الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبارك إذ يحلف اليمين

مدحت قلادة

2005 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



فاز الرئيس المصري حسني مبارك بست سنوات أخرى ليصبح بذلك صاحب أطول فترة كحاكم لمصر في تاريخها الحديث، وإذا مد الله في عمره وأعمارنا سيصبح صاحب الرقم القياسي كحاكم استمر 30 سنة رئيساً لمصر المحروسة.
ويذكرني هذا الفوز والوعود الانتخابية التي تعهد بإنجازها في حملته الانتخابية بأيام دراستي والامتحانات من الابتدائية حتى الجامعية كانت أحيانا مدة الامتحان ثلاثة ساعات وكان أحد الطلبة المتأخرين دراسيا قبل سحب ورق الإجابة منهم لم يكن قد كتب سوى اسمه وتاريخ اليوم ومن المحتمل انه كان يكتبه خطاء وقبل سحب ورقة الإجابة يذكر هؤلاء الطلبة لمراقب الامتحان لو سمحت 5 دقائق زيادة كي أستطيع حل الامتحان و كنت أقف متعجبا منهم داخل نفسي، لان ما فائدة الخمس دقائق مع مرور ثلاثة ساعات وورقة الإجابة نظيفة جديدة لم يكتب فيها حرف واحد 180 دقيقة ولم ينجز فيها شئ فهل ال5 دقائق سوف ينجز فيها ما فشل فيه خلال ال3 ساعات ؟.
و أخيرا عرفت أن هذه ليست حجة البليد فقط بل هي سمة مصرية أصيلة وعلى حسب المثل ( الناس على دين ملوكهم ) تذكرت مدى التطابق الذي بين هؤلاء التلاميذ الفاشلين وبين سيادة الرئيس حسنى مبارك لقد كان أمامه كرئيس 24 سنة أي 8760 يوما في حالة السنة البسيطة و8766 في حالة السنة الكبيسة و70080 ساعة على اعتبار أن يوم العمل 8 ساعات وبما أن الرئيس قال إن عمله كرئيس لمصر هو عمل شاق و24 ساعة في اليوم فيصبح ساعات عمل الرئيس 210240 ساعة عمل فماذا جنى الشعب المصري من عمل الرئيس الشاق.
على الساحة الداخلية قد انتشر الفقر والمرض والجريمة والجهل والتخلف والتأخر ونجح الرئيس بسياسته وسياسة حكوماته المتتابعة في جعل المواطن المصري يدعو صباحا رافعا يده لله عز وجل ( يا رب أجيب لأولادي اليوم لقمة العيش الحاف ) وجعل مصر مصابة بعقم في السياسيين و المفكرين و المحبين لمصر واصبح الشعار لشغل الوظائف المرموقة في الدولة( إن كنت طبالا أو زمرا أو راقصا ) فلك مكانه مرموقة بجانب الطبالين والراقصين في الحكومة، حتى وان كنت قبطيا فمكانك محجوز بجانب قبط الحكومة (نصارى الحكومة ) التي تستطيع أن تلعب بالكل وتوظف الكل حسب استخدامه الأمثل ( في السيرك )، وبعد فترة حكم 24 سنة كانت النتيجة هكذا فهل يستطيع الرئيس مبارك في خلال 6 سنوات إن سمح الله و أطال عمرة أن ينجز ما أفسده خلال ال24 سنة ؟ أنا شخصيا اشك
لان هذا الفساد شمل كل جانب في مصر وعلى كل المستويات.
على الصعيد الديني الداخلي لقد ساهم هذا الحكم في تقسيم مصر والمصريين إلى مؤمن وكافر وذاد الهوس الديني وعاش الشعب في حلقات ذار وتم تخديره وازدادت سطوة السلفيين والإرهابيين وكان شعار الحكومة ( مادام بعيد عن مؤخرتي مش مهم ) .
على الصعيد الأمني انتشرت الجريمة وانتشر تعاطي المخدرات وانتشرت جرائم أخلاقية لم يسمع عنها الشارع المصري من قديم الزمن مثل قتل الأباء والأمهات وذبح الأزواج والزوجات حتى أن اعظم مؤشر لانحدار مصر أخلاقيا هو وجود 2 مليون لقيط في مصر
على الصعيد الإعلامي ساهم الإعلام بقيادة صفوت الشريف، قبل إقصائه، في محو الهوية المصرية لمصر والمصريين و مسح القيم والأخلاق وحب الوطن من المجتمع واصبح معظم المصريين يستشري فيهم الفساد الأخلاقي والرشوة التي أصبحت أسلوب حياة كل وهذا كله بواسطة جهاز صفوت الشريف.
وعلى صعيد مؤسسات الدولة الحديثة تم إلغائها منذ الثورة وتركزت كل السلطات في يد الرئيس وأولو الأمر من حوله و أصبحت مصر ليست دولة مؤسسات واصبح مجلس شعب أو شورى أو خلافه شعارهم موافقون منافون.
أخيرا على الصعيد الاقتصادي ازداد الدين الخارجي والدين المحلى وخدمة الديون وغرق الجنية المصري أمام العملات الأجنبية الأخرى ولم ولن يطفو و أصبحنا بلد طاردة للاستثمار وليست جاذبه و ازدادت الأسعار وزادت الضريبة وزاد الفساد الاقتصادي وسرقة أموال البنوك والهروب بها إلى الخارج وظهور نواب القروض سرقوا مليارات من الدولارات تحت الحصانة السياسية، حتى قيل انه إذا غزا مصر جيش جرار ليخرب مصر لن يستطيع أن يفعل ما فعله هذا النظام خلال ال24 سنة الماضية.
على الصعيد الدولي لقد ساهم هذا النظام منذ قيام ثورة العسكر في مسح كرامة الإنسان المصري في الدول العربية كلها وسمعنا عن النعش الطائر القادم من العراق لمصريين ذنبهم الوحيد انهم يسعون للرزق في دول أخرى نتيجة لسرقة مصر وخرابها بيد أبنائها العسكر وأهينت كرامة المواطن المصري في دول الخليج كما في مصر أيضا.
أخيرا إن لدى مئات من النقاط للتحدث عن معاناة المصريين من النظام الديكتاتوري عامة والأقباط خاصة.
اختم المقال ذاكرا لهذا النظام الفاشل المثل القائل ( اللي ذاكر ذاكر من زمان ). والى هذا النظام الديكتاتوري الذي اصبح جاثما على قلب مصر والمصريين 6 سنوات اخرى انك لم ولن تستطيع أن تزيل ما خربته في مصر لان ما خرب ودمر ليست الأصول الرأسمالية فقط بل النفوس أيضا وهذا هو الدمار الحقيقي.
وبمناسبة حلف الرئيس مبارك اليمين يوم 279 من هذا الشهر و4 مرات سابقة وفشل فمن الأفضل أن يحلف الشمال،
فهل يكسر حلفان الشمال الخراب والدار الملاصق لمصر معه والمثل يقول التكرار يعلم الشطار.


مدحت قلادة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الكندية تعتدي بالضرب على متضامني غزة


.. طفلة فلسطينية تتلقى العلاج وحيدة بعد فقدان معظم أفراد أسرتها




.. بايدن يصر على خوض السباق الانتخابي رغم الأصوات التي تطالبه ب


.. -سأهزم دونالد ترامب مجددا في 2020-.. زلة لسان جديدة لبايدن |




.. في أول مقابلة بعد المناظرة.. بايدن: -واجهتني ليلة سيئة-