الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-اسرائيل- واقع مقيت لا يرقى الى الحق..

محمد عبعوب

2015 / 4 / 23
القضية الفلسطينية


يردِّد البعض عبارة أن "إسرائيل حقيقة واقعة غير قابلة للزوال" وهذه العبارة فيها الكثير من الالتباس.. يرددها البعض دونما تدقيق أو فهم مفصل لمغزاها.. فيما يرددها آخرون بقناعة ذاتية لكنها ـ وفي تقديري ـ حتماً قناعة خاطئة تتجاهل أسس هذا الصراع حول فلسطين ومساراته، كما تتجاهل وقائع التاريخ القريبة والبعيدة..
فأسس الصراع في فلسطين بين أهلها من الفلسطينيين بكل أديانهم وأطيافهم وأعراقهم، وبين الغزاة الصهاينة الذين أقاموا ما يعرف بـ"إسرائيل" قبل ستة عقود بتآمر بريطاني معروف ودعم أوروبي أمريكي غير محدود، وغرَّروا بملايين اليهود -الذين كانوا يعيشون كأقليات دينية في معظم بلاد العالم ويحضون بالاحترام والحقوق كافة، باستثناء فترة حكم النازية في ألمانيا- ونقلوهم إلى فلسطين بعد أن قتلوا وطردوا ما استطاعوا من سكانها من العرب الفلسطينيين، هذا الصراع في الواقع هو صراع من أجل الوجود وليس صراعاً على حدود يمكن حلها بالتفاوض فالذين شرَّدوا الفلسطينيين من أرضهم ويقولون إنه يمكنهم العيش في أي مكان من العالم، أسألهم:
- لماذا لم يتركوا هؤلاء اليهود المساكين الذين ضللوهم بالدعاية الصهيونية واقتلعوهم من بلدانهم الأصلية كما اقتلعوا الفلسطينيين قبلهم ، لماذا لم يتركوهم في بلدانهم، ويوفروا علينا وعليهم كل هذه الدماء والجهود والوقت؟؟..
- ولماذا يدفع الفلسطينيون من أرضهم ودمهم ثمن جريمة لم يكن لهم فيها أي دور؟؟

ـ ألم تظهر النازية التي يستند الصهاينة على جريمتها ضدهم كمبرر لاقتراف جريمتهم ضد الفلسطينيين، ألم تظهر في أوروبا ؟
- ألم يقتل اليهود في شوارع المدن الأوروبية وبأيدي أوروبية، فلماذا يعيد اليهود نفس التجربة المريرة التي تعرضوا لها في فلسطين؟؟
- أليس الأجدر بهم أن يطالبوا بالعدالة لهم في أوطانهم الأوربية التي ظلموا فيها بدل أن يكرروا نفس الجريمة ضد شعب آخر؟؟
- أليست الشعوب الأوروبية هي المسؤولة عن مأساة اليهود في أربعينيات القرن الماضي؟! فلماذا لا يتم تحقيق العدالة لهم في أرضهم، ويتم تحويل الأنظار عن المجرم الحقيقي الموجود، واستدعاء خرافات تاريخية لتنويم اليهود بها وتحويل نظرهم عن أصل القضية الحقيقية؟؟
ومن هذا المنطلق نؤكد لمن يقولون"إن إسرائيل حقيقة واقعة" نؤكد لهم أن إسرائيل واقع ظالم موجود اليوم بفعل غطرسة القوة ، لكنها ليس حقيقة كما يعتقدون..
- فأين الحقيقة والحق في اقتلاع شعب وجماعات من أراضيهم لصنع كيان كهنوتي يستند على خرافات توراتية مضى عليها آلاف السنين؟
- أين الحق في طرد أكثر من 4 ملايين فلسطيني من أرضهم التي وُجدوا فيها قبل آلاف السنين ؟؟
- أين الحق في التغرير بملايين اليهود الذين كانوا يعيشون في كل بقاع العالم كطبقة غنية وناشطة ويحضون بالاحترام والتقدير كمواطنين في بلدانهم، ليتم الزج بهم في حروب يُقتَلون فيها ويَقتُلون أبرياء لا لشيء، إلا لأن كاهن مهووس بخرفات التوراة أراد أن يجسد خرافاته على أرض الواقع؟؟
-أين الحق في "إسرائيل" دولة يهودية؟؟ أليست هذه نازية جديدة بثوب ديني قائمة على النقاء العرقي؟؟ أليست هذه إعادة وسخة للتجربة النازية القذرة المريرة التي يدعي الصهاينة أنهم بمشروعهم هذا يعالجون آثارها ؟؟
وهكذا تكون "إسرائيل" واقعاً لكنها قائمة على الباطل والظلم والعدوان والدمار لليهود والعرب معاً، ولابد أن يأتي ذلك اليوم الذي يتوحد في العرب واليهود لتفكيك هذا الباطل وإعادة الحقوق إلى أهلها، ولا بد أن يعود هؤلاء المُغرر بهم يوماً إلى بلدانهم مهما طال الزمن أو قصر.
إن من يرددون عبارة أن "إسرائيل" واقع غير قابل للزوال ويُلوِّحون بعصاها النووية، يجهلون أو يتجاهلون وقائع التاريخ القريب والبعيد ولابد من تذكيرهم:
- ألم يكن نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا قبل عقود نموذجاً مماثلاً في عنصريته وعدوانيته وقذارته لـ"إسرائيل"!! أين هو ذاك النظام اليوم؟؟
-ألم يكن ذاك النظام مدعوماً وبكل قوة وصلف من قبل أوروبا وأمريكا!! ألم يكن ذاك النظام يمتلك ترسانة نووية!! هل أطال الدعم الغربي عمر هذا النظام ؟؟ هل مكنته ترسانته النووية من الاستمرار؟؟ ألم يذهب ذاك النظام إلى مزبلة التاريخ وأصبح الأفارقة أصحاب الأرض هم سادتها!!؟؟
- ألم يحكم العرب شبه الجزيرة الأيبيرية ثمانية قرون!! أين هم اليوم؟؟ وهاهي إسبانيا دولة قوية تهددهم في عقر دارهم وتجني من آثارهم التي تركوها وراءهم الأموال الطائلة..
-ألم تبق فرنسا في الجزائر 130 عاماً؟ وها هي الجزائر دولة مستقلة وعضو بالأمم المتحدة ..
- أين هي امبراطورية بريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس؟؟؟
إن التاريخ يفيض بمئات الأمثلة والوقائع التي تؤكد لكل ذي بصيرة أن "إسرائيل" ككيان يهودي عنصري قائم على اغتصاب أرض وبيوت وحق الفلسطينيين التاريخي في أرضهم، لا بد أن يأتي ذلك اليوم الذي يزول فيه ، ولن تجديه ترسانته النووية ولا دعم الغرب له.. وأن الفلسطينيين سيعودون إلى أرضهم ولو بعد عشرة قرون حتى وإن شتتوهم إلى البرازيل وكل أصقاع الأرض..
يرفع المروِّجون للصهيونية والمنافحون عنها لافتات مزيفة لإبعاد الأنظار عن جوهر الصراع حول فلسطين، فنراهم يرفعون لافتة الإسلام السياسي والظلامي وملالي طهران كحجة للتشكيك في شرعية النضال الفلسطيني، وإلباسه ثوبا لم يصنعه ولا علاقة له به، فالشعب الفلسطيني ومن ورائه بقية الشعوب العربية والقوى المحبة للسلام يقودون معركة لا علاقة لها بالإسلام الظلامي ولا بملالي طهران، فهذا الشعب أرضه محتلة وحقوقه مغتصبة ويتعرض للإبادة على يد حركة عنصرية مدعومة بترسانة سلاح ومال غربية مفتوحة بلا حدود، فما علاقة هذا النضال بما يردده الظلاميون سواء في طهران أو غيرها من البلدان.. أقول لهم هذه حيلة باطلة لا تنطلي على أحد، ونضال الشعب الفلسطيني نضال مشروع لاسترداد حقوقه المغتصبة وحماية نفسه من الإبادة العنصرية الصهيونية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدعاية الصهيونية اللتي ضللت يهود ليبيا
زرقاء العراق ( 2015 / 4 / 24 - 15:08 )
ارجوا ان يسمح لي الكاتب المحترم ان أختلف معه في ما ورد في المقال
جاء في المقال - لماذا لم يتركوا هؤلاء اليهود المساكين الذين ضللوهم بالدعاية
الصهيونية واقتلعوهم من بلدانهم الأصلية؟
بما ان الكاتب هو ليبي فسأبدأ باليهود الليبيين اللذين تم تضليلهم, حيث كان في ليبيا ما يقارب 50.000 يهودي ليبي
تحديداً في 3 نوفمبر 1945 اي قبل قيام اسرائيل, قام المسلمين في ليبيا بقتل أكثر من 140 يهودي وجرح عدد أكبر في مذبحة علنية في طرابلس. واغتصبوا النساء ولم يقم هؤلاء بتدمير ونهب المعابد اليهودية في المدينة فحسب، بل خربوا أيضاً مئات المنازل والمحال التجارية
ومرة أخرى في عام 1948، وبالتزامن مع إعلان دولة إسرائيل وتصاعد معاداة السامية، قتل مثيرو الشغب 12 يهودياً ودمّروا 280 منزلاً.
ونتيجة لتفشي هذه الأحداث فقد هاجر 30972 يهودي تم تضليلهم بدعاية الصهيونية حسب رأي الكاتب من ليبيا
ووفقاً لقانون جديد في ليبيا سُنّ في عام 1961 أصبح لزاماً على اليهود الحصول على تصريح خاص لإثبات جنسيتهم الليبية. ورُفض منح تصاريح كهذه لجميع اليهود تقريباً. وبحلول عام 1967 انخفض عدد السكان اليهود إلى 7000.
يتبع


2 - الدعاية الصهيونية اللتي ضللت يهود ليبيا 2
زرقاء العراق ( 2015 / 4 / 24 - 16:02 )
أصدرت الحكومة الليبية برئاسة الأخ العقيد معمر القذافي القانون الأول رقم 14 في 7 شباط/فبراير 1970، يفيد بأن جميع الممتلكات العائدة إلى يهود ليبيا الذين غادروا
سيتم تجميدها . وبدأت الحكومة الليبية بالاستيلاء على الأموال السائلة لممتلكات اليهود
ايضاً الشركات وأسهم الشركات التابعة لليهود
ولا ادري ان كان الكاتب المحترم يرغب بأن اعلق على مئات الآلاف من المضللين اليهود بالدعاية الصهيونية في العراق ومصر والجزائر وسوريا وغيرها ام ان اكتفي بيهود ليبيا؟؟
هل سمع كاتب المقالة عن الفرهود في العراق واستهدف سكانها اليهود في حزيران 1941 اي قبل حتى ان نسمع بأسرائيل
وراح ضحيتها حوالي 175 قتيلا و1،000 جريحا يهوديا، وأغتصاب النساء وذبح الأطفال كما تم تدمير حوالي 900 منزلا تابعا لليهود
وفي كل الدول المذكورة اعلاه تمت مصادرة جميع اموالهم وممتلكاتهم ومحلاتهم , قبل ان
تظهر اسرائيل بالوجود
وبعد كل هذا لا شك لدينا بأن كل هؤلاء تم تضليلهم من قبل الصهيونية


3 - ألغاء القرآن الكريم من اجل عيون فلسطين ؟
زرقاء العراق ( 2015 / 4 / 24 - 21:41 )
جاء في المقالة - اسرائيل كيان كهنوتي يستند على خرافات توراتية مضى عليها آلاف السنين
وهل القرآن اللذي ردد ما جاء في التوراة خرافة حسب رأي كاتب المقال ؟
هل يعلم كاتب المقال المحترم بأن القرآن الكريم ذكر بني أسرائيل 33 مرة ولم يذكر الفلسطينيين ولا حتى مرة واحدة؟؟
كما ذكر المقال - تم طرد أكثر من 4 ملايين فلسطيني من أرضهم التي وُجدوا فيها قبل آلاف السنين
سيدي الكاتب , كان هناك بعد حرب النكبة 400 الف لاجئ وليس اربعة ملايين
لا ادري لماذا كل هذه المغالطات والتحريض على الحقد والكراهية ولمصلحة من؟؟
قضية العرب المركزية هي محاربة الفقر والجوع والتخلف الذين عصفوا ببنى الدول المدنية ومنها ليبيا
وفلسطين قضية لم يحسن العرب التعامل معها على اساس التاريخ او المنطق فحولوها الى قضية مثالية حلها خيالي فاستحقوا ما لحق بهم
لا ادري لماذا يظن البعض بأن قرّاء هذا المنبر هم اما سذج او انهم مصابون بفقدان الذاكرة
والحريص على الفلسطينيين عليه ان يصارحهم بالحقائق


4 - الى زرقاء -اسرائيل-
محمد عبعوب ( 2015 / 4 / 25 - 10:55 )
هب أنني اتفق معك على كل ما سردته من روايات مناقضة للوقائع على الارض.. أسالك فقط هل لكي الحق انت كيهودية عراقية او بولندية او اثيوبية او من اي ارض خارج فلسطين، هل لكي الحق في اغتصاب ارض فلاح او حرفي فلسطيني في اريحا و القدس او غزة او الناصرة او اي ارض فلسطينية؟ هل تعطيك خرافات التوراء الحق في اغتصاب اراضي اناس تواجدوا عليها منذ فجر التاريخ؟
وبصورة أخرى هل يحق لقبائل الهنود الحمر اليوم ان يطردوا كل الاوروبيين الذين قدموا الى القارتين الامريكيتين منذ 400 سنة فقط، هل يحق لهم طردهم لأنهم هم الهنود أصحاب الارض الاصليين؟
سيدتي -اسرائيل- مشروع محكوم عليه بالتحلل بشهادة مؤرخين -اسرائيليين- لا شك أنك اطلعتي على وجهة نظرهم لأنهم أدركوا أنها مقامة على باطل وظلم ، مصيره الفشل..
اما ما سقته عن مقارنة خرافات التوراه وما جاء في القرآن، فأعتقد أنك من الذكاء بما لا تقعين في خطأ مثل هذا.. القرآن لم يعط الحق لأحد في مصادرة ارض الغير بل حرم هذه الممارسة وصنفها بالظلم وتوعد مرتكبيها بأشد العذاب.. واذا كنت تخلطين بين الاسلام كدين وتصرفات مسلمين معزولة، فتلك مشكلتك وليست مشكلة الاسلام كدين..


5 - وابتدأت الأتهامات بأنني صهيونية
زرقاء العراق ( 2015 / 4 / 25 - 21:02 )
سيدي الكاتب , مع الأسف فأن عنوان ردك على تعليقاتي- زرقاء اسرائيل- يشير بأن كل من أختلف رأيه في قضية فلسطين لا بد وان يكون من الموساد وأجره مدفوع من الماسونية , ولا ادري لماذا نكتب اذاً على منبر اسمه الحوار المتمدن ؟
وهل - كل ما سردته من روايات مناقضة للوقائع على الارض - حسب قولك؟
اذاً فقوانين ليبيا اللتي ذكرتها لك بالتواريخ والأرقام ليست صحيحة ؟ ام ان الفرهود في العراق وغيره الكثير من افعال ضد اليهود يندى لها الجبين لم تحصل؟؟
والحمد لله على نعمة الأنترنيت اذ يستطيع القارئ التثبت من صحة او كذب اي معلومة
لدي جواب مقنع على سؤالك عن مااذا -هناك حق في اغتصاب ارض فلاح او حرفي فلسطيني في اريحا و القدس او غزة او الناصرة او اي ارض فلسطينية؟
وفي جوابي نوع من التحدي لك ولأي فلسطيني اينما كان حيث ان صدقتَ انتَ فسنغتني .
سوياً وسيستعيد الفلسطيني ارضه وبيته او يتلقى تعويضات هائلة بأسعار اليوم
وان صدقتُ انا فلا اريد منك شيئاً الا ان تعترف بالخطأ وهو فضيلة
وسأكتب عن هذا التحدي في تعليقي الآتي مباشراً
يتبع


6 - أسرائيل دولة القانون
زرقاء العراق ( 2015 / 4 / 25 - 21:29 )
بغّض النظر عن ما يشاع , فأن محاكم اسرائيل المدنية معروفة بتطبيقها للقوانين
هل تعلم ياسيدي الكاتب بأن احد القضاة الثلاثة اللذي حكم بالسجن على رئيس دولة اسرائيل هو فلسطيني عربي مسلم؟؟
التحدي في اجابتي
اذا كانت هناك في اسرائيل اي قطعة ارض او بيت او معمل او مزرعة او حتى شبر واحد لم يتم دفع ثمنه لمالكها الفلسطيني واللذي يستطيع اثبات حجة موثقة من مديرية الطابو او التسجيل في اي عهد كان - ان كان عثماني او من عهد الأنتداب البريطاني الخ - فأنا أضمن ان هناك عشرات المحاميين الأسرائيليين من يهود او من عرب 48 يتوسلون لعرضها امام المحاكم الأسرائيلية المدنية ليجنوا ارباح طائلة
سيدي الكاتب , لا تصدق من يأتون بمفاتيح بيوت قديمة ليقولوا لك بأن الصهاينة اغتصبوها - فهم كانوا قد باعوها لليهود بأسعار خيالية آنذاك - وكل منّا يستطيع شراء مفاتيح قديمة في السوق
لا تدع كراهيتك لأسرائيل اوالأشاعات تتغلب على منطقك
وهذا التحدي من على هذا المنبر مفتوح للكاتب ولأي فلسطيني اينما كان
الكلام ببلاش - هاتوا شهادة الأرض او الملك ولنغتني جميعاً او ننتفع من أغتصاب اسرائيل للأراضي الخاصة الملكية
فهل من مجيب؟؟

اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا