الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيلاري كلينتون وحلم رئاسة الولايات المتحدة

شجاع الحمادي

2015 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



ليس غريباً على المشهد السياسي هذا الحدث فقد تبوأت هيلاري كلينتون مناصب عدة أهمها منصب سيناتور لولاية نيويورك , وكانت هي أول امرأة تحصل على هذا المنصب من تلك الولاية، وآخرها منصب وزيرة الخارجية قبل أن تقدم استقالتها منذ عامين ، لتعلن بعدها على ترشحها في الانتخابات الأمريكية الرئاسية لعام 2016, ولعل منصبها كسيدة أولى أثناء فترة حكم زوجها بيل كلينتون أيضاً أضاف لها الكثير، في الفترة الرئاسية لبيل كلينتون التي أتت بعد أكثر من عقدين من حكم الجمهوريين واستمرت لفترتين رئاسيتين منذ عام 1993 وحتى عام 2000، شهدت على المستوى المحلي الأمريكي طفرة اقتصادية، حيث أن في عهد كلينتون كانت هنالك أطول طفرة ازدهار ورخاء اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية, إذ يعُد من ابرز الديمقراطيين الجدد الذي تمثلت سياسته بخصوص اتفاق التجارة الحرة في أمريكا الشمالية، بالإضافة إلى التشريعات والقوانين التي وقعها كلينتون على الرغم من كثرة الاتهامات التي كانت توجه له لاسيما في فترة ولايته الثانية , إذ قام مجلس النواب باتهامه بالتزوير وإعاقة العدالة، إلا أن مجلس الشيوخ برأه من هذه التهمة، وهذا ما دفعت به إلى الامام في كافة المجالات محققاً نقلة نوعية في مستوى الصحة، والضرائب، كما أنه نجا من محاولة إقالته بعد علاقته مع متدربة البيت الأبيض آنذاك مونيكا لوينسكي وعند مغادرته للرئاسة كان يحظى بنسبة تأييد بلغت 65%، وهي النسبة الأعلى من أي رئيس أمريكي بعد الحرب العالمية الثانية.
من اللافت للذكر أن هيلاري كلينتون وقفت بجانب زوجها في أحلك المواقف والأزمات السياسية التي تعرض لها، ففي نهاية الأمر وقوفها بجانبه ليس فقط لأنهما متزوجان، بل أيضا هنالك أهداف سياسية وطموحات قد تنهار إن انهار زواجهما، فالعلاقة التي تجمعهما أكثر لها أبعاد أخرى أكثر من كونها رباط (زواج مقدس).
لم يكن ترشيح هيلاري شيء مفاجأة للشعب الأمريكي فهي خاضت هذا المعترك مسبقاً وكانت من المرشحين الخصوم في الحزب الديموقراطي ضد أوباما في انتخابات عام 2008, لكنها أعلنت انسحابها أمام منافسها باراك أوباما بعد منافسات حامية أدت إلى بعث الخوف في القائمين على الحزب الديموقراطي بسبب الانشقاق الواضح الذي خلفته هذه المنافسة بين مؤيدي الحزب، وها هي الان تعود مجدداً لساحة الانتخابات الأمريكية، هذه المرة بأجندة أكثر صلابة وبعزيمة أكثر قوة مما سبق.
فهي الآن السيدة لديها الكثير من الخبرة وهذا بسبب تراكمات المناصب التي تقلدتها على مر أكثر من ثلاثة عقود، لكن هذا الأمر لا يعني أن هيلاري سوف يكون طريقها للبيت الأبيض مفروشا بالورود، لاسيما من الخصوم الجمهوريين الذين يتربصون بها منذ حكم بيل كلينتون ، فهي الآن تواجه عقبات أكثر من المرشحين الرجال، على الرغم من التطور الذي وصلت إليه المجتمعات الغربية إلا أن التحيز ضد المرأة في مناصب عليا بشكل عام لا يزال يخيم على لغة الكثير في انتقاد هيلاري، لا لشيء سوى لكونها امرأة، وهنالك العديد من التعليقات المتحيزة ضد المرأة التي يطلقها البعض ضد هيلاري، لكنها ليست الانتقادات الوحيدة بالطبع فهنالك من الانتقادات التي تواجه هيلاري والتي سوف يكون من الصعب تخطيها، فعلى سبيل المثال، استخدمت هيلاري بريدها الإلكتروني الخاص في المراسلات الحكومية الأمر الذي أثار ضجة خصوصاً بين الجمهوريين الذين يتهمونها أنها أخفت رسائل بريدية، ولعل أحدث الانتقادات التي وجهت لهيلاري من الحزب الجمهوري هو تلقيها تبرعات بمبالغ طائلة للمؤسسة التي تمتلكها مع زوجها، الأمر في تلك التبرعات يكمن في أنه من حكومات دول وشركات أجنبية، حيث يتهمها الجمهوريون بأنها أعطت تلك الدول والشركات (سياسات تفضيلية) أثناء فترة شغلها منصب وزيرة للخارجية الأمريكية , وهذا ليس شيء جديد على كل مرشح يتقدم لرئاسة اعظم دولة في العالم .
وعلى الرغم من أنه من المبكر التيقن بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث إن لم يتم الإعلان عن المرشحين المؤكدين إلا أن الأرقام الأولية للشارع الأمريكي تشير إلى أن جيب بوش من الحزب الجمهوري يتقدم على هيلاري كلينتون بفارق ضئيل كما يتقدم أيضا من الحزب ذاته على مارك روبيو، وفي الوقت ذاته، لم يترشح أي من أعضاء الحزب الديموقراطي الذي تنتمي إليه هيلاري بشكل رسمي حتى الآن، إلا أن هيلاري تتمتع بشعبية كبيرة وواسعة في حزبها، حيث يؤيد 69% من الديموقراطيين والمستقلين الذين يميلون للحزب الديموقراطي ترشح هيلاري للمنصب الرئاسي.
ولأنه من المبكر التيقن بمن سيفوز بالرئاسة في الولايات المتحدة، أو حتى من أي الحزبين، فهنالك عوامل عدة داخلية سوف تؤثر على اختيار الرئيس المقبل، وما يبحث عنه الأمريكيون في المرشح المستقبلي وفي أجندته الرئاسية هي أمور تتعلق بالشأن الداخلي الأمريكي مثل إيجاد الوظائف وتحسين الاقتصاد، والحقوق المدنية، والرعاية الطبية، والتشريعات المتعلقة بالضرائب، ولا يؤثر بشكل كبير موقف المرشحين في السياسة الخارجية على أصوات الناخبين، لكن في الوقت ذاته يتطلع الناخبون إلى مرشحين لديهم مواقف واضحة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
يبقى السؤال هل تستطيع هيلاري بمؤهلاتها وبأجندتها الحالية أن تفوز بالرئاسة لتصبح أول سيدة ترأس الولايات المتحدة؟ فكان هنالك أول رئيس كاثوليكي وهو جون كيندي، وأول رئيس يترشح في سن كبيرة وهو رونالد ريجان حيث كان يبلغ 69 عاماً عندما كان رئيساً عام 1981، وكان هنالك أيضا أوباما أول رئيس أمريكي ـ أفريقي.
فمن المبكر التعرف الى من سيفوز بالرئاسة، إلا أنه من المؤكد أن الرئيس القادم سيواجه صعوبات جمة داخلية وأخرى خارجية يحتم الوضع الدولي الراهن على أن يتعامل معها، كل تلك المؤشرات ستتضح من خلال برامج الترشيح والخطابات الممهدة للانتخابات الأولية للسباق إلى البيت الأبيض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا


.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق




.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين


.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام




.. -الحبيب السابق-.. أطباء نفسيون يكشفون -الشخص الأخطر- في تتبع