الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انعكاسات -جثّة- كشفت هواجس من أطلقها.. -ديكارت- بهذه الثالثة

طلال الصالحي

2015 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ومثلما يُقال "وعلى قدر أهل العزم تأت العزائم" ..قد لا يصلح هذا القول للعظيم المتنبّي على ضآلة أهمّيّة من نتناول لا على عظمته بأوصاف المتنبّئ خاصّةً وأن القتيل لم يكن يحسّ بوجوده المواطن العراقي أيّام حكم البعث إلاّ وجود هامشي وليس له أيّ تأثير في مجريات حكم البعث طيلة خمسةً وثلاثون عامًا ..والعظمة هنا هو المُخبّأ لما بعد الحدث لا مباغتته بالطريقة الإعلاميّة بما يدعوا لأن نتناول جوانبه من عدّة أوجه ,وهنا للمرّة الثالثة تجبرنا أن نسلّط الضوء بما معتلج في النفس دون إرادة منّا ,وسبب ذلك قوّة الحدث الّذي يشكلّ منعطف كبير تحت ضلّ فهذه الظروف حيث المواجهات على أشدّها وبسياقات لم تكن مألوفة من قبل وقد كانت أكبر تأثيرًا بكثير لما خُطّط له ومتوقّع ..وكما قلنا في المقال السابق الّذي تناولنا به نفس الحدث ؛أنّ انقلاب الحدث على صانعه نتيجة جرعة زائدة عن الحدّ في اللقاح الإعلامي لم يسيطر عليها حال انفلاتها ..وذلك أمر معتاد لمن يخوض حقول التجارب ..فديكارت الكبير مثلًا سقط أحد مبتكراته من ضمن مبتكراته في لعب الأطفال في قاع هوّة بعدما كان ل"التكويك" دفعًا قويًّا ذهب ب"اللعبة" بشكل مفاجئ بعيدًا حال تشغيلها فذهبت مصاريف كثيرة معها أنفق عليها من جيبه التعبان .. "اللعبة" برأيي ,إن حقّقت نجاحًا ,فقد حقّقته فعلاً بما يوازي صناعة سلاح فتّاك إن لم يكن أكثر ,وهي أنّ مبتكري "الحدث" أدخلوا أنفسهم عالمًا تمّ إهماله زمنًا طويلًا عندنا كان يجب ولوجه منذ أمد طويل ,ألا وهو "صناعة الإعلام" ..فقد نجح فريق "الجثّة" من حيث لا يشعرون وبدون أن يدركون انّهم نجحوا إيما نجاح وبمجرّد ان "شغّلوا" أمخاخهم قليلًا ومن دون الاعتماد على جهات متطوّرة كثيرًا في هذا المجال ..
امّا النتائج الكارثيّة الّتي انعكست عليهم فهي أكثر من أن تُحصى:ـ
كشفت أنّ الرجل "الجثّة" عنصرًا مهمّاً للغاية ويقف في مقدّمة أولويّات برامجهم لتصفية خصومهم
أنّ صاحب الجثّة لا يزال على قيد الحياة حتّى لحظة إعلان مقتله ,بعد أن كرّر نفس الاعلام مقتله منذ أحد عشر عامًا !
الشعب العربي "على اعتبار القتيل يشكلّ امتداد عربي عريض لأسباب معروفة" بات على قناعة تامّة أنّ الاعلام الحكومي إعلام كاذب ,وأنّ حكّامهم كذّابون بكلّ ما نطقوا منذ تدهول العثمانيّون وانقشاعهم عنّا ولغاية اليوم ..
أنّ الرجل "الجثّة" تمّ قتله في ساحات الوغى ..يعني أعلنوا من دون ان يعلموا أنّه "رجل شجاع" حتّى وإن كان عكس ذلك ..
أعطوا نموذجًا فارقًا مهمًّا من دون أن يدركوا بسبب اندفاعهم في استعجالهم حصد نتائج إعلانهم مقتل "صاحبهم" ,ما بين رجل لقبه "الوليّ الفقيه" مات على فراشه كان يقود جيش دولة جارة ,وقد تجرّع السمّ ..وبين رجل "الجثّة" لم يمت على فراشه بل "حاملاً سلاحه" في حين أنّ صاحبنا الدوري ومنذ زمن طويل مات وشبع موتًا..
أعلنوا أمام العالم وباعتراف خطير كان يجب أخذه بعين الحسبان قبل أن يقدموا على مثل هذه الخطوة بإعلانهم قتل غريمهم أنّ "البعث" لم يُجتثّ ولم "يُقبر" فعظّموا من شأنه وبما لا يستحقّ ..
والأكثر إزعاجًا للكثير أعطوا دليلًا قاطعًا وبغباء شديد أنّ الّذي يجري من قتال لا يقوده من الطرف الثاني "داعش" فقط ,بل ثوّار العشائر والبعثيّون وكما أعلن من قبل من قبل "المعتصمون" حال فضّ اعتصامهم بالقوّة من قبل المالكي.. ولو أنّني أشكّ أن يكن هناك بعثيّون مقاتلون ..بعض القادة نعم ..
أعطوا إشارة لكلّ متابع للحدث ومن حيث لا يعلمون أيضًا أنّ داعش غير الدولة "الاسلاميّة" وأنّ الأخيرة لربّما هي "النقشبنديّة" بقيادة الدوري ..وأخيرًا ,وكما توقّعنا أن تكون داعش مؤامرة خارجيّة لدولة ذات خبرات طويلة في تمرير "الأفغان العرب" وتدريب الإرهابيين وإرسالهم إلى أفغانستان باتّفاق كافّة الدول "الإسلامية" عدا البعض , لمقاتلة السوفييت ..انكشف الأمر صحّة الإشارة إلى إيران بما توقّعنا وكما أثبتت جوازات سفر القتلة الدواعش المجرمون عند من قتل منهم مؤخّرًا..
أنّ إعلان الحدث أوضحت لنا أنّ إعلانه مؤشّر بليغ على ضغوط كثيرة تتعرّض لها الحكومة العراقيّة والمنطقة ولربّما تمرّان بظروف مصيريّة حاسمة ..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً