الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
انظمة جديدة في فوضى النظام
سيروان شاكر
2015 / 4 / 22الادب والفن
انظمة جديدة في فوضى النظام
عنوان لوحاتي
دلوفان يؤرخ حلقة جديدة في عالم الالوان
لا يمكن في الحقيقة تقييم دور هذه الالوان التي تلعب في فضاء مملوء بعوائد الذاكرة من تنمية وخروج الى حقيقة واقعية ، زمن وفكر وثقافة تستعرض نماذجه المتحققة في خيال هذا الفنان ، دلوفان موازين بين التجربة التي شهدت حالته الذاتية وبين الواقع الذي يعكس ويكشف وجدانه الانساني ورفضه لكل الاشكال التقليدية ، فصنع صراعا ازليا بين نظم هذه القيم اللونية ، فابدع في نفس الشكل من حيث دراسته للون ومصادر ذاكرته فانجز بذلك مجموعة من الاعمال تعرف بانظمة جديدة في فوضى النظام هكذا عمل هذا الفنان ومن هذا المنطلق فجر ذاكرته فبعثرت الوان هنا وهناك بقصد او عكس ذلك فتحليله للزمن كان واقعيا فعزل ذاته ليكشف الحقيقة ويكمل مسيرته فثروته لا تخفي اسراره وانما تجعله في ثورة دائمة مع الزمن والطبيعة ويحقق في اعماله نجاحه المستمر .
قد لا يقصد دلوفان في اعماله مجريات هذه الحوادث انما يعمل من اجل تحقيق شيء معين في الخيال ولكن الواقع شاء له ان يمضي في هذا الطريق وهذا الاسلوب المبتكر فحقق في غاياته ملا يربوا اليه ولكن الذات والحالة السايكلوجية تقرر جوهره وطبيعة حياته جعله منه يسلك طريقا اخرا غير الذي تعودنا في بعض الاساليب الحديثة والمعاصرة ، قضايا وطروحات ادخل في عالمه بنيانا مختلفا للعلاقة الاجتماعية فأنتج اعمالا فنية ذات ثقافة خاصة بذاته تتألف من عدة بنود هامة قد تكون سرية او مخفية في ذاكرته فاحب طريقته الخاصة لكشف الحقيقة، لقد مر بعدة مراحل هامة من خلال الشكل الواحد في العمل الفني ، ليظهر جانبا اخرا من الحقيقة .
ان معالجة دلوفان للوحة الفنية تنصب اساسا على بحث الدلالة الانسانية والاخلاقية للشكل وبيان اثرها السيكولوجي او تحليل طبيعتها الفيزيقية ومن ثم ابراز دلالتها الميتافيزيقية ،اعماله اشبه ما تكون قطعة موسيقية صاخبة لفنانين كلاسيكيين ولكن بطريقة معاصرة ، لقد وجد هذا العمل الفني افضل وسيلة للتعبير عن اقوى تاثير ظهر في عالمه فعبر بمشاعر الانسان عندما يقع تحت ضغط او تاثير عالم ليس له هدف معين سوى خلق روح الانسانية بحياة انفعالية ، فهو يرى ان هذا العمل انماء لقدرات مرهقة له قدرة تمييز بين المفهوم واللامفهوم في شكل جوهر الطبيعة والطبيعة البشرية ، هكذا تغدو الاشكالية الحقيقية بارزة فيما تحمله طبيعة الموضوع المعاصر في العمل الفني وما تحمله من افكار وتناقضات في لحظة انية وهي احتمالات قد وضع نفسه الفنان من اجل الوصول الى قائمة مترابطة من اجزاء العمل فينعكس هذه المواجهة من التطور والتجريد الى مفاهيم فنية يكون حلقة جديدة في تاريخ الفن المعاصر ، ليتحول كل هذا الى فرائض قانونية عند الفنان ويكون معتقلا لهذا النمط من الحياة .
ان المحتوى الفلسفي الذي مارس تقنية هذه الضربات اللونية ما بقى حالما للمفهوم الاصلي فتامل الفنان باستخلاص ما يحدد وظيفته الحقيقية فانتهى به الى طقوسية اولية فناقش عصره وعرفها من ناحية واخرى تمكن في اتمام اطروحته فورث اعرافا سرعان ما تحول الى معتقلات ذاتية لاتؤمن الا لحتمية التجديد ، وهذا بطريقة روحي للسعي وراء حقيقته الذاتية ، فالفن ولوحاته وفلسفته المادية لها مضمون واحد لايختلف الشكل فيما بينهما ، حدس وصورة وعاطفة تمثل فكره الواقعي مبادىء مستقلة يدفع بالبشر الى محاولة التعرف على مذهبه ومن اجل الوصول الى الطريق الوحيد حول مراحل الرؤية النهائية لاعماله، تارة ترى عاطفة قوية تهدم مضمون اللوحة فتعتبرها من كل الجهات ضربات لونية وتجزئة روحية فنقول لقد عبر الحياة بوسائل لا تحدد البصر ماهيته وتارة ثانية ترى هدوءا يعم على البشرية فتنتظر القدر الى ان ياتي بك الى جزيرة واضحة المعالم ليس فيها تشعبات ولا تصدعات حسية فتحلل الشكل على انه تسليما طبيعيا للواقع ولو تمعنا مرة اخرى في اشكال واعمال دلوفان نرى الحقيقة في عالمين مختلفين وبمعنايين مختلفين مما يدل على انه قد ظل متصارعا بين المزاج الصارم والمزاج الرقيق، فهو يقرر قضيته بنتائج مباشرة يمكننا رؤيتها عن طريق الخبرة وهذا هو القصد في اصل نظريته ، حينما بدأ العمل وضع صلة وثيقة بفلسفة الشكل وما تحدث في وضعية الاشكال المعاصرة ، وفلسفة تسليم الذات بموضع الاثارة ، الكثير من التساؤلات الميتافيزيقية ليتحقق في وجود الشكل قضايا وفوارق هامة بمعنى او بغير معنى ولكن المهم نتائجه الموضوعية ، ايمان هذا الفنان بان له قضية اصبحت واقعة وليدة من الاعتقادات الالهية والروحية ليشكل مرة اخرى عدة تساؤلات حول رموز والوان هذه الاعمال فتارة تشعر وكانك في فوضى من الاشكال والالوان ومرة تشعر بالراحة في يقين مقاصد تعكسه في اثبات قضيته ، ومهما يكن من شيء فان دلوفان قد فهم عالمه بين التفكير العقلاني وبين الرقة في مجال وضع عالمه بخطورة الثورة التي تحدث في برنامجه الحسي ، نزاع قائم بين الروحية والمادية لنرى منهجا يفصل الكون على عالمه المنهجي فهنا يظهر صناعة للروح وصناعة للمادة وما يحويه من فلسفة بين الاثنين ، فالفلسفة المادية التي تاثر بها هذا المبدع جعل مستقبل العالم هنا بنظام آلي وهو بذلك ينكر وجود نظام خلقي ابوي ابدي هي من اعمق حاجات القلب البشري ، ولكن الحقيقة واضحة في اعماله فله مذهب روحي يقرر ان الروح ليست مجرد مظهر من مظاهر الكون بل هي قوة فعالة تعمل في صميم العمل الفني وتساهم في هذا النشاط الانساني في التغير من صفحة العالم ، وهكذا نجد ان الاندفاع واضح في شتى الصور الذهنية التي تقودنا الى عالم مليء بالابداعات والانهيارات في ان واحد فتغرب الشمس عن الفلسفة المادية في نهاية المطاف ويظهر نماذج روح هذه الاشكال عند دلوفان فتتحقق النتائج العملية واثارها المباشرة على نحو يظهر تطور المراحل التي مر بها من هذا النمط التجريدي والبحث عن المثال ليبلغ مرحلة تطابق الذات مع الشكل الخارجي .
يتميز كل عمل من اعمال هذا الفنان مملكة خاصة لها افكارها وتعابيرها تختلف عن اعماله الاخرى وكانها قصص لاساطير مختلفة تمثل مملكة دلوفان بحد ذاتها لتعرض حقيقته المطلقة دون اللجوء الى عوامل مساعدة توفي غرض الاحاسيس فاعمال دلوفان بحد ذاتها بحر من الاحاسيس معرفة كانت ام شكلا فكلها تمثل ادراكا عظيما .
عندما ينظر المشاهد الى هذه الصور او اللوحات على اعتبارها اشكال ذات نظام حسي راسخ فقد تبدو فكرة بعثرة الاشكال او الالوان المتصل البادئة من الباطن والقابلة للتبرير بشكل اقوى مما لو نظرنا اليها من زاوية الصدق الخالص، ذلك انه من الواضح انه على الرغم من ان مثل هذه الاشكال وان لم تكن من حيث منشئها مستقلة بحال من الظروف الخارجية ، الا انها تظل ثابتة حينا من الدهر بمعزل عن كل ماهو خارجي ، يعجز الانسان العادي عن تفسير مفردات لوحات دلوفان فلغتها خاصة كلما غير من نمطهم كان الواقع اسهل في فهم الحقيقة ، والواقع انه من وراء هذه العمليات تبق صورة الفن الى ما بعد زوال ظروف منشئها وتبقى بعد اندثار شكلها الاصلي فتصبح معانيها ثابتة على نحو غير محايد للتعبير لتستعيد امرها في النهاية وتصبح معبرة تتوارثها الاجيال مقصودا في الاصل.
من الواضح اننا عند النظر في هذه الاعمال بوجه عام ولاسيما تلك التي تكشف مثل الطرز المعاصرة عن طابع روحي مشترك انما نعرض لنتائج انسانية تكوينية يتعذر كشفها بسهولة ، اتجاهات معاصرة تتحقق مالم يقصد اليه واقع امر في تحقيق اكثر عما كان من الممكن الوصول اليه عصر النهضة من جديد ومع هذا تمثل ظاهرة يمكن ان يطرحها الفنان على بساط الابداع دون ان يقع شراك الواقعية التصورية ، فيتخذ هذا الفنان اتجاهات ثقافية تقوم على خدمة اغراض عالمية فيخدم منطق العلاقات الذاتية ليتحرك الشعور رغم صلابة الموضوع وبعثرته من اللون الى الشكل والوصول الى فوضى الطبيعة الفردية ، فهي حقائق حتيمة اننا نجد في المجتمع الانساني وهو ارادة الاخر .
الحديث عن مثل هذا الايقاع بوجه عام انما يمثل حلقة جديدة في تاريخ الفن المعاصر ذلك ان اتجاه هذا الفنان ذلك شانه في توضيح زمن متفرد في العملية التاريخية ، فان نتائج مرحلة بعينها من التطور تصبح نقطة انطلاق بالنسبة للمرحلة التالية . وكل مرحلة من المراحل تفترض ضمنا خبرات وانجازات المرحلة السابقة ، فبذلك اصبح دلوفان حقيقة في مرحلة تكوين خبراته معروفة متضمنا مادته التاريخية وتكرار طرازه الفني الذي كان نابعا من الاصل ذلك ظهوره يكون تاثيرا مباشرا في مضمار التطور والتغير والتبدل خلال هذه العملية .
ظاهرة معقدة وابداعية في ان واحد يتخذ شانه شان معظم مظاهر الابداع اشكالا والوانا وخطوطا يتعذر في الفن الاداء بهذه القيمة الجمالية شكلا ومضمونا وتعبيرا وقد تحمل في بعض الاحيان طابعا متواضعا ولكن اتجاهاته المختلفة في زمن معين يماثل في العادة المستويات الثقافية العالية التي يملكها هذا الفنان والاهداف الخاصة به صنع منه انسانا مرهفا وحساسا في فهمه لوصف مسارات التطور الفني بحسب امكان نسبتها الى الصفوة الروحية ليجعل كل عمل فني ضرورة حياتية في تجربة جمالية ، وطريق واحد لبلوغ الواقع فهذا الفنان قد بلغ مما يبدو طريق قوة الخيال وفهم الذات بما يبصره في فنه فابتكر اشكالا مجردة كل لوحة حال بلوغ النهاية في رسمها تنقله الى خطوة جديدة في اتجاه هدفه أي اتجاهه الكامل ، فيبدا دلوفان بالعمل كزحام في الفضاء وتتشابك الاهداف في هذا الفضاء ليصل الى الارض نهاية المطاف وتبدا مرحلة السكون لتهب العاصفة من جديد وتدمر كل شكل فبعد ذلك يكون له شكله الخاص المراد انشاءه كما يريده الكثيرون في هذا العالم ، وتغطيه حالة من الكبرياء ، يجعله ان ينتقل من كوكب الى اخر دون الرجوع الى الوراء ودون الحصول على دليل للوصول الى الهدف فكل ماشاء هو اقتحام الفضاء بعالمه اللوني ويحول كل ما في طريقه الى رماد وهذا هو ذروة التعبير الكامل فحياته ارتقاء صوب مثل اعلى ويحقق غاية وجوده وهي التعبير عن احساسه بدلالة الشكل .
من الواضح ان دلوفان متأثر الى حد كبير بالتطور التخيلي في شكل حركة اللون فهو يشتد في تصوره على القيم الجمالية والوقائع التاريخية الذاتية بوجه عام ، وهو الرؤية لتاريخ حضارة ووصف تجريبي لوقائع مراحل الفن ، فحاول برهنة الشكل نظريا على المبادىء الاساسية للفن ورؤيته المنهجية وضرورتها وهذا التأسيس بدأ عنده في منتصف المراحل الفنية عن العمل الواحد فخلى ذاته من كل التناقضات ليقوم بعمل متكامل من حيث الرؤية والشكل والتوازن الفكري والحسي ليكون رائدا في الحركة الجمالية فيؤسس علم الجمال على طريقته بوصفها معيارا للموقف الجمالي الانساني والروحي ، فالعواطف الكبرى هي التي تخلق فنانين مبدعين وما كان من المستحيل ان تعكس هذه الصيغة طبيعة الفنان فوجد ذاته في قصة جديدة مع الحياة العاطفية ليبدأ لحظة في عالم الحب ينمو معه الفن مشروعا او غير مشروع ذلك عالم الفن الذي ربط كيانه بهذا العمل فاعطى لذاته دفعة زاد نشاطه الابداعي ليألف قصص تشهد اندماجا بين القوى الكونية ينبع منه الحب والتعبير الفني لخلق عملا خاصا لذاته .
هكذا جعل دلوفان لنفسه فلسفة خاصة مع الحياة الفعلية والجوهرية" ودأب في الهروب ليؤثر على اسلوبه فسبق زمنه وهذا يكفي كي يكون فنانا في وجهة نظر الاخر بل يكون ذات اخلاق ابداعي وبصفته خالق للطبيعة الخيالية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مهرجان مراكش السينمائي الدولي يستضيف الممثل والمخرج شون بن ف
.. تزاحم شديد حول عامر خان بمهرجان البحر الأحمر ونجم بوليوود يع
.. نسخة جديدة من بطولة ون للفنون القتالية تقام بصالة لوسيل للأل
.. بيشتغل دوبلاج تركي.. أحمد أسامة فنان متعدد ??
.. ما بين الصيدلة والتمثيل.. رحلة مريم كرم صيدلانية وممثلة