الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امننا واستقرارنا مرهون بمدى انتماءنا لأرضنا

ارشد احمد سمو
باحث في العلاقات الدولية

(Arshed Ahmed Simo)

2015 / 4 / 23
كتابات ساخرة


(امننا واستقرارنا مرهون بمدى
انتمائنا لأرضنا)
الأمن والأستقرار كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في معنى بناء الدولة والمواطنة والأنسان، كثيراً ما نسمع من فلانٍ عن فلان انه قال لابد لنا من ان نسعى الى ضمان الامن والأمان دون ان يبين المعنى ودون ان يكلف نفسه جهداً في التبيان حول المقصود بالكلام والتعريف بماهية الأمان .
فالأمن يا صاحبي انواع منها مايتعلق بالغذاء ومنها ما يتعلق باستئصال الداء ومن ثم ضمان اجود انواع الدواء ومنها ما هو مرهون بالفكر والثقافة لمنع افكار كالتي رأيناها من الخليفة المزعوم ودولة الخلافة !!! ومنها ما له صلة بأمن الفرد على نفسه كانسان له الحق في الطمأنينة وعلى من بيده السلطة تقديم الضمان، ناهيك عن امن الممتلكات والأراضي والعقارات ان سلِمنا جدلاً امتلاكه لهكذا أَمٰ-;-ارات!
وهناك أمن مرتبط بالجماعات بغض النظر من كونها احزاباً سياسية او منظمات للمجتمع المدني او العاملين في المؤسسات.
ان الذي يدفعني الى التطرق لهذا الموضوع هو ما اشاهده ويشاهده غيري ايضاً من تقصير في اداء المسوؤلية القومية منها والوطنية من قبل البعض ، فنراه لا يقبل النقد ولايقبل الآخر ويمنع نفسه حتى من التفكير ولو للحظة في الاستماع الى ما يطرحه الطرف الآخر من افكار واراءٍ وتوجهات، علّه يستفيد ويفيد غيره .
شاء القدر ان تكون لهذه المنطقة الجغرافية شأناً بين الامم بعد ان
فقدت مصداقيتها لدى شعوبها في العقود الماضية ، وكنا نأمل كشعوب في ان تلعب دول المنطقة دوراً فعالاً على الخريطة السياسية
الا انها ابت الا ان يكون دورها مقتصراً على امداد الدول واللاعبين الأساسيين في السياسة الدولية بما يحتاجونه من مصادر الطاقة وتأمين المصالح الحيوية التي تملكها وتديرها الشركات الكبرى المتعددة الجنسية والتي اصبحت الآن بمثابة دول داخل الدول حتى وصل الامر ببعض فقهاء القانون الدولي الى إعدادهم
شخصاً من اشخاص القانون الدولي،
الامن والأستقرار !! كيف لي، كمواطن يعيش في هذه البقعة من الأرض التي تأبى ان تريح نفسها وتابى الراحة لمن يعيش على ظهرها، ان أئتمن على نفسي وعلى من هم بعهدتي ؟ كيف لي ان اضمن لأبنائي مستقبلاً آمناً بعيداً من الحروب وويلاتها ، من التزّمت الفكري والتعصب العرقي والأثني وما يتمخض منها من جماعات تدعوا الى رفض الآخر ؟
هل بأمكاننا ان نعيد الأخوة والأنسانية التي عاشتها وآمنت بها الأجيال السابقة قبل عصر العولمة ، عصر التحديات والمتغيرات،هل لا زال البعض متمسكاً بالأمل الذي ركض ورائه ؟
او سيكون الغد نسخة من الماضي في يوم ٍ من الايام ؟
كل هذه الاسئلة تراودنا حين نسمع بالكلمتين الرنانتين ، الأمن والأستقرار، هاتين الكلمتين اللتين
اشبعت مسامعنا بها شاشات التلفاز وترددات المذياع على كثرتها وصفحات الجرائد والمجلات التي لا تنفذ من اعدادها المطبوعة سوى القليل لترسل المتبقية منها الى المؤسسات الحكومية والحزبية
لا لشئ وانما ليقنع القائمون بها انفسهم ان كلمتهم مقرؤة او ليوهموا انفسهم ان ارائهم باتت مسموعة. الأمن والأستقرار!! من كثرة التكرار على لسان هذا وذاك بتنا اليوم تواقين لرؤيتهما ، فأصبحنا نبحث عنها هنا وهناك وبشق الأنفس نبحث ونقلب الكتب والصفحات للبحث عنها او لمعرفة الوصول اليها ، حتى وصل الأمر بالكلمتين الثقيلتين العزيزتين الى ان تكونا ضيفين خفيفين لأحلام الليالي وخيالاً يخطر بالاذهان ،
كيف لا والمستقبل كل المستقبل مرهون بتحقيقهما فلا التنمية تتحقق في الدولة ولا الازدهار يكون وبالطبع رؤوس الأموال ستهجر والأستثمارات ستقطع اما العلم والثقافة فسيقرأعليهاالسلام.
كل هذا من وراء عدم وجود الامن والاستقرار !!اذن هل من الممكن من ان نرى ما ننشده ونسعى ورائه ؟ هل من سبيلٍ الى نيل الدرتان ؟ نعم بتماسكنا ، بوحدتنا، بتسامحنا بعضنا البعض،بإفشائنا للمحبة ، بقبولنا للآخر رغم اختلافنا ، بنبذنا للكراهية والحقد،بعشقنا لأرضنا و اعتزازنا بها ،بمحافظتنا على الهوية المشتركة ، بزرعنا بذور الفكر
السليم وقلع ما زرع قبل ذلك من فكرٍ سقيم ، قد تكون هذه هي البداية لما اوصفه البعض بالنهاية،
شعورنا بالأنتماء للأرض وذودنا عنها بشتى الأشكال يدفعنا الى غضنا للطرف عن مساوئ الآخر ، ذلك الآخر الذي يعيش معي ويستنشق نفس الهواء ويغترف من ذات الينبوع شربة ماء ، ذلك الآخر الذي ان لم يفقني في عشقه لهذه الأرض فلن يكون بأقل مني .
من اجل الوصول الى المراد علينا ان نبني جسوراً من التواصل بيننا
، علينا ان نثق ببعضنا ونبتعد قليلاً من التذمر المستمر والنظر الى الآخر على انه الخائن وانا المخلص الذي لا اخون !!بحبنا لبلادنا سنضمن حصاداً للأمن والأستقرار شريطة ان لا نكون كشعب اداةً بيد الذين لا يريدون لنا ولا للأنسانية الخير والوئام وللأسف ما اكثرهم هذه الأيام .
هذا الأنتماء الذي ارمي اليه، نقطة البداية فيه، تبدأ من ابسط الأمور والتي قد يعتبرها البعض بعد القراءة بانه نوع من التفلسف على العقول، تجربتي في حبي لبلادي والشعور الحقيقي بالأنتماء بدأ قبل عقدين من الزمن ، كان ذلك من خلال درسٍ لقنته لنا ، انا وصاحبٍ لي ، عجوزٌ المانية لها من السنين ما يتعدى السبعين ، فبينما نحن الأثنان نستمتع بتكسير الفستق ورمي قشارها، والتهائنا بالحديث عن المستقبل الذي نحن بصدد بنائه لأنفسنا ونحن نتمشى في جوٍ مشمسٍ بين الأزقة الجميلة لمدينة كامنز kamenz في شرق المانيا ، فإذا بتلك العجوز تتقفى أثرنا وتقوم بجمع ما كنا نرميه من القشور دون ان نحس بها ، وما هي الا لحظات واذا بها تنادينا نحن الأثنان لتبدأ بتلقيننا لأول الدروس في حب الوطن والشعور بالأنتماء الى الأرض ، فأومئت لنا بلغة الأشارة، كوننا حينها كنا حديثي الوصول الى ذلك البلد ولم نكن نفهم الألمانية،قائلةً عليكم ان لا
تسيؤا الى هذه الأرض ولا تقوموا بتوسيخ بلدي !! الا ترون السلات المخصصة للنفايات ؟ فلم لا تضعون القشور في جيوبكم بدلاً من رميها هكذا دون شعورٍ بالمسؤولية لتضعوها في الأخير في المكان المخصص له ؟؟
حاولنا ان نبدي لها اسفنا ولكن اللغة لم تسعفنا وما كان لنا من مترجمٍ انذاك سوى وجوهنا التي احمرت من كثرة الخجل ، ادبرتنا العجوز بظهرها سالكةً الطريق وهي تهز برأسها وسلكت انا وصاحبي طريقنا للعودة الى السكن ، وكانت الدهشة من حب العجوز لبلدها سبباً في صمتي تلك الليلة والتي علمتني معنى الأنتماء للأرض والوطن من خلال تصرفها ذاك.
فأن كان الغربيون يثورون على من يرمي القشور فكيف لا يثورون على من يفشي وينمي ثقافة قطع الرقاب وقتل الأبرياء بالمركبات المفخخة بالتفجيرات مثل التي رأيناها قبل ايام في اربيل عاصمة المحبة والتسامح وتعدد الأديان، لذى فأن كان المحافظة على البيئة واجباً،فالأولى بنا ان نحافظ على امن البلد من كل النواحي ، ولا نتكل فقط على المؤسسات الأمنية
فهي بحاجة الى تكاتفنا ومساعدتنا لها من خلال دعمنا لها
وإمدادها بالمعلومات ،كون المجتمعات الناضجة ينقلب مواطنوها اثناء الأزمات الأمنية الى أعينٍ رقيبة لتكون في خدمة بلادها ودفع الخطر الخارجي عنه،لذلك فالمحافظة على ارض الوطن مدعاة للشعور بالأنتماء، فامننا واستقرارنا مرهون بمدى انتمائنا لأرضنا.

ارشد احمد سمو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع