الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 9

علي طالب الملا

2015 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


استلم بعض الشخصيات الشيعية مهام عدة وزارات مثل وزارة المعارف التي تقلدها عبد الكريم الأزري ومحمد فاضل الجمالي، والشخصيتين يعتبران من العلمانيين، وتقريبا بقيت هاتين الوزارتين يتناوب علىيها ابناء الطائفة الشيعية منذ سنة 1931م ولغاية 1943م . انغماس جيل واعي ومثقف في مجالات التعليم قلل من سيطرة اصحاب الفكر الفكر المغلق وتكونت فئة مثقفة دخلت في كل الأحزاب الشيوعية والعلمانية والعروبية وكون هذه الأحزاب تتبع الفكر المادي العقلاني المختلف تماما عن المعتقدات التي تؤمن بالخرافة والأسطورة، فقد شكل الاندماج السريع والذكي للشباب الشيعي بكافة شرائح المجمتع بعيدا عن المذهبية وبخلاف ما كان يريده بعض رجال الدين الغير عراقيين الذين يدفعون بسلخهم عن شركائهم في الوطن بحجة مغايرة المذهب.واتخذ خلاف الشيعة مع السنة بعدا حضاري راقي جدا بعيداً عن وسائل الهمجية والثورة، التي يتبعها المراجع سواء كانوا إيرانيين أم عربا ، ابقت فيه بريطانيا قواعد عسكرية لها استقلال العراق وكانت بريطانيا تضع العراق تحت المراقبة وتتدخل في سياسته، وقد حاول الملك غازي التخلص من ذلك الوضع لكنه لم يتمكن، فقتل بمؤامرة سنة 1939م ووضع ابنه فيصل الثاني ملكا على البلاد، ولأنه كان صغيرا وضع خاله عبد الإله وصيا عليه، وكان عبد الإله هو حاكم البلاد الفعلي وكان مقربا جدا من دوائر صنع القرار البريطانية وهذا ما دفع عدد الضباط والساسة السنة بمحاولة انقلاب عسكري، سمي بثورة مارس سنة 1941م بقيادة رشيد عالي الكيلاني ومجموعة من الضباط الأحرار المحسوبين على اهل السنة وهم صلاح الدين الصباغ وفهمي سعيد وغيرهما، وحاول السنة إشراك الشيعة معهم بالثورة ضد بريطانيا والتخلص من الوصي عبد الإله وتشكيل حركة وطنية شاملة، ومنها عرض ان تكون الوصاية على الملك ويكون الوصي السيد محمد الصدر لكنه اعتذر بشكل قاطع لأسباب منها ان معالم الثورة غير مفهومة وكذلك العلاقة الشخصية التي تربطه مع الوصي عبدالاله واعتبار الموضوع خيانة للعهد والاخوة هذا الموقف اعتبره بعض السنة المتطرفين ضد المصلحة الوطنية. فسلت ثورة مارس وهرب رشيد عالي الكيلاني الذي كان كان قاسيا وطائفيا بامتياز وله مواقف سلبية مع الطائفة الشيعية عندما كان وزيرا للداخلية في حكومة ياسين الهاشمي، زاد نفوذ الشيعة في الدولة العراقية، فقد تم تكليف صالح جبر رئيسا للوزراء سنة 1947م بعد أن كان وزيرا للداخلية في سنة 1941م وهي الوزارة العراقية الوحيدة في 29/آذار/ 1947 واستقال منها في 27/1/1948 ولعل اهم ماجرى ( توقيع المعاهدة الشهيرة بور ستمورث) وصالح جبر الشيعي القادم من الناصرية استطاع ان يكون نموذجا خاصا لأول شخصية سياسية شيعية استلمت الحكم الفعلي في العراق ، تم توثيق حوار جرى بين نوري السعيد وصالح جبر ذكره السياسي عبد الكريم الأزري في كتابه ( تاريخ في ذكريات العراق) الجزء الاول ص276 يعزز ما تقدم ونص الحوار هو (( ومن الامور التي كنت أتذكرها أني كنت يوم من عام 1950 في مكتب صالح جبر بوزارة الداخلية فدخل علينا نوري السعيد ومخاطبا صالح جبر : اني أستغرب منك هذا الاهتمام الزائد بحرب الاستقلال وبفائق السامرائي وصديق شنشل أنك تهتم بهم أكثر من اللازم ؟؟؟ فأجابه صالح جبر: ياباشا الا ترى من الصلح ان لا نجعل هذه الاحزاب تتكتل ضدنا !!! ألا ترى أن الحكمة تقتضي ان نستميل قسما من هذه الاحزاب الى جانبنا!!! ونحاول ان نتفاهم معها !!! أنني أعتقد أن في اجتماع الاحزاب وتكتلها ضد الحكم خطر كبير يجب تلافيه على كل حال... وكان جواب نوري السعيد : أني ما دمت معتقدا بصواب العمل الذي أقوم به فلا يهمني تكتل الاحزاب او غير الاحزاب ضدي .... واستمر الحوار بين الرجلين على هذا الموضوع وافترقا وهما مختلفان نوري السعيد متمسكا برأيه وصالح جبر يؤكد خشيته من الخطر الجسيم الذي تتعرض له الدوله جراء تكتل الاحزاب وتمضي الاعوام فقد استطاعت الاحزاب السياسية المعارضة للنظام الملكي آنذاك ان تتكتل وتشكل جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 حيث توج هذا التكتل بانبثاق ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 وقيام الجمهورية العراقية ، من الامور التي تلقفها معارضي صالح جبر التعاقد مع الخبراء البريطانيين في الدولة العراقية من اجل تحديث مفاصل الدولة وبناء مؤسسات حديثة ورصينة وحاول عقد معاهدة مع البريطانيين، إلا أن مظاهرات صاخبة خرجت في بغداد سنة 1948 ادت إلى استقالة بعدها قام بتاسيس كيانا سياسيا مستقلا عن نوري سعيد وحظي بتأييد النواب الشيعة من مناطق الفرات الأوسط، واستطاع جبر اسقاط حكومة نوري سعيد، وقامت حكومة توفيق السويدي التي عين فيها صالح جبر وزيرا للداخلية، حصل الشيعة على وزارات الداخلية والمالية والإقتصاد، ازداد التوتر العام بين السنة والشيعة خلال السنتين 1950 – 1951م بحجة طائفية صالح جبر اتهامه بتعزيز السيطرة الشيعية على العراق بواسطة تعيين الشيعة في المناصب العليا في الدولة وبحركة سياسية ذكية من نوري سعيد أقيمت انتخابات جديدة سنة 1953م والتي بها فاز نوري السعيد ... يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا