهيام ولكن .. أعذري قلة حيلتي فأنا لم أعهد يوما نسمات الحرية التي تعزف على أوتار أناملك سيدتي .. أنا اليوم بين ربوعك معتنقا تشريعات قلبك أنا اليوم أعتنقك دينا بعد إلحادي ولكن ينتابني خوف شديد من غياهيب صمتك أريد جواب .. ثم رفعت رأسي لها أنتظر جوابها .. فكانت عيناها توشك على النطق بحروف سريالية لا أعلم معناها .. وصار القلب يتوسل لفك رموزها .. وإذ بشفتيها ترتعشان ببطئ قائلة .. أتعلم أني مغتصبة وأني يتيمة وأني في دروس الحب لا زلت سقيمة .. أتعلم أنك بالنسبة لي حلم صعب المنال .. أتعلم أني لطالما إنتظرت هذه اللحظة .. لكن .. وصمتت لوهلة ثم قالت .. سيدي لست تلك التي وصفتها حروفك ولست التي عشقتها روحك ولن أكون أنا أعتذر فالتي مثلي لا يحق لها الحب أصلا ولا حتى الفرح أنا تهت في طيات قلبك لكن لست أنا من أكون حملا ثقيلا ينهك حارسي أثناء المسير .. لست أنا من أسجن بين ضلوعي عاشقا وأنا معدومة المصير .. سيدي أمثالك ليس لهم مكان في عهر مدننا الواقع المرير يحاصرنا يشد الخناق حول عنقنا كل وهلة فأرجوك إبقى بعيدا فالحلم يصبح كابوسا إذا صدم بالواقع والليل لن يكون جميلا دون هموم لا تقل دعيني أحاول فأنا عاجزة عن المقاومة أمام نسيم عليل فدع أعاصير حبك تهب بعيدة عني أرجوك أرجوك سيدي أنا حقا كنت أحلم بك في طيات ليلي ولكن لست مجبورا أن تلقي بك الشفقة في الهاوية .. أنا لي جروح لن تندمل وأنت لك كأس أوشك على الفيضان ولن تحتمل .. أرجوك دعني وحيدة فلا أنيس لي سوى وحدتي أرجوك دعني ..
كانت كلماتها كطلقات رصاص تخترق صدري لتستقر بين ضلوعي في ألم لم أعهده من قبل .. فلم أتفوه بكلمة إعتدلت قائما .. في خطوات متعثرة للمغادرة وعند بلوغي الباب .. تداركت قائلا بحرقة تلهب أوصالي ..الحب ليس شفقة سيدتي وأنا أسيرك سواء كنت ساجدا في محرابك أو خارج ربوعك وغادرت والدمع يعانق رموشي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل